قادة الإطار التنسيقي يلتقون بسفراء أوروبيين.. فهل ثمة رسالة لواشنطن؟

قلل محللون سياسيون، من أهمية اللقاءات التي أجراها قادة في الإطار التنسيقي مع سفراء بعض…

قلل محللون سياسيون، من أهمية اللقاءات التي أجراها قادة في الإطار التنسيقي مع سفراء بعض الدول الغربية والعربية، واصفين إياها بمحاولة لإيصال رسالة لواشنطن عبر تلك الدول، وهو ما جوبه بالنفي من قبل مقرب من الإطار، حيث أكد أن اللقاءات تأتي من باب أن تلك الدول تريد الوصول لصورة واضحة بشأن ما يجري في العراق.

ويقول المحلل السياسي غالب الدعمي خلال حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “الكتل السياسية تبحث عن قشة للتمسك بها، وإلا فما علاقة مصر وايطاليا وبريطانيا وغيرها بموضوع الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة، لكن هؤلاء (الإطار التنسيقي) يحاولون نقل تصوراتهم وزج هذه الدول بشكل أو آخر بهذه الإشكالية، لأنهم يعرفون أن هؤلاء لهم علاقات جيدة مع الولايات المتحدة التي تملك تأثيرا قويا في صنع القرار وعلى جهات سياسية محددة”.

ويضيف الدعمي، أن “هؤلاء يحاولون العبور فوق العمليات الديمقراطية وإنهاء الانتخابات، ولكن الدول الغربية ناضجة وتسمع كثيرا وتعرف هواجس هذه التكتلات السياسية وعليه لا يوجد تأثير لهذه اللقاءات”، مبينا “لو كان الخصوم أو الغرماء هم من قاموا بهذه اللقاءات لكانوا تعرضوا للنقد، ولكن هم يعطون انفسهم الحق للتواصل مع الجميع دون اعطاء الحق للآخرين”.

ويستطرد أن “اللاعب الخارجي ما زال قويا لاسيما ايران وتركيا والامارات وحتى الكويت، التي لديها تدخل كبير عن طريق دعم بعض المؤسسات، وهي اللاعب الاقل ظهورا في الاعلام والأكثر تدخلا بالشأن العراقي عبر التأثير على مصادر القرار الوسطية وليس التي في القمة”.

وأجرى قادة في الإطار التنسيقي، خلال اليومين العديد من اللقاءات مع سفراء بعض الدول، ومنها لقاء الأمين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، مع السفير المصري وليد إسماعيل، حيث اكد الخزعلي أن الإطار التنسيقي ليس مع الانسداد السياسي وتعطيل مصالح البلد وأنما هو منفتح على الحلول الإيجابية البعيدة عن الإقصاء وأننا نرحب بأي دور إيجابي لا سيما من الدول العربية الشقيقة.

كما التقى رئيس تحالف الفتح هادي العامري، السفيرة الاسترالية لدى العراق باولا اليزابيث، وأكد لها على ضرورة تشكيل الكتلة الأكبر من الاطار الشيعي والتيار الصدري والمستقلين والتوافق لعدم ضياع حق الأكثرية الشيعية في تشكيل الحكومة، بالإضافة تشديده على أن الاطار متماسك وسيبقى متماسك ويؤمن بالتفاهم السياسي حول إدارة الحكومة القادمة.

والتقى العامري أيضا السفير الألماني لدى العراق مارتينيز ييغار، وأبلغه بأن الإطار الشيعي لم ولن يتنازل عن تشكيل الكتلة الأكبر لضمان حق المكون الشيعي.

واستمرت لقاءات العامري، حيث التقى السفير البريطاني مارك باريسون ريتشاردسون، وابلغه بتوفر معلومات مخابراتية تؤكد تدخلهم المستمر في الوضع السياسي العراقي، مؤكدا أن الإطار الشيعي لن يتنازل عن تشكيل الكتلة الأكبر التي تحفظ حق المكون الشيعي في الحكومة والاتفاق على مرشح رئاسة الوزراء.

من جانبه، يبين المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي كاظم الحاج، أن “قادة الإطار التنسيقي يؤثرون بالمشهد السياسي العراقي في كل اتجاهاته الاقتصادية والسياسية والأمنية، وبالتالي فإن سفراء الدول يلتقون بهم وفق هذه التوجهات، وأيضا فيما يخص تشكيل الحكومة والانسداد السياسي الموجود حاليا”.

