مراقبون يتوقعون انشقاقات وشيكة بتحالف السيادة.. ويقللون من جدية الحلبوسي بالانسحاب

توقع مراقبون حدوث انشقاقات وشيكة في تحالف السيادة الذي يضم أغلب الزعامات السنية المشاركة في…

توقع مراقبون حدوث انشقاقات وشيكة في تحالف السيادة الذي يضم أغلب الزعامات السنية المشاركة في العملية السياسية، ما سيؤثر على التحالف الثلاثي الذي يهدف لتحقيق الأغلبية السياسية، وفيما قللوا من جدية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بالانسحاب من العملية السياسية على إثر عودة رئيس اتحاد المعارضة العراقية علي حاتم السليمان، أكدوا أن أي تصرف من هذا القبيل لن يغير من واقع المشهد السياسي، بل سيعيد ذات السيناريو مع شخصيات أخرى تتصارع على منصب رئيس البرلمان.

ويقول المحلل السياسي علي البيدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تغريدة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تمثل ورقة ضغط أو محاولة لتهديد الشركاء في العملية السياسية، من أجل إبعاد من يراهم منافسين له على زعامة المكون السني”.

ويضيف البيدر، أن “لا أحد ينسحب من السلطة في العراق إطلاقا، فالجميع حصل على دور ونفوذ من خلال وجوده في السلطة، ومن بينهم الحلبوسي وغيره ممن أصبحوا عناوين سياسية تحاول السيطرة على زعامة المكون بأية طريقة كانت”، مؤكدا أن “هناك أطرافا لا تروق لها خطوات الحلبوسي لزيادة نفوذه، لذا سعت إلى إيقاف توسعه واستقدمت أطرافا مناوئة له، وتمثل وسيلة لقطع أوصال نفوذه وانتشاره وتمدده”.

ويلفت إلى أن “الأيام المقبلة قد تشهد عودة شخصيات سياسية أخرى للمشهد، ما سيضعف نفوذ الحلبوسي أكثر، وهذه فرصة يمكن من خلالها أن يستثمر البيت السني هذه الحالة أو هذه المرحلة ويعيد تشكيل نفسه، وهذا ما يشكل انتصارا كما يراه المكون على الكثير من المشاكل التي يعانيها حاليا”، مبينا أنه “بالمجمل لا الحلبوسي ولا خصومه استطاعوا معالجة قضية من القضايا التي يعيشها أبناء مكونهم السني من إعادة النازحين أو إعمار ما دمره داعش أو تعويض المتضررين أو البحث عن المخطوفين والمغيبين أو إخراج بعض الجماعات المسلحة من المناطق السنية التي تستحوذ على تلك المناطق وتفرض إرادات معينة وغيرها من التفاصيل العديدة”. 

ويشير إلى أن “مسألة انسحاب الحلبوسي من العملية السياسية لن تمثل شيئا كبيرا إطلاقا، وهي أشبه بمغادرة محمود المشهداني من البرلمان عام 2008، فسوف نجد عشرات الشخصيات مكان الحلبوسي تسعى للحصول على رئاسة البرلمان والتمتع بامتيازاته، خصوصا إذا ما علمنا أن هناك بوادر انشقاق في تحالف تقدم بعد فصل أحد أعضائه الرئيسيين والبارزين وهو ليث الدليمي، وبالتالي ربما توجد هناك رغبة غير معلنة من أطراف معينة بالاصطفاف مع الإطار التنسيقي، ولذلك الوضع سيكون شبه طبيعي حتى لو غادر الحلبوسي موقعه في رئاسة البرلمان أو رئاسة تحالف السيادة وشكل جبهة مفردة”.

وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، نشر تغريدة فجر أمس الثلاثاء، قال فيها إن العمل السياسي تحكمه ثوابت وأخلاقيات، ولا يمكن أن يُصنف الاستهتار بأمن المواطنين، وإثارة الفتن بين أبناء الشعب تحت أي سبب كان على أنه مناورة أو ضغط سياسي.. سنتخذ مواقف جدية وحدية بمجمل المشاركة في العملية السياسية، نظراً لتحكم المسلحين الخارجين عن القانون، وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة وإضعاف القانون والعبث بالنسيج الاجتماع. 

