هل أوقف القصف الإيراني مساعي تشكيل “الكتلة الأكبر”؟

كشفت القصف الصاروخي الإيراني على أربيل، عن اختلاف في مواقف الكتل السياسية، ففيما شنت قوى…

كشفت القصف الصاروخي الإيراني على أربيل، عن اختلاف في مواقف الكتل السياسية، ففيما شنت قوى التحالف الثلاثي هجوما على إيران وطالبت بحفظ سيادة البلد ووصفت القصف بـ”الإرهابي”، التزمت أغلب قوى الإطار التنسيقي “الصمت، عشية ظهور ملاح تقارب مفاجئ مع التيار الصدري، أحيت آمالها بإعلان الكتلة “الشيعية” الأكبر. 

 

ويقول القيادي في ائتلاف دولة القانون وائل الركابي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحوارات ما تزال جارية، وهناك اتصالات وتفاعل بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن الكتلة الأكبر بين الطرفين، وهذه هي النقطة الأهم، لكن ما حال دون الإعلان عنها هو حادثة قصف أربيل”.

 

ويضيف الركابي، أن “اللقاءات ما بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، متوقع أن تجرى خلال اليومين المقبلين، والأمور تسير لحد هذه اللحظة بنفس التوجهات والتوافق الذي أبرم ما بين الطرفين”، مبينا “وفيما يخص حادثة أربيل، فإن الجميع يرفض أن يتم التطاول على هيبة وسيادة العراق، ولكن ألم يكن من المفترض بالحكومة العراقية وجهاز المخابرات أن تكون لديها هذه المعلومات، ثم ماذا قدم جهاز المخابرات الذي كان من المفترض أن يكون الأمر من صميم عمله، وأن يعلم بأي طرف خارجي يعمل في العراق”.

 

وحول تأثر المواقف من استهداف إيران لأربيل على تقارب الإطار التنسيقي والتيار الصدري، يوضح الركابي، أن “اللقاءات والحوارات السياسة ما بين الكتل بعيدة عن هذا الموضوع وتسير ضمن منحى سياسي، وأن الكتل التي رفضت أو علقت أو صرحت فهذا شأنها”، متابعا “كما أنه لا أحد يختلف على أنه لا يسمح في انتهاك سيادة العراق، لكن هذا شأن يجب أن يأخذ منحى دبلوماسي رسمي ما بين الدولتين، فلا نريد أن نفقد الجارة إيران ولا نقبل أن تستغل الأراضي العراقية في أن يتم التضحية بها في عدوان على الجارة إيران، ولا نقبل أن تخرق العلاقات ما بين البلدين وتصل الى مستوى القطيعة، فنحن نحترم هذه الجارة ونريدها أن تكون داعمة وقوية كما دعمت العراق في العام 2014 عند دخول الإرهاب، لكن في المقابل ندعو الحكومة أن تأخذ مجراها الحقيقي”.

وكانت أربيل تعرضت فجر الأحد الى قصف بـ12 صاروخا، سقطت في المنطقة المحيطة بالقنصلية الأمريكية في أربيل وطريق منتجع صلاح الدين، وأدت الضربة إلى تضرر مبنى قناة كردستان 24 الفضائية ومنزل. 

 

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن يوم أمس، بأن المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة للصهاينة تم استهدافه بالصواريخ القوية والدقيقة لـ”حرس الثورة الإسلامية”، وفقا لبيانه، مؤكدا أيضا أن أي تكرار لاعتداءات اسرائيلية سيقابل برد قاس وحاسم ومدمر.

 

وجاء الرد، بعد أن اتهمت إيران، إسرائيل، بقتل اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق من هذا الأسبوع في سوريا، لكن السلطات الإسرائيلية لم تعلق على الاتهامات الإيرانية، لكن وسائل إعلام إيرانية عزت قصف أربيل الى سعي الحرس الثوري للرد على قصف إسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية بواسطة طائرة مسيرة انطلقت من أربيل.

