الحمى النزفية تتصاعد والسلطات المعنية تستعد لقرارات ملزمة

باتت إصابات الحمى النزفية في العراق، مثارا للقلق بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، ففيما دقت…

باتت إصابات الحمى النزفية في العراق، مثارا للقلق بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، ففيما دقت وزارة الزراعة جرس الإنذار بتسجيلها ارتفاعا بعدد الإصابات خلال الساعات الماضية، منوهة إلى قرب إصدارها قرارات جديدة، عزت وزارة الزراعة ذلك الارتفاع إلى عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية في ظل انعدام اللقاحات، مشيرة إلى نجاح فرقها الطبية قبل أيام بشفاء العديد من تلك الإصابات.

ويقول المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الوزارة منذ تسجيل أول حالة إصابة بمرض الحمى النزفية عملت على اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهته والسيطرة على الإصابات من خلال تنشيط عمل الدوائر البيطرية، التي تواصل عملها برش بالمبيدات الخاصة بمكافحة حشرة القراد، التي هي المسبب لهذا المرض”.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، أعلن أمس السبت، عن تصاعد خطير بإصابات الحمى النزفية في العراق، حيث بلغت الإصابات 90 إصابة الى جانب 18 حالة وفاة، ورجح أن تكون هناك زيادة أخرى باعداد الإصابات لوجود حالات مشتبه بها.

ويؤكد النايف، أنه “خلال الأيام الماضية تمت السيطرة بشكل كبير على مرض الحمى النزفية، خصوصاً توقف في تسجيل الإصابات، لكن اليومين الماضيين عاد الارتفاع بهذه الإصابات، وهذا يعود بصراحة لعدم الالتزام بالتوصيات والإجراءات الصادرة من وزارتي الزراعة والصحة”.

ويشير إلى أن “غالبية الإصابات هي مسجلة للأشخاص، الذين يعملون بالقصابة أو في تربية المواشي بكافة أنواعها، ورغم ذلك فإننا سوف نرفع مستوى العمل من خلال الدوائر البيطرية للسيطرة على هذا المرض، وهناك إجراءات وقرارات سوف تصدر بهذا الخصوص خلال الفترة المقبلة، للحد من الأسباب التي أدت إلى تسجيل هذه الإصابات”.

وكانت وزارة الداخلية، أطلقت مطلع الشهر الحالي، حملة لإزالة حظائر تربية الحيوانات داخل الأحياء السكنية ببغداد، كونها تشكل خطرا بيئيآ وصحيآ، وتشوه المنظر الجمالي والحضاري للمنطقة.

كما فرض إقليم كردستان خلال الأيام الماضية، إجراءات مشددة لمنع ظاهرة الذبح العشوائي التي غالبا ما تنتشر في الأحياء الشعبية، إضافة لمنع نقل الماشية من منطقة إلى أخرى، الى جانب حملات تطهير للحيوانات.

من جهتها، تؤكد عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الجهات الصحية المختصة اتخذت الإجراءات الخاصة منذ فترة لمواجهة ارتفاع الإصابات بمرض الحمى النزفية، خصوصاً أن هناك ارتفاعا كبيرا بهذه الإصابات، إضافة الى ارتفاع حالات الوفاة”.

وتضيف فلاح، أن “مواجهة مرض الحمى النزفية يقع أيضا على عاتق وزارة الزراعة، فهي الجهة المختصة بتوفير المبيدات التي تقتل الحشرات وهي الناقل لهذا المرض من الحيوانات إلى الإنسان”.

وتبين أنه “ليس هناك أي لقاح خاص لهذا المرض، رغم أنه منتشر وسجل إصابات في عدة دول منذ سنوات طويلة، لكن التصدي لهذا المرض يكون من خلال الإجراءات الوقائية، كونه الحل لمواجهة المرض مع عدم وجود لقاح خاص ضده”.

وتتابع أن “الفرق الصحية العراقية نجحت خلال الفترة الماضية بشفاء عدد ليس بقليل من المصابين بالمرض، وفق برتوكول علاجي أثبت نجاحه، ولهذا على كافة المواطنين المساهمة في مواجهة هذا المرض من خلال الإجراءات الوقائية والإسراع في مراجعة المؤسسات الصحية في حال ظهور أي من أعراض هذا المرض على أي شخص”.

يشار إلى أن وزير الصحة هاني العقابي، ترأس اجتماعا طارئا لمدراء عامين لدوائر مركز الوزارة والمحافظات وبمشاركة ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، أمس السبت، لمناقشة مستجدات الحمى النزفية وداء الكَلَب وجائحة كورونا.

يذكر أن حسين رياض، مدير قسم الصحة العامة في محافظة ذي قار، التي تعد بؤرة لتفشي المرض وصاحبة أعلى معدل إصابات، كشف سابقا لـ”العالم الجديد”، عن تلكؤ في بعض الدوائر المعنية بمتابعة هذه القضية، فيما أكد أن الحمى النزفية لن تتحول إلى وباء مثل كورونا، لأن الانتشار بكورونا كان عبر الهواء، بينما الحمى النزفية تكون بمخالطة سوائل المصابين.

إقرأ أيضا