يشار إلى أن علي حاتم السليمان الذي يعرف برئيس اتحاد المعارضة العراقية، أعلن عن عودته الى العاصمة بغداد الأسبوع الماضي، وقال في تغريدة له آنذاك “بعدما عانت الأنبار من مشاريع التطرف والإرهاب وتحولت الى مرحلة الهيمنة والدكتاتورية وتكميم الأفواه والفساد.. نعلنها من بغداد أن هذه الأفعال ستواجه بردة فعل لن يتوقعها اصحاب مشاريع التطبيع و التقسيم ومن سرق حقوق المكون وعلى من يدعي الزعامة أن يفهم هذه هي الفرصة الأخيرة”.

وسرعان ما مارس السليمان دوره وبدأ بعقد الاجتماعات مع بعض الشخصيات السنية، ومن ضمن من التقاهم ليث الدليمي، القيادي في حزب تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ما دفع الأخير الى إصدار قرار بفصل الدليمي من الحزب.

وبرز اسم علي حاتم السليمان، في احتجاجات المحافظات السنية في العراق والتي استمرت منذ عام 2013 حتى اجتياح تنظيم داعش لثلاث محافظات عام 2014، وكان السليمان من أبرز قيادات ساحة التظاهر في مدينة الرمادي ومن أشد المناوئين لحكومة نوري المالكي والنظام السياسي بشكل عام.

والى جانب السليمان، فإن رافع العيساوي، وزير المالية الأسبق وأحد أبرز وجوه منصات التظاهر في الأنبار عام 2013، عاد أيضا الى الأنبار، بعد إعلان براءته من التهم والدعاوى المرفوعة ضده.

الى ذلك، يرى المحلل السياسي غالب الدعمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “ما حدث للبيت السني من انقسام أخيرا، هو سببه تدخل أطراف من الإطار التنسيقي عبر إعادة قيادات سنية كانت خارج العراق من أجل منافسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بعد اتفاقه مع التيار الصدري”.

ويردف الدعمي، أن “وجود شخصية سنية واحدة تقود المشهد السني يضر بمصلحة بعض الأطراف الشيعية، لأن ذلك سيكون بالضد منهم، وما حدث مؤخرا هو لإضعاف السنة وجعلهم دائما في تناقضات وصراعات”، مبينا أن “المشهد المقبل سوف ينتج أكثر من زعامة في كل محافظة بالنسبة للمكون السني، سواء في صلاح الدين أو نينوى وديالى، فيما ستكون في الأنبار نحو 4 زعامات، وهي خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي وعلي حاتم السليمان ورافع العيساوي”.

ويستطرد أن “الحلبوسي يوم أمس زار إقليم كردستان واليوم سيكون في إيران، ولا أعتقد أن زيارته ستكون خارجة عن هذه التطورات في البيت السني، كما لا أعتقد أن الحلبوسي قد يذهب إلى الإطار التنسيقي بسهولة، فقد يلتزم بشكل أو آخر بالتيار الصدري، ولكن قد يكون عامل لتقريب وجهات النظر، فهي محاولة منه لاستخدام نفوذه للتأثير على التيار الصدري حتى يتقارب مع الإطار التنسيقي”.  

وكان الإطار التنسيقي، سبق وأن نفى لـ”العالم الجديد”، علاقته بعودة علي حاتم السليمان الى المشهد السياسي، بل وطالب بمحاكمته بتهم الارهاب.

يشار إلى أن الحلبوسي جزء من تحالف إنقاذ وطن الذي يتزعمه التيار الصدري، وذلك بعد حصوله على أعلى المقاعد بالنسبة للمكون السني في الانتخابات التي جرت العام الماضي، ما دفعه الى الانضمام الى التحالف الذي ضم “الفائزين” عن المكونات الى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وقد حصل الحلبوسي على ولاية ثانية في رئاسة البرلمان، عبر تصويت تحالف إنقاذ وطن ومقاطعة الإطار التنسيقي لجلسة انتخابه.

ومن المقرر أن يزور إيران اليوم الأربعاء، في زيارة تم تأجيلها، بعيد لقاء زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

إقرأ أيضا