 

هذا القصف، جاء بعد 24 ساعة فقط من اجتماع وفد من الإطار التنسيقي ضم هادي العامري، فالح الفياض، احمد الاسدي يرافقهم رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر إقامته بالحنانة في النجف. 

 

بعد القصف مباشرة، دان قادة التحالف الثلاثي الاستهداف، حيث طالب الصدر الجهات المختصة رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فوراً، مع أخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلاً، مؤكدا أن زج العراق وتعريض سمائه وأرضه ومقدساته في تلك الصراعات سابقة خطيرة لا ينبغي السكوت عنها.

 

كما دانت الكتل المتحالفة مع الصدر وهي مكونات تحالف السيادة (خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي) القصف، بالإضافة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يعد المتضرر الأول منه، وقاد رئيسه مسعود بارزاني الحراك الداخلي والدولي لبحث تداعيات القصف، كما استقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي وصل أربيل أمس الاثنين.

 

لكن بمقابل ردود الفعل الداخلية والدولية، التي صدرت من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، التزمت كتل الإطار التنسيقي “الشيعية” الصمت بالكامل إزاء هذه الاستهداف، فيما لجأت بعضها الى الهجوم على الحكومة العراقية لعدم إدانتها القصف التركي وادانتها القصف الإيراني، فيما طالبتها بمعالجة ملف الوجود الإسرائيلي في اقليم كردستان.

 

الى ذلك، يبين عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيروان دوبرداني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحوارات السياسية متوقفة منذ قصف أربيل، وكان آخرها الاجتماع الذي جرى في النجف، واطلق عليه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تسمية الاجتماع الرباعي”.

 

ويتابع دوبراني “لم يكن هناك موقف واضح وصريح من بعض الإخوة تجاه هذا العمل الإرهابي، وكان هناك بعض من يبرر قيام إيران بهذا العمل وإطلاق 12 صاروخا باليستيا على إقليم كردستان العراق بحجج واهية”، مبينا أنه “لا صحة لما يدعون، فتارة إطلاق طائرات مسيرة ضد ايران وتارة قتل قيادات في سوريا، لكن العالم والعراقيين أثبت لهم أن جميع هذه المزاعم كاذبة، وفي الأساس هي ضغط على أربيل ورئيس الحزب مسعود بارزاني في مسألة التحالف الثلاثي وتشكيل حكومة اغلبية وطنية مع التيار الصدري، فهذه رسالة واضحة ليس فقط لأربيل وإنما للتحالف الثلاثي ككل”.

 

ويستطرد أن “التصريحات الحالية من قبل بعض نواب أو قادة الإطار التنسيقي لا تبشر بخير، ونتمنى أن تكون في الأيام المقبلة حوارات ولقاءات واجتماعات مكثفة بين الأطراف لحلحلة الوضع وإنهاء هذه الازمة واخراج العراق من وضع لا يحمد عقباه بسبب تزمت الجميع وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات ومخرجاتها”، مؤكدا أن “موقفنا ثابت وباب الحوار مفتوح، ونحن نتفهم الوضع العراقي، وسيكون هناك حوار جدي والخروج من هذه الازمة، ونتمنى أن يصلوا الأخوة في الإطار الشيعي إلى تسوية لتسمية رئيس مجلس وزراء والذهاب إلى تشكيل الحكومة”.

 

وكان محللون سياسيون، أكدوا لـ”العالم الجديد” يوم أمس الإثنين، أن الضربة الصاروخية الإيرانية لأربيل، فتحت أبواب صراع جديد في المنطقة، وتوقعوا تكرارها، وتغيير موازين القوى داخل المنطقة بفعل تأثيرات الأزمة الروسية- الأوكرانية، التي أتاحت تنفيذ أي عمل حربي، بالإضافة لإشارتهم إلى أن هذه الضربة الإيرانية تحمل رسائل سياسية أيضا لبعض الأطراف في العراق.

إقرأ أيضا