تحالف السيادة.. مخاطر الانشقاق والاختراق

قلل خبراء في الشأن السياسي من أهمية تهديد القيادي في تحالف السيادة مشعان الجبوري بالانشقاق،…

قلل خبراء في الشأن السياسي من أهمية تهديد القيادي في تحالف السيادة مشعان الجبوري بالانشقاق، مؤكدين أن التحالف لن يتعرض لأي خرق في الوقت الراهن، لكنهم احتملوا حدوث ذلك بعد تشكيل الحكومة وبدء مرحلة المطالبة بالمناصب، في ظل إشارتهم إلى أن التدخل الخارجي سيظهر في الفترة المقبلة وليس الحالية، لاسيما وأن تركيا والسعودية لا ترغب حاليا بتأزيم الوضع العراقي.

ويقول المحلل السياسي محمد نعناع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أي مؤشرات على وجود تصدع في تحالف السيادة غير موجودة لغاية الآن، وبالنسبة لما أثاره القيادي في التحالف مشعان الجبوري، فهي تتبع مواقفه الشخصية مع شخصيات أخرى”.

وكان القيادي في تحالف السيادة، مشعان الجبوري هدد قبل يومين بالانشقاق عن التحالف عبر تغريدة، قال فيها إن “الملفات التي كشفها محافظ صلاح الدين عمار الجبر، أظهرت استيلاء أحمد الجبوري (أبو مازن) على ترليون و60 مليار دينار من أموال الناس، إذا تورط تحالف (إنقاذ الوطن) في استهدافه أو إقالته (المحافظ) أو الإساءة له، فسيؤدي ذلك حتما لخروجي وقامات أخرى من التحالف، وستكون بداية لانشقاقات كبيرة”.

ويضيف نعناع، أن “الانشطار أو الانشقاق الأبرز حصل وانتهى، وهو خروج محمود المشهداني ومثنى السامرائي برفقة نحو 12 نائبا والتحاقهم بالإطار التنسيقي، أما الجميع الآن فهو مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتحت راية تحالف السيادة وما زال صامدا، لذا لا يمكن حدوث انشقاق بالوقت القريب”. 

ويستدرك “من الممكن أن تحدث انشقاقات شخصية، مثل مشعان الجبوري أو شخصيتين معه، وربما تكون بضغط من العائدين مثل علي حاتم السليمان، لكن هذا أيضا سيحدث بعد تشكيل الحكومة، أي عندما تبدأ الكتل بالمطالبة بحصصها”، مبينا أن “التأثير التركي تحديدا هو الأخطر على الساحة السنية، لأن التأثير السعودي أصبح جامعا للأطراف ولا يطلب منها مطاليب ضد الحكم كما كان في السنوات السابقة، بل على العكس التأثير السعودي بشكل أو بآخر داعم للحكومة العراقية، أما اللاعب التركي هو الأخطر، إذ يمسك بطرفي القوة وهما الخنجر والحلبوسي”.

ويوضح أن “السعودية وتركيا قد تتدخلان في حال ظهور شخصيات جديدة تطالب بالزعامة، لكن في هذه المرحلة، فإن كلا الدولتين لا تريدان تأزيم الموقف، أما بالنسبة للاعب الإيراني فإنه يحاول بشكل كبير شق تحالف السيادة، ولكنه وجد منافذ قليلة جدا، لكن في المرحلة المقبلة قد يكتشف منافذ أخرى يدخل من خلالها، وهذا أيضا ليس قبل تشكيل الحكومة أو توزيع المناصب على الأطراف السياسية”.

ويأتي كلام الجبوري، في ظل أزمة كبيرة عصفت بتحالف السيادة، حيث سبق لرئيس البرلمان محمد الحلوبسي، مؤسس التحالف، أن هدد بالانسحاب من العملية السياسية، على خلفية عودة رئيس اتحاد المعارضة علي حاتم السليمان ووزير المالية الأسبق رافع العيساوي الى الأنبار، ودخولهما المشهد السياسي مجددا.

