سنجار.. عقدة عصية على الحل

شكل قضاء سنجار، عقدة عصية على الحل لثلاث حكومات متعاقبة، بسبب الخلاف السياسي حول إدارة…

شكل قضاء سنجار، عقدة عصية على الحل لثلاث حكومات متعاقبة، بسبب الخلاف السياسي حول إدارة القضاء ومحاولة ضبطه أمنيا، ما تسبب بصدامات مسلحة أدت إلى موجة نزوح جديدة لمئات العوائل الإيزيدية التي كانت تقطن مخيمات في دهوك بإقليم كردستان العراق.

ويقول آمر تشكيلات الحشد الشعبي في قضاء سنجار محمود الأعرجي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “وضع سنجار له أهمية كبيرة، كما أن الحكومات الثلاث المتعاقبة بدءا من حكومة حيدر العبادي والسابقة برئاسة عادل عبدالمهدي والحالية برئاسة مصطفى الكاظمي عجزت عن حل مشاكله”.

وشهد قضاء سنجار الأسبوع الماضي، اشتباكات بين الجيش وقوات إيزيدية لها ارتباط بحزب العمال الكردستاني، ووفقا لقيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع، فانها أكدت عدم وجود مظاهر مسلحة داخل قضاء سنجار باستثناء الجيش والشرطة، وأن اهالي القضاء كان لهم دور مهم في دعم القوات الأمنية بفرض السيطرة والأمان في سنجار.

 

ويضيف الأعرجي، أن “ما حدث في سنجار خلال الأيام الماضية، هو احتكاكات بين وحدات الجيش العراقي ومجموعات إيزيدية تنضوي تحت فوج 80 للحشد الشعبي في ناحية سنوني شمالي القضاء، ونتيجة لهذا الأمر نزحت عوائل من تلك المنطقة، لكن في اليوم التالي عادت الحياة للمنطقة”.

ويردف أن “ما يجري في سنجار، إفراز لعدم التوافقات السياسية، فلا يوجد إرهاب ولا مشاكل أمنية أخرى، بل إن الأزمات السياسية تلقي بظلالها على القوات الأمنية في القضاء”، مبينا أن “الموجودين في قضاء سنجار هم إيزيديون، ولا وجود لعناصر حزب العمال الكردستاني، فالقوات الموجودة هي اليبشة، ومعروفون لدى الحكومة بفوج 80، الى جانب مجاميع مسلحة أخرى بعضها يتبع أربيل وأخرى تتبع بغداد، لكن بالمجمل كلها إيزيدية”.

 

ويوضح أن “فوج 80، اعترض على خفض أعداده من قبل الحكومة من 1000 عنصر خلال عمليات تحرير القضاء، إلى 250 عنصرا فقط الآن”، لافتا إلى أن “أهالي سنجار اعترضوا على وجود قوة تابعة لهذا الفوج تسمى أسايش خان داخل المدينة، لأن مطلبهم الأساسي هو حماية القضاء من خارجه وإفراغه من الوجود العسكري واقتصار ذلك على وزارة الداخلية فقط”.

وكان الفريق الركن عبد الأمير الشمري نائب قائد العمليات المشتركة أعلن أن القوات العراقية فرضت الأمن والقانون والنظام، وفتحت جميع الطرق في القضاء، وأنها ستلاحق كل من يحمل السلاح ويحاول فرض هيمنته على القضاء.

وقد تعرض المكون الإيزيدي في سنجار غربي نينوى، في 3 آب أغسطس 2014 الى اجتياح من قبل تنظيم داعش الذي قام بتنفيذ إبادة جماعية تمثلت بقتل الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب من خلال عمليات إعدام جماعية، فضلا عن سبي (خطف) النساء والفتيات والأطفال.

وكان قضاء سنجار هو الهدف التركي المعلن، حيث يعتبر معقلا لعناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة العراقية لإرسال ألوية عسكرية إلى القضاء، وتمركزت فيه لصد أي عملية تركية محتملة داخل القضاء الذي يقع جنوب غربي نينوى، ويعد موطنا لتواجد أبناء المكون الإيزيدي في العراق.

وكشفت “العالم الجديد”، في تقرير سابق، عن منح الكاظمي الضوء الأخضر لأردوغان خلال لقائهما في أنقرة، بالدخول إلى سنجار، بسبب عجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد– أربيل للسيطرة على القضاء وطرد عناصر حزب العمال الكردستاني منها، بحسب مصادر حضرت اللقاء.

الى ذلك، يبين مسؤول ملف الهجرة في محافظة دهوك ديان جعفر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الاشتباكات التي جرت بين الجيش العراقي وعناصر حزب العمال الكردستاني في منطقتي سنوني وزوكلي بسنجار، أدت لموجة نزوح للإيزيديبن نحو محافظة دهوك”.

ويشير جعفر، إلى أن “عدد النازحين خلال ثلاثة أيام، بدءا من الأول من أيار الحالي، بلغ 1711 عائلة، أي 10261 شخصا”، مضيفا “بعد ذلك حدث اتفاق بين وجهاء أهل سنجار وقادة الجيش العراقي في تلك المنطقة، أسفر عن وقف إطلاق النار وتوقف عمليات النزوح إلى مناطق كردستان”.

ويستطرد “بلغ عدد العوائل التي عادت إلى مناطقها بحدود 200 عائلة، أما البقية فقد بقوا في المخيمات البالغ عددها 15 مخيما ضمن محافظة دهوك”، مشيرا إلى أن “هذه المخيمات هي ذاتها التي كانت تسكنها معظم العوائل النازحة قبل سنة أو سنتين ومن ثم عادوا إلى مناطقهم بعد ذلك”.

ويستطرد “نحن كمديرية هجرة ومهجرين ومكتب مجابهة الأزمات في دهوك التابع لوزراة داخلية إقليم كردستان، واجبنا هو خدمة النازحين أينما كانوا وأينما وصلوا في مناطقنا، حتى أن معظهم قالوا بأنهم لن يعودوا إلى مناطقم حتى يعم الأمن بشكل نهائي، فلا يستطيعون ترك منازلهم كل شهر أو شهرين عند حدوث أي مشكلة”.

يذكر أن “العالم الجديد”، كشفت في تقرير سابق، أن قوات “اليبشة” الموجودة في سنجار، تضم عناصر من حزب العمال الكردستاني، إضافة الى وجودهم في الجبل ومحيطه ومنطقة خاصور في سنجار، وأن تنقلهم وتحركاتهم تحدث بغطاء تلك القوات.

ويشكل قضاء سنجار، الموطن الأصلي للمكون الإيزيدي في العراق، نقطة خلاف كبيرة، بل ونقطة صراع داخلي ودولي، بداية من صراع إقليم كردستان والحكومة الاتحادية عليه عقب تحريره من سيطرة تنظيم داعش، الى اتخاذه من قبل حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا مقرا له، فضلا عن انتشار عدد من الفصائل المسلحة فيه، كما أن سماءه ليست له، إذ باتت ملكا للطائرات الحربية التركية التي تنفذ طلعات مستمرة.

إقرأ أيضا