الحمى النزفية.. هل تتحول إلى وباء في العراق؟

قلل مختصون من إمكانية تحول فيروس الحمى النزفية الى وباء أشبه بفيروس كورونا، لكنهم لم…

قلل مختصون من إمكانية تحول فيروس الحمى النزفية الى وباء أشبه بفيروس كورونا، لكنهم لم ينفوا خطورته وسرعة انتشاره، داعين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية ومعالجة الحشرة الناقلة له للسيطرة عليه.

وتقول عضو الفريق الإعلامي في وزارة الصحة ربى فلاح خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فيروس الحمى النزفية متوطن في العراق منذ سبعينيات القرن الماضي، ونحن نسجل الإصابات بشكل مستمر، لكنها كانت محدودة، وفي فترة ما وصلت إلى حالة واحدة في السنة، أما هذه السنة فقد ارتفع عدد الإصابات”.

وظهر فيروس الحمى النزفية في محافظة ذي قار منذ فترة وجيزة، وسجلت المحافظة أعلى نسبة إصابة بواقع 29 إصابة من مجموع 55 إصابة في عموم البلد، و12 حالة وفاة.

وتضيف فلاح، أن “هذا الفيروس لا يقارن بفيروس كورونا، لكننا أيضا لا نقلل منه ولا نهول، فهو خطير ومعدٍ وواسع الانتشار، لذا ينبغي الالتزام بإجراءات الوقاية منه”.

وتوضح أن “الفيروس ينتقل عن طريق حشرة القراد، ومن الممكن أن تكون هذه الحشرة مصابة بهذا الفيروس وتلدغ الحيوان فتنقل له المرض، بالتالي ينتقل للانسان، لأنه مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، كما أنه يمكن انتقاله من الإنسان المصاب لشخص سليم”.

وتردف أن “الأكثر عرضة للإصابة هم القصابون والذين يتعاملون مع المواشي ويربونها”، مبينة “لا يوجد لحد هذه اللحظة أي لقاح أو علاج لهذا الفيروس، لا للإنسان ولا للحيوان”.

وتشير إلى أنه “عند ظهور أعراض المرض في المراحل الأولى للشخص المصاب وقيامه بمراجعة المؤسسات الصحية مباشرة، فإن ذلك يؤدي إلى شفائه، فالأعراض تبدأ بالحمى والصداع والألم في العضلات و يصاحبها غثيان وإسهال، ونادرا ما تصل إلى مراحل متقدمة مثل النزيف والوفاة، إلا إذا تأخر المصاب بمراجعة المستشفيات”.

وحول آلية الحد من انتشاره، تبين فلاح، أن “الجهات المعنية إذا كافحت الحشرة الناقلة فبالتأكيد ستتم السيطرة على انتشار الفيروس، بالإضافة إلى ارتداء الملابس الواقية وخاصة لمن يتعامل مع الحيوانات ويقوم بعمليات الذبح وارتداء القفازات المطاطية وعدم الذبح في الأماكن العشوائية، وإنما في الأماكن المرخصة، إلى جانب منع تربية المواشي في الأماكن السكنية لتجنب نقل العدوى”.

وقبل أيام سجلت محافظة أربيل إصابة بالفيروس الى جانب تسجيل حالة وفاة في كركوك، فضلا عن إصابات في بغداد وبابل والمثنى والنجف، وتؤدي الإصابة بفيروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يراوح بين 10- 40 بالمائة من المصابين.

من جهته، يرى مدير قسم الصحة العامة في ذي قار حسين رياض خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “فيروس الحمى النزفية خطير ويثير القلق، خاصة بعد الانتشار الحاصل في بعض مدن العراق، ويتطلب إجراءات وقائية عاجلة لمكافحته والحد من انتشاره”.

ويلفت رياض، إلى أن “دائرة صحة ذي قار اتخذت الإجراءات الكافية والجيدة لمحاولة احتواء الانتشار، إذ يتم استقبال المشتبه بهم، وإجراء الفحوص اللازمة لهم مباشرة، حيث قدمنا طلبا لزيادة العلاجات الكافية والمطلوبة لتغطية عدد المصابين”.

ويستطرد “كما فرضنا تعفير منازل المصابين ومتابعة عوائلهم، والتأكد من إصابتهم، ولكن لا يخفى وجود تلكؤ في بعض الدوائر المعنية في متابعة هذه القضية”، مضيفا أن “الحمى النزفية لن تتحول الى وباء مثل كورونا، لأن الانتشار بكورونا كان عبر الهواء، بينما الحمى النزفية تكون بمخالطة سوائل المصابين، سواء كانت لعابا أو دما أو غيره، وحقيقة الحمى النزفية لو سجلت في أي بلد حالة واحدة، فهي تعتبر وباء”.

وكانت وزارة الداخلية، أطلقت السبت الماضي، حملة لإزالة حظائر تربية الحيوانات داخل الأحياء السكنية ببغداد، كونها تشكل خطرا بيئيآ وصحيآ، وتشوه المنظر الجمالي والحضاري للمنطقة.

كما فرض إقليم كردستان خلال الأيام الماضية، إجراءات مشددة لمنع ظاهرة الذبح العشوائي التي غالبا ما تنتشر في الأحياء الشعبية، إضافة لمنع نقل الماشية من منطقة إلى أخرى، الى جانب حملات تطهير للحيوانات.

إقرأ أيضا