ويشير الحاج، إلى أن “كل الدول تحاول أن تتوصل الى صورة واضحة فيما يخص تشكيل الحكومة وطبيعة المشهد السياسي وآلياته، وحتى بمسألة الحلول التي يمكن أن تكون حاضرة لدى زعامات الكتل السياسية لمعالجة هذه المشاكل المعقدة”.

ويردف أن “العراق عامل مؤثر بالاستقرار الاقليمي ومن ثم الدولي، ويؤثر بصورة مباشرة وإيجابية على العالم، خصوصا سفراء الدول الذين التقوا بزعامات الاطار التنسيقي”، مضيفا أن “مصير العملية السياسية، سواء إعادة الانتخابات أو إجراء أخرى مبكرة، هو قرار جمعي ولا يمكن أن يتخذه الإطار بمفرده، كما أن قادة الإطار أكدوا للسفراء بأنه لا يحق لأي أحد أن يقرر مصير العملية السياسية بصورة منفردة، لذلك ما يروج  في هذا الاتجاه هو ليس صحيحا وغير دقيق أيضا”.

ويؤكد أن “اللقاءات هي محاولة الأطراف الدولية للوصول الى أوضح صورة من خلال زعامات القوى السياسية، ومن ضمنها الإطار التنسيقي”.

وما تزال الأزمة السياسية قائمة، خاصة بين التحالف الثلاثي “إنقاذ وطن”، وبين الإطار التنسيقي، بل تعمقت الأزمة في ظل إصرار جميع الأطراف على مواقفها دون تقديم أي تنازل لتحقيق نصاب الثلثين.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي علي البيدر خلال حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “هذه اللقاءات تستخدمها بعض الاطراف السياسية لتمرير رسائل الى الآخرين، ويوهمون جمهورهم بأنهم قادرون على تجاوز التحديات وتوسيع نفوذهم، وهم أقرب الى الوطنية وطرح بعض التفاصيل المتعلقة بعدم رغبتهم بتدخل تلك الدول كما فعل رئيس تحالف الفتح هادي العامري مع السفير البريطاني”.

ويتابع أن “الموضوع لا يتجاوز العرض الإعلامي، وأن هذه اللقاءات لن تكون لها مخرجات حقيقية يمكن من خلالها جني الثمار، فهي لإيهام تلك الأطراف والدول بأنهم ماضون بمشروع معين ويجاملون شخصيات عبر تلك اللقاءات لا أكثر”.

ويستطرد “هناك دور واضح لا يمكن تجاهله للاعب الخارجي، والدور الواضح والاول والاخير للولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن دور ثانوي لدول أخرى، وأيضا الدور الإيراني والبريطاني، وبذلك يجب أن تطرح المبادرات والمواقف بالتناغم مع ما تريده تلك الدول، وعليه فإن القرار والارادة الوطنية مفقودتان نظرا لاحتكام الطبقة السياسية للخارج أكثر من الداخل في أزماتها”.

يشار إلى أن الإطار التنسيقي، عقد اجتماعا في الأول من نيسان أبريل الحالي، وأصدر بيانا أكد فيه على الالتزام بالمدد الدستورية وتسجيل الكتلة الأكثر عددا من كلا الطرفين الإطار والكتلة الصدرية لضمان حق المكون (الشيعي) واكتمال الاستحقاق الوطني للمكونات الأخرى بالرئاسات الثلاث، ضمن رؤية موحدة يشترك فيها الإطار والمتحالفون معه والكتلة الصدرية والمتحالفون معها.

 وتضمن البيان أيضا أنه بعد إعلان الكتلة الأكثر عددا يتم الاتفاق على المرشح لمنصب رئيس الوزراء، وفق الشروط والمعايير المطلوبة كالكفاءة والنزاهة والاستقلالية، والاتفاق على البرنامج الحكومي ضمن سقف زمني محدد يتم الاتفاق عليه، ويشترك في إدارة تنفيذه من يرغب من الكتل الفائزة، بالإضافة إلى تولي المعارضة داخل مجلس النواب مراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها على أخطائها وتجاوزاتها، وتمكينها من القيام بعملها بصورة صحيحة وحمايتها وفق القانون.

إقرأ أيضا