مع قرب حلول الصيف.. خزين مائي “متواضع” وتحذير من “المجهول”

مع اقتراب فصل الصيف تتجدد أزمة المياه في العراق، خاصة وأن الخزين في السدود “متواضع”…

مع اقتراب فصل الصيف تتجدد أزمة المياه في العراق، خاصة وأن الخزين في السدود “متواضع” بحسب وزارة الموارد المائية، التي أكدت شحة الأمطار في الموسم الحالي، وسط امتناعها عن إعطاء النسب الحقيقية للخزين المائي، وهو ما انتقده مختصون، في ظل تساؤلات حول خطوات الحكومة بمواجهة تلك التحديات.

ويقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ما هو متاح من خزين مائي في سدود العراق، هو خزين متواضع والإيرادات من المياه في فصل الشتاء كانت محدودة، لذا لا يمكن الآن إعطاء رأي بالنسبة للخطة الزراعية أو غيرها، إلا بعد ذوبان الثلوج في شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) المقبلين ولغاية المنتصف من آيار (مايو)“.

ويضيف ذياب، أن “هناك استجابة لا بأس بها من تركيا، ولكن للأسف لا يوجد من إيران أي استجابة بشأن المياه الواردة للعراق، فقد سبق وأن قدمنا دعوة لاشتراك المسؤولين في إيران بمؤتمر بغداد الثاني للمياه، وقد أرسلوا كتابا أكدوا فيه حضور وفد منهم، لكن مع الأسف لم يصل أي وفد، إذ كنا نأمل أن يكون هناك وفد لغرض التباحث فنيا مع الفنيين من الجانب الإيراني على عدة أمور، وليس تفاوضا بقدر ماهو تباحث فني لفهم ما هي الحالات خاصة“.

وبشأن كميات المياه التي وردت الى الأرقام، يرد ذياب “لا يوجد داع لذكر نسب محددة، بقدر ما نقول بأنه خزين متواضع في السدود والخزانات والإيرادات كانت محدودة“. 

يشار إلى أن وزارة الموارد المائية، كانت قد أعلنت في منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي، عن توجهها لاستخدام الخزين المائي في السدود بسبب شح الإيرادات المائية، بعد انخفاض حاد بمناسيب المياه في العراق خلال الفترة الماضية بشكل كبير، ووفقا لبعض الصور، فإنها أظهرت انخفاضا حادا في مناسيب بحيرة سد دوكان بمحافظة السليمانية

يذكر أن إيران قطعت المياه المتدفقة إلى سد دربندخان بالكامل، مطلع أيار مايو الماضي، ما أدى لأزمة كبيرة في حوض نهر ديالى الذي انخفضت مناسيبه بنسبة 75 بالمائة، وذلك بحسب تصريحات مسؤولين في المحافظة.

كما أن تركيا تحاول منذ سنوات، استخدام مياه نهري دجلة والفرات، لتوليد الطاقة الكهربائية، فأعلنت عن تشييد عدد من السدود، بدءا من العام 2006، من خلال سد إليسو الذي دخل حيز التشغيل، عام 2018، ما حد من تدفق المياه إلى العراق، وأدى ذلك إلى تفاقم الخوف من النقص الحاد وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية للزراعة والسكان.

وكانت وزارة الموارد المائية، وبناء على شح المياه، أوصت وزارة الزراعة بتقليل نسبة المساحات المزروعة في العراق الى 50 بالمائة، في الخطة الزراعية الشتوية الحالية.

الى ذلك، يشير الخبير المائي عادل المختار خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “وزارة الموارد المائية كانت قد أكدت بأن الأمطار والإيرادات المائية التي حصلت لحد الآن، يمكنها أن تكفي لفصل الصيف المقبل بشكل مريح، في حال إذا كانت الخطة الزراعية في فصل الصيف ضعيفة أو قليلة جدا، والسؤال الأهم هو أنه لو كان الشتاء القادم جافا، فماذا سيكون وضع العراق في هذه الحالة“.

ويتابع المختار، أن “مسألة المياه الواردة من تركيا وإيران، فإن الدولتين معرضتان للجفاف أيضا، وهناك شح مياه عامة، كما شهدنا في طهران والأهواز خرجت تظاهرات حول أزمة المياه، ولكن السؤال هو هل الإيرادات الموجودة لدينا كافية أن تحقق خطة زراعية جيدة أم لا”، مبينا “ما زلنا نهدر كميات مياه كبيرة وهذه هي المشكلة، إذ من الصعب أن تأتي إيرادات مائية كما في السابق مقارنة بالهدر الحالي، فسنويا نصرف 25 مليار متر مكعب من المياه، أما الآن فنحن نعاني من شح مياه والإيرادات المائية التي هبطت إلى النصف، والاستخدام يجب أن يكون بين 10– 12 مليار متر مكعب كأعلى تقدير، وهذا هو التحدي، ولحد الآن لم نر أي فعل من قبل الحكومة في مواجهة الجفاف الذي من الممكن أن نتعرض له في ظل الأزمة المائية“.

ويستطرد أن “وزارة الموارد المائية دائما تخفي هذه الإيرادات ولا نعرف ما هو المقصود بهذا الإخفاء، هل الهدف منع الأرقام عن المواطن العراقي أم دول الجوار، وإذا عرفنا أنه لدول الجوار مثل تركيا وإيران فهي التي تعطينا المياه، فلماذا هذا الإخفاء، وكيف يمكن بناء خطة زراعية ونحن لا نعلم كمية الإيرادات المائية”، متابعا أن “الوزارة تعرف الأرقام الحقيقة بالإيرادات ولا تعلن عنها، في وقت من المفترض أن تكون الأرقام معلنة والحسابات واضحة“.

يشار إلى أن “العالم الجديد” تناولت في وقت سابق مسالة الخزين المائي في العراق، وبحسب المختصين الذين تحدثوا للتقرير فإن الأرقام لا يمكن أن يعلن عنها، لأنها تعتبر من ضمن الأمن القومي.

وبالنسبة لتركيا، فهي غالبا ما تعلن عن نسب امتلاء سدودها، وتعلنها على شكل بيانات وأرقام لكل المواسم الأخيرة مع فارق الامتلاء أو النقصان، حيث سجلت سدودها العام الماضي انخفاضا كبيرا كان الأدنى، وصدرت تحذيرات من عدم كفاية المياه للاستخدام المنزلي، قبل أن تتساقط الأمطار وترتفع النسبة لنحو 50– 60 بالمائة.

يذكر أن إيران غيرت مجرى نهر الكارون في العام 2018، حين أعلن معاون وزير الزراعة الإيراني آنذاك، علي مراد أكبري، عن قطع حوالي 7 مليارات متر مكعب صوب الحدود العراقية، وتخصيص مبلغ 8 مليارات دولار لوزارات الطاقة والزراعة للتحكم بحركة المياه، وأن هذه الكميات من المياه ستستخدم في 3 مشاريع رئيسية في البلاد، منها مشروع على مساحة 550 ألف هكتار في خوزستان، و220 ألف هكتار في خوزستان أيضا وإيلام، في غرب إيران، الأمر الذي أثر على مياه شط العرب وزاد من ملوحتها، وأضر الأراضي الزراعية في محافظة البصرة.

إقرأ أيضا