مصدر يكشف خفايا الـ8 ملايين حبة.. والصحة: 4500 متعاط راجعوا مراكز التأهيل بـ2021

جاءت عملية ضبط 8 ملايين حبة مخدرة في بغداد لتزيح النقاب عن أخطر ظاهرة تهدد…

جاءت عملية ضبط 8 ملايين حبة مخدرة في بغداد لتزيح النقاب عن أخطر ظاهرة تهدد المجتمع والسلطات الأمنية، ففيما كشف مصدر أمني عن خفايا هذه الشحنة والمحافظة التي تم تحميلها فيها، أشار طبيب مختص إلى غياب الإحصائيات الدقيقة لعدد المتعاطين، لكنه بين أن عدد الذين راجعوا مراكز العلاج من الإدمان قد بلغ 4500 خلال العام الماضي، في حين قدم باحث اجتماعي مقترحا يقضي بإجراء فحص لـ”السموم في الدم” لكل شخص يروج معاملة رسمية مهمة بهدف تطويق انتشار المخدرات وكشف المتعاطين.

ويقول مصدر أمني مطلع، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “عملية ضبط شحنة المخدرات في بغداد، جاءت نتيجة لجهد استخباري منذ 10 أيام، حيث جرى تحميل السيارة بالمخدرات في محافظة النجف، ومن ثم سلكت العجلة طريق الأنبار، لاسيما وأن لوحة تسجيلها هي الأنبار أيضا قبل أن تدخل العاصمة”.

يشار إلى أن وزارة الداخلية، أعلنت أمس الأحد، أن وكالة الاستخبارات وبعملية مشتركة مع جهاز المخابرات، ضبطت 8 ملايين حبة مخدرة، كانت مخبأة في عجلة نوع (لوري حمل) كان في نية حائزيها ادخلها إلى العاصمة بغداد، بعد أن تمت متابعتهم من طريق الأنبار – نجف الدولي، والقبض عليهم في منطقة الدورة جنوبي العاصمة.

ويضيف المصدر، أن “العجلة مرت بطريق الأنبار ثم دخلت إلى بغداد، وكان الكمين قد نصب لها في منطقة الدورة وتحديدا البوعيثة، حيث أرادت القوة الأمنية أن تدخل العجلة وأصحابها إلى العاصمة حتى يتم اعتقالهم، وهذا ما جرى فعلا، حيث اعتقلوا في الدورة”، مبينا أن “المعتقلين الآن قيد التحقيق لمعرفة مصدر المخدرات الرئيسي”.

ويوضح أن “المعتقلين هم اثنان فقط، وهما شقيقان ومن سكنة العاصمة بغداد”. 

وليست تلك العملية الأولى التي يتم فيها ضبط هذا العدد الكبير من الحبوب المخدرة، فغالبا ما يتم الإعلان عن ضبط أكثر من مليون حبة مخدرة في عمليات أمنية منفصلة، سواء بالعاصمة بغداد أو المحافظات الأخرى.

الى ذلك، يرى الطبيب المختص بالأمراض النفسية والعصبية ومستشار الصحة النفسية في وزارة الصحة عماد عبد الرزاق، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مشكلة المخدرات ازدادت خلال السنوات الأخيرة، وخاصة مادة الكريستال والتي يتم تعاطيها بنسبة كبيرة جدا من قبل الشباب”.

ويردف أن “المخدرات هي ظاهرة بدأت تأخذ منحى خطيرا لوجود عوامل تشجع على التعاطي والإدمان، منها الضغوط الاجتماعية والثقافية والصدمات النفسية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من العوامل الموجودة في المجتمع”، مبينا “لا يمكن تقدير نسبة المتعاطين بصورة دقيقة، ولكنها نسبة عالية إذا ما قورنت بالسنوات السابقة، حيث أنه لا يوجد لدينا مسح بياني خاص بالشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15– 25 عاما، وآخر مسح أجري عام 2014 وكانت نسبة المتعاطين 1.3 بالمائة في حينها، وهو رقم لا يذكر مقارنة بالوضع حاليا”.

ويلفت بالقول “في الوقت الحاضر توجد إحصائيات للمرضى الذي يراجعون وحدات معالجة الإدمان والتأهيل فقط، إضافة إلى بعض المعطيات الموجودة التي تبين زيادة العدد عن العام الماضي، بالإضافة إلى إحصائيات وزارة الداخلية بشأن من ألقي عليهم القبض من التجار والمروجين”، موضحا أنه “بالنسبة لنا في وزارة الصحة، فإن عدد المراجعين لوحدات التأهيل لعام 2021، كان 4500 متعاط ومدمن”.