كما أقدم الحلبوسي على فصل ليث الدليمي، النائب والقيادي في حزب تقدم الذي يرأسه، على خلفية لقاء أجراه مع علي حاتم السليمان وبارك عودته.

يذكر أن تحالف السيادة تكون من اتحاد حزب تقدم برئاسة الحلبوسي وتحالف عزم برئاسة خميس الخنجر، وذلك قبيل الجلسة الأولى لمجلس النواب في كانون الثاني يناير الماضي، وعلى إثر الاتحاد الذي جاء بعد خلافات عميقة وكبير بين الحلبوسي والخنجر، انشق القيادي فيه مثنى السامرائي وشكل تحالف “العزم” الذي انضم له نحو 12 نائبا من التحالف الاساسي.

وقد التحق تحالف العزم برئاسة السامرائي بقوى الإطار التنسيقي، الى جانب رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، الذي كان من أبرز قادة تحالف عزم الذي يترأسه الخنجر. 

الى ذلك، يبين المحلل السياسي صلاح الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “دخول تحالف السيادة في تحالف مع التيار الصدري جاء لعلم قادة الأول باستقرار التيار نوعا ما وتمتعه بشعبية كبيرة، لذا لم يجازفوا بالتحالف مع الكتل الأخرى، كون الانشقاق عن التيار الصدري ليس بالقرار السهل”.

ويؤكد الموسوي، أنه “بالنسبة للقيادي في التحالف مشعان الجبوري، فهو شخصية إشكالية، ويعتبر نفسه من الطبقة السياسية القديمة، وكان الأكثر شهرة ومعرفة بمشاكل السياسيين من مكونه حتى عندما كان خارج العراق، لذا فالمشاكل التي يثيرها ليست مفاجأة قياسا بوضعه الحالي، حيث يرى أنه لم يأخذ استحقاقه ومركزه الحقيقي، لكونه مخضرما في الساحة السياسية”.

ويتابع أن “التصدع ليس من السهل أن يحدث في تحالف السيادة، خاصة وأن محمد الحلبوسي بات يمثل المكون السني وتحول نوعا ما إلى شخصية جامعة”، مضيفا أن “اللاعب الخارجي يحاول أن يتلاعب بجميع المكونات وله تأثير قوي، لكن هذا التأثير بات واضحا، والشعب يعرف جيدا أن الطبقة السياسية تابعة للعامل الخارجي ويتلاعب بها مثل ما يشاء، ما دفع اللاعب الخارجي الى الإدراك أن كشف تبعية جهة سياسية له قد تخسره أكثر مما تربحه”.

ويستطرد “مشعان الجبوري يحاول أيضا أن يتفرد، لكن لغاية الآن عليه مؤاخذات عديدة، كما أنه يعاني من عزلة بين أفراد عشيرته، كونه متهما بينهم، بالوشاية بما يسمى مؤامرة الجبور عام 1990 (وهي محاولة انقلاب قام بها ضباط من صلاح الدين وبالتحديد من عشيرة الجبور، على رئيس النظام السابق صدام حسين)”.

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد رعا قبل إجراء الانتخابات التشريعية في العراق، الصلح بين قطبي المكون السني رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي ورئيس تحالف عزم خميس الخنجر، وقد استضافهما على انفراد في أنقرة قبل أيام من إجراء الانتخابات الماضية، فيما قاد وساطة الصلح بينهما في العاصمة الأردنية عمان بعد إعلان نتائج الانتخابات.

وسبق لـ”العالم الجديد” أن كشفت عن وجود خلافات حادة داخل تحالف السيادة حول حقيبة وزارة الدفاع، وقد اقتربت من تجدد النزاع بين طرفي التحالف (الحلبوسي والخنجر).

إقرأ أيضا