حرائق الحنطة.. هل تقرب العراق من المجاعة؟

بدأت حرائق حقول الحنطة مبكرا هذا العام، لكن مختصين قللوا من خطورتها، نظرا لقلة المساحة…

بدأت حرائق حقول الحنطة مبكرا هذا العام، لكن مختصين قللوا من خطورتها، نظرا لقلة المساحة التالفة، في ظل تأكيد جمعية الفلاحين، على أن إجراءات عديدة اتخذت بمشاركة كافة الوزارات المعنية لمنع تكرار سيناريو الحرائق، في وقت حذر فيه خبير اقتصادي من أزمة قمح قد تضرب العراق خلال العام المقبل، بسبب انخفاض الإنتاج المحلي.

ويقول مدير الجمعات الفلاحية حسن التميمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحرائق ليست قوية لغاية الآن، فهي 50 دونما في محافظة كركوك، كما أن الحرائق التي جرت سابقا كانت بفعل داعش والثارات العشائرية، والآن القوات الأمنية تعمل بجهد لمكافحة هذه الأفعال ومنع تكرارها”.

ويضيف التميمي، أن “هناك تعاونا بين جمعية الفلاحين ووزارتي الزراعة والموارد المائية، بشأن توعية الفلاحين وحماية حقولهم في موسم الحصاد”، مبينا أن “هناك إجراءات أمنية اتخذت، بالإضافة الى تنبيه الفلاحين للتبليغ عن أي حالة اشتباه، الى جانب وجود لجان مشتركة تضم مدرية الدفاع المدني، لمتابعة ورصد أي محاولة لحرق حقول الحنطة، وكل هذه الإجراءات ستحد من عمليات الحرق”.

يشار إلى أن حريقا طال 50 دونما من حقول الحنطة في قرية عمر بن الخطاب بقضاء داقوق في كركوك، الأربعاء الماضي، دون معرفة الأسباب الحقيقية للحادث لغاية الآن.

وكانت حقول الحنطة في العراق، فد تعرضت الى حرائق كبيرة، ففي عام 2019، أتت النيران على 52 ألفا و930 دونما، وذلك بعد توقع وزارة الزراعة بوصول العراق الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المحصول، بعد أن كان يستورد الحنطة من أمريكا وأستراليا.

وتجددت هذه الحرائق في آيار مايو 2020 أيضا، وشملت 16 محافظة، وبحسب بيان مديرية الدفاع المدني آنذاك، فان إحصائية الحرائق للفترة من 21 نيسان أبريل ولغاية 22 آيار مايو، للمحاصيل الزراعية بلغت 164 حادثا، وشملت احتراق مساحة 101 ألف و222 دونما من المحاصيل الزراعية.  

وترتفع وتيرة الحرائق بشكل في العراق، خلال ذروة فصل الصيف، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة لمستويات عالية، ما يؤدي الى حدوث تماس كهربائي في أغلب الأبنية والأسواق الشعبية.

من جانبه، يقلل الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، من خطورة حرائق الحنطة، قائلا “تحصل في كل سنة ولها أسباب عدة، سواء كانت متعمدة أو لا، وهنا نتحدث عن سلعة استراتيجية لها أهمية كبيرة أكثر من السنوات السابقة، على اعتبار أن العراق يعاني من عجز بأكثر من مليوني طن”. 

ويردف المشهداني، أن “هذه الحرائق الحالية لا تشكل رقما مهما لغاية الآن، لأن مساحتها بسطية جدا، وهناك توقع بأن السنة الحالية ستمر بسلام، فالعراق لديه إنتاج بنحو 3 ملايين طن، والعجز سيكون مليوني طن، وهناك تعاقدات من قبل وزارة التجارة مع أستراليا بواقع 500 ألف طن، سيتم استلامها في شهر تشرين الثاني، ولكن المشكلة ستكون في كيفية تأمين الحصة الباقية وكيف يمكن تجاوزها”.

ويشير إلى أن “الخطورة ستكون في العام المقبل، لان الوزارة ستخفض نسبة الزراعة بشكل اكبر، والأزمة ستكون واضحة وممكن أن تؤدي الى ارتفاع اسعار الخبز المحلي وغيرها من المتعلقات بالحنطة والشعير”.

يشار إلى أن العراق يحقق منذ 4 سنوات اكتفاء ذاتيا من انتاج القمح، بزراعة أكثر من 4 ملايين طن خلال كل موسم، ويضاف لها استيراد مليون طن لاغراض تحسين الجودة فقط، وذلك بحسب بيانات رسمية لوزارة الزراعة. 

 ومنذ العام الماضي، وبسبب شح المياه، خفضت وزارتي الزراعة والموارد المائية الخطة الزراعية الى النصف، وبحسب وزارة الزراعة فأن انتاج القمح خلال الموسم الحالي سيكون اكثر من 3 ملايين طن.

يذكر أن تقريرا لصحيفة Financial Times، نشر منتصف الشهر الحالي، تضمن ترجيحا بأن ينخفض إنتاج القمح العالمي للمرة الأولى منذ 4 سنوات، وفقا لتوقعات الحكومة الأمريكية التي قامت بمراقبة موسم المحاصيل المقبل عن كثب، مما يؤكد المخاوف من زيادة تعقد الإمدادات وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقد ارتفعت العقود الآجلة للمحصول الجديد، تسليم أيلول سبتمبر، إلى 12 دولارا للبوشل، بزيادة 8 بالمائة على مدار الأسبوع، قبل أن تتراجع قليلا، وتم تدأول عقود القمح الآجلة في “يورونكست” عند أعلى مستوى في شهرين، عند 411.50 يورو للطن.

وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل إجمالي إنتاج القمح العالمي في الفترة 2022-23 عند 774.8 مليون طن، وهو أول انخفاض منذ موسم 2018-2019. ومن المتوقع أن تبلغ المخزونات الاحتياطية العالمية 267 مليون طن، بانخفاض للعام الثاني على التوالي وأدنى مستوى في 6 سنوات.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة التجارة والصناعة في الهند، أعلنت عن حظر تصدير القمح الذي دخل حيز التنفيذ، اعتبارا من أمس الأول السبت، حيث لا يُسمح بالتصدير إلا للشحنات المتفق عليها سابقا قبل الحظر، أو بإذن خاص من حكومة الهند.

 وفي وقت سابق، أعلن رئيس اتحاد منتجي الحبوب والدقيق في جورجيا، ليفان سيلاجافا، أن مخزونات القمح في البلاد نفدت بالفعل، وأن المطاحن ستتوقف عن العمل خلال ايام.

إقرأ أيضا