انتشار المجازر العشوائية يعرض سكان العاصمة للحمى النزفية ومئات الأمراض المشتركة

عزت الجهات المعنية، تفشي ظاهرة رعي المواشي وذبحها في الطرقات وداخل المناطق السكنية، إلى انعدام…

عزت الجهات المعنية، تفشي ظاهرة رعي المواشي وذبحها في الطرقات وداخل المناطق السكنية، إلى انعدام المجازر العصرية الكافية، في ظل انتشار مرض الحمى النزفية الذي ينتقل من المواشي إلى البشر، فيما يؤكد طبيب بيطري وجود 500 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان.

ويقول مسؤول شعبة البيئة في محافظة بغداد أحمد حارث خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ظاهرة انتشار المواشي داخل المناطق السكنية، وخصوصا في الأطراف، لا تقع كامل مسؤوليتها على عاتق أمانة بغداد، لكنها كظاهرة ليست جديدة، بل تم وضع الحلول لها بصورة متعددة، وبالتعاون مع الجهات المسؤولة مثل بلديات أمانة بغداد“.

ويضيف حارث، أن “ظاهرة الرعي داخل المناطق السكنية تؤدي الى ظاهرة مرتبطة بها وهي الجزر العشوائي، حيث يقوم المربون بذبح المواشي بشكل عشوائي في الطرقات، ما تسبب بانتشار الملوثات والأمراض، وخصوصا في فترة الصيف، إضافة إلى التقليل من جمالية العاصمة”، مبينا أن “هناك عوائق نواجهها للحد من هذه الظاهرة، وأهمها عدم وجود مجازر عصرية حديثة ملائمة“.

ويوضح أن “من المجازر المعروفة هي 3 في مناطق الدورة والشعلة والكرخ، وهي صغيرة جدا وتحتاج الى إعادة تأهيل”، لافتا بالقول “عمليا لا توجد مجزرة لغرض دفع الجزارين لها ومنعهم من الجزر العشوائي“.

يشار إلى أن ظاهرة الرعي العشوائي بدأت تزداد مؤخرا في العاصمة بغداد، وكان آخرها انتشار مقاطع فيديو لقطيع من الجاموس يرعى في طريق القناة شرقي العاصمة بغداد، وذلك في وقت أطلقت فيه وزارة الداخلية حملة كبيرة لمنع انتشار المواشي في المناطق السكنية منذ قرابة 10 أيام.

وتتزامن هذه الظاهرة مع تفشي فيروس الحمى النزفية الذي ينتقل من المواشي للانسان، حيث قاربت الاصابات الـ100، فضلا عن تسجيل عدد من الوفيات.

من جهته، يبين معاون المدير العام لبلدية الكرادة جاسم محمد خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “لأمانة بغداد دورا في منع ظاهرة انتشار المواشي في المناطق السكنية، حيث تقوم بحملات مركزية منظمة من قبل أقسام التجاوزات على كافة المواقع ضمن الرقع الجغرافية، للبلديات بهدف إزالة كافة أماكن الرعي للمواشي في المناطق السكنية“.

وردف محمد، أن “الحملات مستمرة لحين إزالة هذه المواقع ومصادرة المواشي”، لافتا الى أن “هناك مخاطبات تحصل من قبل امانة بغداد الى مكتب رئيس الوزراء تقضي بتوجيه القوات الأمنية بضرورة عدم السماح بدخول المواشي عن طريق مداخل العاصمة بغداد الى المناطق السكنية، باستثناء المخصصة للمجازر الرسمية“.

ويوضح أن “أمانة بغداد عممت كتابا لكافة دوائر البلدية، الى جانب وجود توجيهات صارمة بضرورة معالجة هذه الظاهرة ومنع تواجد المواشي وإزالتها بشكل نهائي من المناطق السكنية“.

يشار إلى أن العاصمة بغداد تشهد انتشارا كبيرا للكلاب السائبة أيضا، الى جانب المواشي، ووفقا لتقرير نشرته “العالم الجديد” الشهر الماضي، فإن هناك 100 ألف كلب سائب في العاصمة.

من جانبه، يبين الطبيب البيطري جبار الزبيدي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “انتشار المواشي في المناطق السكنية في حد ذاتها بؤرة لانتشار العديد من الأمراض وانتقالها للبشر، فهناك مايقرب من 500 مرض مشترك بين البشر والحيوانات“.

ويتابع أن “تربية المواشي بين المناطق السكنية سيؤدي الى انتشار الأمراض بين الناس، وخير دليل الأمراض الاخيرة التي انتشرت ومنها الحمى النزفية”، مضيفا أن “وجود المواشي في المناطق يعتبر جانبا غير حضاري يؤثر على شكل المحافظة أيضا“.

يشار إلى أن دائرة البيطرة في وزارة الزراعة، أعلنت في وقت سابق من العام الحالي، أن ظاهرة انتشار الحيوانات في المناطق السكنية سيئة وغير صحيحة، وتؤثر على صحة المجتمع والمواطن بطرق عدّة.

إقرأ أيضا