غزوة رمضان وأزمة البرلمان.. هل من علاقة؟

أرجع خبراء في الأمن والسياسية، نشاط تنظيم داعش مؤخرا، الى الإرباك السياسي الحاصل في البلد،…

أرجع خبراء في الأمن والسياسية، نشاط تنظيم داعش مؤخرا، الى الإرباك السياسي الحاصل في البلد، والذي ألقى بظلاله على المؤسسة الأمنية، مؤكدين أن القرارات الأمنية باتت خاضعة لـ”أمزجة السياسيين”، وهو ما قد يستغله داعش في تنفيذ هجمات خلال شهر رمضان.

ويقول الخبير الأمني حسين الكناني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الوضع السياسي مرتبط بجميع أوضاع العراق، وإذا كان هناك خلل بسيط في سياسة البلد بالتأكيد فستكون آثاره على أمن واقتصاد البلد، حيث تداعيات الإرباك السياسي واضحة جدا، وخاصة في المجال الأمني من خلال نشاط تنظيم داعش”.

ويضيف الكناني، أن “الإرباك الأمني واضح أيضا بإدارة العملية الأمنية والمحاور، وهذا ما يستغله داعش ويخترق بسهولة لتنفيذ عملياته”، مشددا على “ضرورة عدم نسيان تنفيذ التنظيم لعملياته الإرهابية في شهر رمضان طوال السنوات الماضية، وسط محاولة استغلال لانعدام الاستقرار السياسي والاستفادة من الوضع الحالي بتنفيذ هجماته”.

وكان تنظيم داعش، شن هجوما بالأسلحة الرشاشة على نقطة أمنية في قضاء هيت بمحافظة الأنبار، ما أدى الى مقتل منتسبين اثنين وإصابة منتسبين آخرين.

كما شن التنظيم يوم أمس أيضا، هجوما في قرية “الدوكشمان” التابعة لناحية الرشاد جنوب كركوك، حيث أسفر عن مقتل مدني وعنصر بالحشد الشعبي، فيما أصيب ثلاثة منتسبين في الشرطة الاتحادية.

وبعد هجوم كركوك، استهدف تنظيم داعش إحدى الكاميرات الحرارية في بساتين قرية (زهرة) بالقرب من ناحية العبارة شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى، بواسطة اسلحة القنص.

يذكر أن معلومات أمنية ووثائق، تسربت أمس الاول الجمعة، تفيد بنية داعش تنفيذ عمليات ارهابية في بغداد تحت مسمى “غزوة”، بواسطة انتخاريين وعجلات مفخخة.

يشار إلى أن تنظيم داعش، كان قد اختار في 10 آذار مارس الماضي، أبو الحسن الهاشمي القرشي، زعيما جديدا للتنظيم، خلفا لزعيمه عبدالله قرداش، الذي قتل في 3 شباط فبراير الماضي في سوريا، بعملية عسكرية أمريكية، ساهم العراق فيها عبر تزويد واشنطن بالمعلومات.

ووفقا لتقرير سابق لـ”العالم الجديد” حول مقتل قرداش، فإن خبراء أمنيين أشاروا الى استعداد التنظيم لتنفيذ “غزوة” يطلق عليها اسم عبدالله قرداش، ردا على مقتله.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي علي البيدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “شهر رمضان، يعد شهرا حيويا للجماعات الإرهابية، ومن خلاله تقوم بالكثير من العمليات سواء داخل أو خارج العراق، كما أنها في بعض الأحيان تنفذ غزوات ثأرا لمقتل بعض الزعامات القيادية فيها”.

ويؤكد البيدر، أن “الوضع السياسي انعكس بشكل كبير على الوضع الأمني، وأصبحت القرارات الأمنية خاضعة لأمزجة سياسية أو محاولة لفرض إرادات سياسية من خلالها، كما أن تحرك الفصائل المسلحة نحو استهداف القواعد العسكرية أربك المشهد الأمني أيضا وجعله أكثر تعقيدا، لذا استغل داعش هذه الأجواء لتنفيذ عدد من العمليات رغم اليقظة التي تتمتع بها المؤسسة الأمنية”.  

ويتابع أن “هناك استعدادات أمنية للتصدي للهجمات المحتملة في شهر رمضان، ولكن لا نعرف مدى هذه الجهوزية وهل ستنجح أم لا، فهذا يتوقف على درجة اليقظة والخطط الاستخبارية، وبذلك يمكن اجهاض الكثير من العمليات التي قد تنفذ قريبا بحسب استراتيجية التنظيم التي أصبحت واضحة”.

جدير بالذكر، أن البلد يشهد أزمة سياسية خانقة، حالت دون تمرير رئيسي الجمهورية والوزراء، وألقت بظلالها على كافة مفاصل الدولة، حيث يتمحور الصراع حول الجهة التي تشكل الحكومة، وحصر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي. 

وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أعلن في 29 اذار مارس الماضي، عن انطلاق عملية أمنية (الإرادة الصلبة) من قبل قيادات عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى بالاشتراك مع قطعات الحشد الشعبي، لملاحقة عناصر داعش في مناطق جنوب الحضر وصحراء الجزيرة في شمال الفرات ومناطق غرب وادي الثرثار.

يذكر أن نشاط داعش، تنامى بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وخاصة في شهر كانون الثاني يناير الماضي، وبات استهدافه متواصلا للقوات الأمنية والمدنيين، وخاصة في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين.

إقرأ أيضا