القمة الرباعية.. حل لأزمة “الأمن الغذائي” أم تعزيز لـ”النفوذ الإماراتي”؟

عزا خبراء في الشأن السياسي والاقتصادي، عقد القمة الرباعية في الأردن، الى المتغيرات الكبيرة التي…

عزا خبراء في الشأن السياسي والاقتصادي، عقد القمة الرباعية في الأردن، الى المتغيرات الكبيرة التي تشهدها دول العالم، وأهمها الاقتصادية والمتعلقة بالأمن الغذائي، وفيما رجحوا تكرار هذا النوع من القمم مستقبلا مع تطور الحرب الروسية الأوكرانية، لفتوا إلى أن مشاركة الإمارات في هذه القمة التي تعد استكمالا للقمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، يأتي بسبب انفتاح أبو ظبي على دول المنطقة ومحاولتها رسم خارطة جديدة، خاصة بعد تقاربها مع سوريا.

ويقول المحلل السياسي علي البيدر إن “القمة الحالية في الأردن، تعد استكمالا لما قامت به حكومة مصطفى الكاظمي من إقامة علاقات وشراكة استراتيجية مع دول المنطقة، وتنفيذ الكثير من مذكرات التفاهم والعمل على تجديد وضخ الدماء في هذه الاتفاقيات”.

ويضيف البيدر، أن “الكاظمي، حتى وإن كان سيغادر منصبه كرئيس وزراء، ولكن هذا لا يمنعه من أن يلعب دورا إيجابيا في زيادة نفوذ وإمكانيات العراق في المنطقة، أما بالنسبة للإمارات فهي ترى نفسها تمتلك الكثير من الامكانيات الجيوسياسية والمادية، لذلك تحاول رسم مشهد جديد للواقع الذي تعيشه المنطقة وحتى على مستوى العربي، إذ أخذ نفوذها يتجه شرقا وغربا ووصل إلى أقصى المغرب العربي“.

ويستطرد أن “دخول سوريا على هذا الخط ربما ينعش الكثير من الحوارات واللقاءات والحضور الودي للزعماء، لأن هذه البلدان الثلاثة (العراق ومصر وسوريا) تمثل عمقا حقيقيا للمفهوم العربي، فهو ثلاثي يجب أن يكون حاضرا بقوة ولا يمكن تهميشه مهما كانت الأسباب والظروف التي تعيشها هذه البلدان”.

وشهد الأردن عقد قمة رباعية بين ملك الأردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث عقد الاجتماع بين الأطراف الأربعة يوم أمس، تمهيدا لعقد القمة.

وكان العراق قد احتضن في حزيران يونيو 2021، اخر جولة من القمة الثلاثية بين بغداد وعمان والقاهرة، بعد أن بدأت جولتها الأولى في آب أغسطس 2020.

وكانت تلك القمة، تركز على الاقتصاد بحسب المعلن، فيما تضم في طياتها خططا سياسية عديدة، أبرزها مشروع “المشرق الجديد” الذي اقترحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك بحسب تقرير سابق لـ”العالم الجديد“.

وتمثل منطقة النفوذ الجديدة، التي اقترحها ترامب، ممرا اقتصاديا وتجاريا يجمع هذه الدول الثلاث، مستغلة إمكانيات كل دولة، فالعراق سيكون المصدر الأول للنفط والغاز، اضافة الى استثمار طاقات مصر الإنتاجية والبشرية، فضلا عن تحول الأردن إلى معبر وطريق يجمع هذه الدول مع بعضها، مقابل تقليص النفوذ الإيراني في سوريا المتمثل بالجماعات المسلحة، وذلك بحسب مصادر افادت لـ”العالم الجديد” في وقت سابق.

يشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، زار الإمارات مؤخرا، وهي الزيارة الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.

واستقبل كل من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، وحاكم دبي محمد بن راشد، الرئيس السوري لبحث “العلاقات الأخوية” بين البلدين وجهود “ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط”، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية.

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة قالت في بيان مشترك، الثلاثاء الماضي، إنها “لا تدعم جهود تطبيع العلاقات مع الأسد“.

وبحسب القمة الثلاثية السابقة، فإنه سيتم مد أنبوب نفط البصرة- العقبة في الأردن، وصولا الى الموانئ المصرية، حيث سيتم استخراج المشتقات النفطية فيها وإعادتها للعراق، لاسيما وأن وزير البترول المصري طارق الملا، زار بغداد في تشرين الأول أكتوبر الماضي، وذلك بعد أيام من توقف إمداد شركة أرامكو السعودية لمصر بنحو 700 ألف طن من المواد البترولية، في إطار اتفاقٍ طويل الأجل بين الرياض والقاهرة، التي تشهد العلاقات بينهما توترا منذ شهور على خلفية قضايا ثنائية وإقليمية.

إلى ذلك، يبين الخبير الاقتصادي نبيل التميمي، أن “هذا الاجتماع هو استكمال للقمم الماضية، ولكن ما استجد فيه هي المشاركة الإماراتية”.

ويوضح التميمي، أن “هذه القمم لها أبعاد سياسية واقتصادية وحتى بعض الأبعاد الامنية، اما فيما يخص البعد الاقتصادي فقد كانت قضية الطاقة والربط الكهربائي هي واحدة من أبرز القضايا، إضافة إلى أنبوب النفط المتجه من العراق إلى ميناء العقبة الأردني واستفادة مصر منه“.

ويتابع أن “العالم اليوم في تحولات جديدة، فهناك تحديات ومتغيرات سياسية بالعراق، بالإضافة للتقارب الإماراتي السوري، فهذه جميعها قد تكون نقاط التقاء بين الدول الخليجية من جهة ودول الشام ومصر من جهة أخرى“.

ويستطرد “قد نشهد قمم من نوع آخر قريبا، فيها نوع من أنواع التعاون لتنفيذ مصالح مشتركة تجمع هذه الدول خصوصا في قضية الطاقة وقضية الأمن الغذائي، والتي تشكل واحدة من أهم القضايا في المرحلة الحالية، إذ قد تتوسع الازمة الاوكرانية الروسية، وتؤدي الى إرباك في مجالات اقتصادية مهمة“.

يذكر أن العالم يشهد أزمة كبيرة على مستوى الطاقة والأمن الغذائي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى توقف إمدادات الكثير من المواد الغذائية الأولية للعالم، لاسيما وأن الدولتين تعتبران “سلة غذاء” العالم.

ويسعى العراق الى إيجاد مصادر للطاقة الكهربائية، سواء عبر الاردن او الربط الخليجي، بعد أن شهد إمداد الغاز الإيراني لمحطات الكهرباء في العراق، تعثرا كبيرا وأدى الى نقص بتجهيز الطاقة في عموم البلد.

إقرأ أيضا