ويستطرد أن “مسألة القبض على متعاطين وتجار، هي مؤشر خطير وتدل على وجود سوق استهلاكية للمخدرات، وآخرها يوم أمس الأحد، حيث تم ضبط 8 ملايين حبة مخدرة، وقبل شهرين ضبطت مليوني حبة، وهذه جميعها مؤشرات خطيرة”.

ويؤكد أن “هناك ضرورة لتوعية الناس بأن هناك علاجا للإدمان وإعادة تأهيل، فالكثير يتخوفون من الوصمة والعقاب في بعض الأحيان، ويتصورون أن ذهابهم للمستشفى سيضعهم تحت طائلة القانون، لكن هذا أمر خاطئ فمن يذهب طوعا ليس عليه طائلة قانونية أو إجرامية ويستطيع أن يتعالج مثلما يتعالج من الأمراض الأخرى”.

وحول انتشار مراكز معالجة الإدمان في المحافظات، يبين عبد الرزاق، قائلا “لدينا في الوقت الحاضر مركز إدمان في البصرة مكون من 44 سريرا، ومركز إدمان في ديالى مكون من 20 سريرا، وبعد عيد الفطر سيتم افتتاح مركز نموذجي مركز عطاء المكون من 150 سريرا في بغداد”.

وكانت “العالم الجديد”، كشفت عن نسب تعاطي المخدرات بين الشباب “ذكورا وإناث” في العديد من المحافظات وآخرها كركوك، حيث بلغت نسبة التعاطي فيها 5 بالمائة، فيما كشفت أيضا الصحيفة عن طريق وصول المخدرات إلى كركوك، ومن ثم طريقها نحو بغداد.

وضمن ملف المخدرات الذي أعدته “العالم الجديد” وشمل محافظات عديدة، فان نسبة تعاطي المخدرات في محافظة كربلاء، ذات الطابع الديني، تراوحت بين الشباب بين 3– 5 بالمئة خُمسهم نساء، وسط تعكز كبير على مركز واحد لمعالجة الادمان من المؤمل أن يفتتح قريبا داخل “المستشفى التركي”.

فيما كشف الملف، عن تفاصيل وأرقام صادمة بتعاطي المخدرات في واسط وذي قار والأنبار، حيث بلغت نسبة التعاطي بين شباب ذي قار 20 بالمئة، بينهم 5 بالمائة إناث، فيما استفحل التعاطي بين الاناث والذكور أيضا في واسط، وبنسبة مرتفعة بحسب المختصين، دون تحديد الأرقام لافتقار المحافظة إلى مراكز مختصة، وفي الأنبار بلغت 10– 15 بالمئة، بحسب مسؤولين فيها.

يشار إلى أن منظمة محلية كشفت في العام الماضي، عن نسب تعاطي المخدرات التي تجاوزت 40 بالمائة بين بعض الفئات العمرية من الشباب (15– 35 عاما)، فيما تنحصر النسبة الأكبر للإدمان بين أعمار 17– 25 عاما.

من جانبه، يبين الباحث الإجتماعي أحمد الذهبي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “قضية المخدرات تعتبر قضية أمن وطن، وهذا الأمن أصبح مهددا ومنتهكا من جميع الجهات، فلا أمن للوطن في ظل المخدرات”.

وبحسب ما قاله وزير الداخلية، فإن نسبة التعاطي وصلت إلى 50 بالمائة، أي أنها نسبة بالتالي نفهم من هذا الكلام وهذه النسب بأنه ما بين منزل ومنزل هناك من يتعاطي المخدرات، لذلك يجب علينا أن ندق ناقوس الخطر لأن ناقوس الخطر”، مضيفا “نلاحظ اليوم أن عمليات الضبط تكون مرة لـ8 ملايين حبة ومرة مليون حبة، وهذه الأعداد بتنا نسمع عنها بشكل متكرر”.

وينوه إلى أن “من تداعيات انتشار المخدرات، هو الجريمة والسطو المسلح والزنا بالمحارم، وهناك اشياء اخرى تحدث في المجتمع، أي بالنتجية أن المخدرات تمزق قيم المجتمع”.

وطرح الذهبي مقترحا للسيطرة على انتشار المخدرات، ويتمثل بـ”اجراء فحص مستوى السمية في الدم، لكل شخص يذهب مثلا للحصول على اجازة سياقة سيارة أو غيرها من المعاملات الرسمية الهامة، وبهذا نحاصر انتشار المخدرات”.

يشار إلى أن مفوضية حقوق الانسان، اعلنت في وقت سابق أن مادة “الكريستال ميث” هي الأكثر طلبا في العراق، بالاضافة إلى الحشيشة و”الكبتاغون” التي يتم تداولها بين الشباب، خصوصاً الفئات العمرية بين 17 و35 سنة.

إقرأ أيضا