مواقف “مخجلة”.. ما الذي يتعرض له السائح الأجنبي في مطارات العراق؟

بعد انتشار ظاهرة قدوم السواح الغربيين إلى العراق، أثار بعضهم الجدل هذه الأيام، من خلال…

بعد انتشار ظاهرة قدوم السواح الغربيين إلى العراق، أثار بعضهم الجدل هذه الأيام، من خلال كشفه عن حالات “احتيال” واجهتهم، وأجبرتهم على تقديم أموال إضافية في المطارات العراقية، الأمر الذي فسره مصدر مسؤول في مطار بغداد، بعدم فهم بعض السياقات القانونية والإدارية، في ظل مناشدات محلية للسلطات العليا بضرورة حماية هؤلاء السواح من حالات “الإزعاج” التي قد يتعرضون لها من قبل سائقي سيارات الأجرة القريبة من المطار.

بدأ الأمر بقيام عدد من السواح الأوروبيين بنشر بعض المنشورات في مجموعة مغلقة خاصة بالسياحة في العراق على موقع فيسبوك، اطلعت عليها “العالم الجديد”، إذ كشفوا فيها عن مطالبتهم من قبل العاملين في مطاري بغداد والبصرة، بمبالغ تصل إلى 100 دولار، مقابل توفير حجز فندقي لهم كشرط لدخول الأراضي العراقية، رغم أنهم أكدوا إمكانية حصولهم على حجوزات فندقية مختلفة بمساعدة أصدقاء لهم داخل المحافظات العراقية.

ومن المواقف التي طرحت في المنشورات، هي أن أحد السواح، أكد امتلاكه حجزا فندقيا، لكن الموظفين في المطار أبلغوه بأنه غير فعال، ويجب أن يحجز مجددا، ما اضطره الى دفع مبلغ حجز الفندق مجددا.

فيما يروي سائح آخر ما مر به، قائلا في أحد منشوراته بأنه “تم احتجازي لساعات طويلة في مطار بغداد، الأمر الذي أزعجني جدا واضطرني إلى محاولة السفر للكويت وإلغاء جولتي في العراق، لكن سلطات المطار منعتني، فدفعت مبلغ الحجز كاملا”.

ومن أكثر الأمور غرابة خلال مطالعة تلك المنشورات، هي إجبار السائح على انتظار وصول الحجز الفندقي بسيارة أجرة قبل السماح له بالمغادرة، الأمر الذي يجعل السائح الغربي ينتظر لساعات ريثما تصل سيارة الأجرة، في ظل حالات الازدحام التي تشهدها شوارع العاصمة بغداد، حيث انتقدوا غياب الربط الإلكتروني بين المطار وفنادق العاصمة”.

وتعليقا على هذا الأمر، يؤكد مدير الإقامة العميد قصي الكعبي خلال حديث مقتضب لـ”العالم الجديد”، أن “هذا الموضوع لا علاقة له بدائرة الإقامة، فنحن نمنح سمة الدخول فقط، وربما يكون هذا الأمر من اختصاص هيئة السياحة”.

يذكر أن مجلس الوزراء قرر في آذار مارس 2021، منح مواطني الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول الاتحاد الأوروبي، سمة دخول اعتيادية في المطارات والمنافذ الحدودية مقابل رسم دخول.

وبشأن هذه المبالغ، يقر مصدر من داخل مطار بغداد الدولي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، وجود هذا الأمر فعلا، مشيرا إلى أن “السائح يصل العراق من دون حجز فندقي ومن دون سمة دخول، لذا يتم منحه سمة الدخول مقابل دفع 70 دولارا، ثم يعبر البوابة الرئيسية، ليجد هناك مكتبا لفحص أوراقه، ومنها التأكد من وجود حجز فندقي”.

ويوضح المصدر، أن “السائح الذي لا يملك حجزا فندقيا، يمنع من الدخول دون الحصول على حجز يحصل عليه من داخل المطار، ، وبالتالي تتم مطالبة السائح بدفع أجور الفندق لأنه حجز حقيقي”، منوها إلى أنه “عادة ما يكون الحجز مع فنادق بغداد المعتبرة، رغم ارتفاع أسعارها، لأن المطار جهة حكومية لا يتعامل إلا معها”.

ويلفت إلى أن “المطار لن يعترض على أي حجز فندقي يمتلكه السائح حتى لو كان في منطقة شعبية أو بمبالغ زهيدة، لكنه لا يسمح بمرور السائح الذي لا يملك الحجز الفندقي”، مستطردا أن “أغلب دول العالم تشترط تقديم حجز فندقي، بالإضافة إلى وثيقة السفر في حال الوصول إليها، وبعضها تشترط وجود مبلغ مالي مع السائح، وبالتالي فإن هذا أمر طبيعي”.

وخلال الأشهر الماضية، عمد العديد من السواح من مختلف دول العالم إلى زيارة العراق، والتجول في أغلب مدنه الأثرية والتاريخية والدينية.

الأزمة لم تتوقف عند حجز الفندق، بل تجاوزتها الى سيارات الأجرة، حيث يروي سائق سيارة أجرة لـ”العالم الجديد”، مشاهداته بشأن ما يجري حيث يقول إن “السواح يخرجون من مطار بغداد الدولي ويتجهون الى ساحة عباس بن فرناس، عبر سيارات نقل الركاب، ومن هناك يستقلون سيارة أجرة لوجهتههم”.

ويتابع أن “ما يجري في ساحة عباس بن فرناس أمر معيب حقا، حيث يتصارع أصحاب السيارات على السائح الأجنبي بغية الظفر بأجرة نقله إلى مقصده”.

ويستطرد أن “من المواقف التي لفتت نظري، هي تهافت أكثر من سائق سيارة أجرة على سائحة متوسطة العمر، وكل منهم يسحب حقيبتها نحو سيارته، ما بث الرعب لديها وبدا على وجهها الاستغراب، وظلت في حيرة من أمرها”، مبينا أن “كل هذا من أجل الحصول على أجرة مرتفعة من السائحة”.

وقد زار العراق العديد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من أمريكا وأوروبا، ونشروا مقاطع فيديو عديدة أشادت بطيبة العراقيين وكرم الضيافة لديهم وتناول الأطباق الشهيرة واللذيذة في المطبخ العراقي، داعين مواطنيهم الغربيين إلى القدوم للعراق وزيارة أماكنه السياحية.

ما طرحه السواح، أثار الرأي العام في العراق، لاسميا المتابعين والإعلاميين، حيث اعتبر الأمر “معيبا” و”مسيئا” لسمعة البلاد، وهذا ما ظهر من أغلب التعليقات التي كتبوها أسفل منشورات السواح، ودعوا الجهات العليا إلى أخذ دورها في حمايتهم.

إقرأ أيضا