مصدر يكشف لـ”العالم الجديد” صلة القرابة بين مقبولين بالكلية العسكرية وكبار المسؤولين

في ظل اللغط الشعبي والرسمي الدائر بسبب المحسوبية والمنسوبية التي رافقت ظهور أسماء المقبولين مؤخرا…

في ظل اللغط الشعبي والرسمي الدائر بسبب المحسوبية والمنسوبية التي رافقت ظهور أسماء المقبولين مؤخرا في الكلية العسكرية، كشف مصدر مطلع عن علاقة تلك الأسماء بمسؤولين عسكريين رفيعين، أبرزهم وزير الدفاع الحالي جمعة عناد، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الفريق أول ركن محمد البياتي، مبينا ارتفاع عدد المقبولين إلى أضعاف الدفعة السابقة.

ويقول مصدر مطلع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “معايير القبول في الكلية العسكرية بالنسبة لطلبة الدراسة الإعدادية، تتضمن جمع معدل الطالب والدرجة التي يحصل عليها في المقابلة وفي اللياقة البدنية، ومن ثم يتم تقسيم المجموع على ثلاثة، بشرط أن لا تقل النتيجة عن 70 للقبول”.

ويضيف المصدر، أن “عمر المتقدم يجب أن يكون بين 18– 20 عاما لخريجي الإعدادية، وأعلى لخريجي الجامعات”، مبينا “في السنوات السابقة كان هناك استثناء لذوي الشهداء، وهو إضافة 5 درجات للمعدل النهائي”.

وخلال الساعات الماضية، أثير لغط كبير حول ظهور الأسماء التي تم قبولها في الدورة 112 للكلية العسكرية، بسبب تضمنها 81 اسما من عشيرة الجبور، وهي العشيرة التي ينتمي إليها وزير الدفاع جمعة عناد، بالإضافة الى وجود أسماء أشقاء وأقارب مسؤولين تم قبولهم جميعا في هذه الدورة.

وحول ما جرى مؤخرا يوضح المصدر، أن “هذه الدورة، شهدت استثناء ذوي الشهداء من شرط العمر والمعدل، وهذا يحصل لأول مرة، كما شهدت استثناءات بشكل كبير ومبالغ به وكلها مقابل مبالغ كبيرة”، متابعا أن “الدورات السابقة تضمنت استثناءات أيضا، لكن عددها كان محدودا بـ10– 15 استثناء، وليس كما يحدث الآن”.

ويكشف المصدر، أن “الكلية العسكرية أكملت القوائم وحددت المقبولين، وأرسلتها الى رئاسة أركان الجيش ووزير الدفاع، لغرض المصادقة عليها، لكن التغييرات حدثت في تلك الجهتين (رئاسة الأركان ومكتب الوزير)، إذ تم تغيير الأسماء وحذف أصحاب المعدلات العليا، مقابل وضع أسماء أشخاص بمعدلات منخفضة، لكنهم أقارب وأصدقاء المسؤولين الكبار والضباط في الوزارة”.

وكانت وزارة الدفاع، أصدرت أمس الثلاثاء، توضيحاً بشأن قبول طلبة الكلية العسكرية، قالت فيه إن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت خبراً بشأن قبول 81 طالباً في الكلية العسكرية ضمن الدورة 112 من عشيرة وزير الدفاع، لذا نبين موضوع اختيار الطلاب للقبول في الكلية العسكرية يتم وفق سلسلة من السياقات والإجراءات كما أن الطالب الذي يقدم للقبول في الكلية العسكرية يخضع الى عدد من الاختبارات البدنية والطبية والاختبارات النظرية والعملية والتي يتم تحديدها من قبل لجان خاصة من الأكاديمية العسكرية ورئاسة أركان الجيش، ولا يتم وفق القبيلة أو العشيرة وإنما يتم وفق النسب السكانية لكل محافظة.

وتابعت “بالنسبة للطلبة المقبولين من أبناء عشيرة الجبور، هم من جميع المحافظات العراقية وليس فقط من محافظة صلاح الدين، حيث يبلغ عدد المقبولين من العشيرة آنفاً من محافظة نينوى 32 طالباً، ومن محافظة كركوك 25 طالباً، ومن محافظة بغداد 16 طالباً، ومن محافظة صلاح الدين 12 طالباً، ومن محافظة الديوانية 5 طلاب، ومن محافظة كربلاء 5 طلاب، ومن محافظ ديالى 4 طلاب، ومن محافظة النجف طالبَين اثنين ومن محافظة بابل طالب واحد.

ويتابع المصدر، أن “أغلب الدورات السابقة للكلية العسكرية كانت تقبل بين 500– 1000 طالب كمعدل، لكن هذه الدورة تم فيها قبول 2251 طالبا، ولم تشهد عدالة في التوزيع حسب المحافظات، فمحافظة نينوى كان يقبل منها 100 طالب في كل دورة، وفي هذه الدورة تم قبول 350 طالبا”، موضحا أن “نينوى تعد من المحافظات ذات الثقل الجماهيري للجهة السياسية التي ينتمي لها وزير الدفاع، بالإضافة الى محافظة صلاح الدين”.

ويستطرد أن “من بين الأسماء التي تم قبولها، هو حفيد وزير الدفاع جمعة عناد، ونجل السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الفريق أول ركن محمد البياتي، رغم أنه ضابط في جهاز مكافحة الإرهاب وعمره 30 عاما”، مضيفا أن “هذه الدورة شهدت سابقة هي الأولى من نوعها أيضا، وذلك من خلال عدم تضمين القوائم الرقم التسلسلي للمتقدمين ولا معدلاتهم، بخلاف كل الدورات السابقة، وذلك للتغطية على التغييرات التي حدثت”.

يذكر الطلاب الذين لم يتم قبولهم في هذه الدورة، تظاهروا أمس الثلاثاء، أمام مبنى وزارة الدفاع، لاسيما بعد الحديث الذي أثير حول وجود محسوبيات في القبول.

يشار إلى أن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أشار في حديث صحفي يوم أمس، الى أن هناك هجمة على المؤسسة العسكرية، وما جرى في هذه الدورة هو القبول حسب النسب السكانية لكل محافظة، ولم تتدخل العشائر أو القبائل بالأمر.

إقرأ أيضا