أزمة “الثلثين” تصل ذروتها.. هل تنتهي باتفاق الكتل؟

عززت جلسة مجلس النواب التي انعقدت يوم أمس السبت بهدف انتخاب رئيس للجمهورية، الانسداد السياسي…

عززت جلسة مجلس النواب التي انعقدت يوم أمس السبت بهدف انتخاب رئيس للجمهورية، الانسداد السياسي القائم في البلاد، في ظل انقسام حاد بدأت ملامحه مع ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، ففيما فشل التحالف الثلاثي “إنقاذ وطن” بتحقيق نصاب الثلثين، وهو الحد الأدنى المطلوب دستوريا لانتخاب الرئيس، رحب قادة الإطار التنسيقي بتحقيقهم “الثلث الضامن”، ومنع انعقاد الجلسة.

وأعلن 126 نائبا بمن فيهم نواب الإطار التنسيقي مقاطعتهم للجلسة، حيث عمد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إلى جمعهم داخل مقر إقامته واستقبلهم جميعا بنفسه، وذلك بالتزامن مع موعد انعقاد جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية.

وعقب فشل الجلسة، ظهر المالكي بمؤتمر صحفي وأعلن أن “ما حصل اليوم في البرلمان انتصار للثلث الضامن”، مؤكدا “لا نريد إقصاء أي جهة ولا نقبل بدفع أي مكون نحو المعارضة، نريد تشكيل حكومة تقوم بواجباتها وهذا لا يحصل في ظل أجواء المناكفات“.

وكان زعيم تحالف الفتح هادي العامري، بين خلال المؤتمر الصحفي مع المالكي، أن “الثلث الضامن تحقق وندعو الجميع للعودة والتوافق بعيدا عن كسر الإرادات وتغيب الآخر“.

فيما وصف زعيم حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، من جانبه ما حدث بأنه “يوم تاريخي ومفصلي في إعادة توجيه العملية السياسية لمسارها الصحيح، وأن الإطار التنسيقي يسير في طريق الحوار والتفاهم ولا يقبل بكسر الإرادات“.

وكان تحالف إنقاذ الوطن، الذي يضم التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، قد عول على تحقيق نصاب الثلثين في الجلسة، خاصة بعد الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمستقلين بحضور الجلسة.

وتعليقا على مجريات الأحداث، يقول عضو الإطار التنسيقي عن حركة عصائب أهل الحق محمود الربيعي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الإطار التنسيقي متمسك بحق المكون الأكبر، ومنع الإقصاء والتهميش، وعلى الرغم من امتلاكه للكتلة الشيعية الأكبر، إلا أنه يصر على التفاهم مع الإخوة في الكتلة الصدرية“.

ويضيف الربيعي، أن “هناك ضرورة للتفاهم بين القوى السياسية الكبيرة، لكي نستطيع أن نمضي بالعملية السياسية، خصوصا في ظل الظروف الدولية والإقليمية المضطربة من حولنا“.

وعلى الجانب الآخر، فإن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قال في تغريدة له “شكرا لكل من حضر الجلسة حبا بالعراق: شكرا تحالف إنقاذ الوطن، شكرا امتداد، شكرا الجيل الجديد، شكرا للإخوة المستقلين، هؤلاء ما أرعبهم تهديد ولا أغراهم ترغيب“.

ودعا الصدر في تغريدته أيضا إلى تجديد الموعد “في الأربعاء القادم مع من يلتحق مجددا لنزيح الفساد والتبعية والتوافقية، حكومة أغلبية وطنية، ولن نعود لـ(خلطة العطار).. فاليوم ثبتنا وأثبتنا أن لا مكان للمحاصصة.. فكانت أجمل فسيفساء عراقية لا شرقية ولا غربية“.

وكان مجلس النواب، وبعد ان عقد جلسته بعدد نواب 202، قرر عقد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الأربعاء المقبل، حيث يتطلب انعقادها حضور 220 نائبا.

من جانبه، يبين عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحل لانتخاب رئيس الجمهورية، هو حماية النواب والكتل الصغيرة وعوائلهم أمنيا، ليكونوا بعيدين عن الضغوط ويمارسوا دورهم كنواب مستقلين للذهاب باتجاه عراق حر مستقر“.

ويتابع سلام، أن “الثلث المعطل، هو معطل للموازنة والأمن ومعطل لكسر الانسداد السياسي، والسؤال هل يستطيع هذا الثلث الوصول الى نصاب الثلثين، بالطبع لا، بالتالي فإن تحالف إنقاذ وطن (الثلاثي) هو الأقرب للاغلبية الوطنية“.

وبشأن حل البرلمان، يوضح سلام، أن “الحديث عن حل البرلمان، يعني الذهاب إلى حالة الطوارئ وفقا للدستور، وهذا يدخلنا لنفق مظلم، وكذلك إعادة الانتخابات المبكرة فيعني إعادة الكرة مرة أخرى حيث سنشهد النتائج نفسها“.

يذكر أن النواب المستقلين باتوا نقطة صراع بين التحالف الثلاثي والإطار التنسيقي، حيث دعاهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى حضور جلسة يوم أمس، في تغريدة نشرها يوم 21 آذار مارس الحالي، قال فيها “أهيب بالنواب المستقلين المحترمين والوطنيين أن يقفوا وقفة عز وشرف وكرامة من أجل إنقاذ الوطن وتخليصه من بقايا الفساد والإرهاب والاحتلال والتطبيع والانحلال من خلال إسنادها للجلسة البرلمانية التي يتم بها التصويت على رئيس الجمهورية وعدم تعطيله بالثلث المعطل الذي هو وليد الترغيب والترهيب“.

وسرعان ما نشر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، تغريدة بعد يوم واحد من تغريدة الصدر، أشار فيها إلى أن قضية حل مجلس النواب وإعادة الانتخابات الحالية أمر غير مقبول ولم يطرحه الإطار التنسيقي وقواه السياسية، مؤكدا أن إثارته في هذا الوقت قبيل انعقاد الجلسة النيابية المقررة يوم 26 آذار تهدف لإشاعة المخاوف لدى النواب، وخصوصا المستقلين منهم، ودفعهم للمشاركة في الجلسة.

وكانت مصادر صحافية قد نوهت في وقت سابق من يوم أمس السبت، الى إلغاء طهران زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي التي كانت مقررة إلى إيران.

إقرأ أيضا