السليمان يفجر خلافا جديدا بين “التيار” و”الإطار”

تسببت عودة “المعارض” علي حاتم السليمان الى بغداد، باتهامات متبادلة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي،…

تسببت عودة “المعارض” علي حاتم السليمان الى بغداد، باتهامات متبادلة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، حيث وجه “التيار” اتهاما لـ”الإطار” بالوقوف وراء هذه الخطوة للاستعانة به في معارضة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الأمر الذي نفاه “الإطار” بشدة، متهما من جانبه، جهات “إقليمية” لم يسمها، بالعمل على عودة السليمان لخلق مشاكل سياسية جديدة بعد أن لمست “قوة” الإطار التنسيقي في مجابهة تحالف إنقاذ وطن “الثلاثي”.

ويقول القيادي في التيار الصدري عصام حسين خلال حديث لـ”العالم الجديد” إن “من أعاد علي حاتم السليمان، هو الإطار التنسيقي، على اعتبار أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بدأ يسيطر على السياسة السنية في بغداد”.

ويضيف حسين، أن “الإطار التنسيقي جاء بشخصيتين لهما بعد عشائري وهما رافع العيساوي وعلي حاتم السليمان، والأخير يعرف بالبعد والسطوة العشائرية، لأن الإطار يريد أن يذهب بعيدا في مواجهة الحلبوسي، لذلك لجأ الى هذه الشخصيات المعارضة له”. 

ويؤكد أن “السليمان مهيئ لقيادة حرب سنية سنية، وهو من أحد المتشددين المستعدين لحمل السلاح بوجه الدولة، ولديه خيارات مسلحة بنهج مطابق للفصائل المسلحة”.

وكان علي حاتم السليمان الذي يعرف برئيس اتحاد المعارضة العراقية، أعلن في تغريدة له قبل أيام “بعدما عانت الأنبار من مشاريع التطرف والإرهاب وتحولت الى مرحلة الهيمنة والديكتاتورية وتكميم الافواه والفساد.. نعلنها من بغداد أن هذه الأفعال ستواجه بردة فعل لن يتوقعها اصحاب مشاريع التطبيع و التقسيم ومن سرق حقوق المكون وعلى من يدعي الزعامة أن يفهم هذه هي الفرصة الأخيرة”.

وبرز اسم علي حاتم السليمان، في احتجاجات المحافظات السنية في العراق والتي استمرت منذ عام 2013 حتى اجتياح تنظيم داعش لثلاث محافظات عام 2014، وكان السليمان من أبرز قيادات ساحة التظاهر في مدينة الرمادي ومن أشد المناوئين لحكومة نوري المالكي والنظام السياسي بشكل عام.

والى جانب السليمان، فإن رافع العيساوي، يعد من أبرز رموز ساحة التظاهر والاعتصام في الأنبار إبان العام 2012 في عهد رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، وكان قد شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية بين عامي 2006 و2014، قبل أن يعلن استقالته من منصة الاحتجاج في الأنبار، ثم صدرت بحقه مذكرة اعتقال بتهم الإرهاب.

يشار إلى أن السليمان، صدرت بحقه مذكرة إلقاء قبض بتهم الإرهاب، وقد أشيع في العام 2019، بأنه تم إسقاط التهم الموجهة ضده وضد كل من رافع العيساوي وطارق الهاشمي، وهو ما نفاه مجلس القضاء الأعلى في حينها.

أما العيساوي، فقد كان قد سلَّم نفسه إلى القضاء يوم 16 حزيران يونيو 2020 تمهيدا لإعادة محاكمته بناء على قرارات غيابية كانت صدرت بحقه قبل سنوات، وقرر القضاء حينها قبول اعتراضه على الأحكام الغيابية نظرا لتسليم نفسه، واستنادا لأحكام المادة 247 من قانون أصول المحاكمات الجزائية.

وفي منتصف نيسان أبريل الحالي، أعلن عن براءة العيساوي من كافة التهم الموجهة له، وجرى استقباله بعد خروجه من المحكمة من قبل سياسيين سنة.

وبعد عودة السليمان، سرت أنباء تفيد بأنه سيلتقي زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وهو ما رد عليه مدير مكتب الأخير هشام الركابي، في تغريدة له قال فيها إن “الاصرار على تداول اكذوبة استقبال المالكي للسليمان يكشف بأن هناك جهات متضررة من وجود السليمان في بغداد وقلقة من عودته الى الأنبار.. وتعمل هذه الجهات على توظيف ما تملك من فضائيات وجيوش الكترونية لغرض ترسيخ كذبة قمنا بنفيها بشكل قاطع”، مؤكدا أن أن “قرار السماح للمطلوبين بالمجيء الى بغداد ليس بيد المالكي لانه لايمتلك اي منصب تنفيذي”.

جدير بالذكر، أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، هو حليف للتيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني في تحالف إنقاذ وطن، وقد تمكن من الحصول على ولاية ثانية في منصبه بتصويت التحالف الثلاثي، وسط مقاطعة الإطار التنسيقي لجلسة انتخابه، كما تمكن الحلبوسي من ضم أشد المنافسين له وهو خميس الخنجر، واعلان عن دمج تحالفيهما معا تحت اسم تحالف السيادة. 

الى ذلك، نفى القيادي في حركة عصائب أهل الحق المنضوية في الإطار التنسيقي سعد السعدي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، تلك “الاتهامات”، مبينا أن “الإطار التنسيقي لا صلة بمسألة إعادة المتهم بالإرهاب علي حاتم السليمان، وننفي المزاعم حول علاقتنا بالأمر، فهذا الشخص حرض على قتل أبناء القوات الأمنية والحشد الشعبي ودعم الإرهاب، ويجب على القضاء أن يحاكم بتهمة الإرهاب”.

ويرفض السعدي “أي مساومة على حساب دماء الشعب العراقي، ويجب أن يأخذ القضاء طريقه في إنصاف الحق، وكل من يتحدث خلاف ذلك فهو يريد خلط الأوراق”، مبينا أن “إعادة هذه الشخصيات جاءت بسبب قوة وصلابة الإطار التنسيقي، لذا فإن هناك تدخلات إقليمية ودولية من أجل خلط الأوراق وإيجاد فوضى جديدة بسبب قوة الإطار التنسيقي، كونها تحاول إيجاد مشاكل على الخارطة السياسية سواء في المكون السني أو الشيعي”.

يذكر أن القيادي في تحالف السيادة والنائب مشعان الجبوري، أعلن في تغريدة له “من جهتي ارحب بعودة الشيخ علي الحاتم وقناعتي انه كان مطاردا أو مطلوبا في قضايا كيدية اخترعتها الدولة العميقة صاحبة النفوذ في بعض اجهزتنا.. أما عودته وانتهاء القضايا ضده فهي من خصوم تحالف السيادة ويهدفون لاثارة المشاكل في الانبار، ولكني اعتقد انهم لن ينجحوا لحكمة الفرقاء وتعقلهم”. 

وكان السليمان، قد عقد لقاء أمس الجمعة، مع السياسي السني ونائب رئيس الوزراء الأسبق صالح المطلك، دون بيان اسباب اللقاء وما تم بحثه خلاله.

وأشارت أنباء متداولة الى أن الحلبوسي توجه الى تحشيد بعض شيوخ العشائر في الأنبار من أجل الخروج بمؤتمر وإعلان رفضهم لعودة السليمان.

إقرأ أيضا