بغداد طالبت بتوسيع عملها.. ما أهمية وجود بعثة للاتحاد الأوروبي؟

شدد مختصون بالأمن والعلاقات الدولية، على أهمية وجود بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق، وذلك…

شدد مختصون بالأمن والعلاقات الدولية، على أهمية وجود بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق، وذلك بعد طلب الحكومة العراقية منها تمديد عملها، مؤكدين أن مهامها متنوعة اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، داعين الحكومة إلى الاستفادة القصوى منها بمجال المشاريع والبنى التحتية، لاسيما انها تظهر رغبة غير مسبوقة بالاهتمام في العراق والمنطقة، كمحاولة لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة  بعد تراجع نفوذها العسكري والسياسي مؤخرا.

ويقول الخبير الأمني أحمد الشريفي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العراق ما زال بحاجة إلى الدعم الدولي في مجال التدريب والتسليح وتطوير قدرات القوات المسلحة، ولذا دعت بغداد إلى توسيع نطاق عمل بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في مجال الأمن، خصوصاً أن هناك تراجعا كبيرا بهذا المجال من قبل القوات الأمريكية وعموم قوات التحالف الدولي”.

ويشير الشريفي، إلى أن “هناك اختلافا كاملا بين مهام بعثة الاتحاد الأوروبي عن التحالف الدولي أو الجانب الأمريكي، ولهذا فالعراق يريد فتح علاقات مع الجميع، ويسعى إلى تنويع مصادر دعمه على مختلف الأصعدة، وتحديداً الأمنية والعسكرية، كما أن بعثة الاتحاد الأوروبي فيها أقسام كثيرة منها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولا يقتصر عملها فقط على الجانب الأمني كالتحالف الدولي”.

ويرى أن “بعثة الاتحاد الأوروبي لا ترغب بالخروج من العراق، ولذا فإن تمديد عملها أمر طبيعي، كما أن الحكومة الحالية وحتى المقبلة، سوف تعمل على تمديد مهمة بعثة الاتحاد الأوروبي، فالعراق بحاجة للدعم الدولي على مختلف الأصعدة، وخصوصاً من قبل دول الغرب”. 

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي استقبل أمس الاثنين، وفداً من البرلمان الأوروبي برئاسة رئيسة لجنة الأمن والدفاع ناتالي لويزو، وشدد الكاظمي خلال اللقاء على أهمية توسيع نطاق عمل بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية بالعراق في بناء القدرات المؤسساتية للأجهزة الأمنية العراقية، والتعاون في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة ومكافحة الاتجار بالمخدرات والبناء على التقدم الذي حققه العراق في هذه المجالات، فيما أكدت رئيسة الوفد أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى العراق بوصفه شريكاً أساسياً ودولةً مهمةً في الشرق الأوسط وعاملاً مهماً من عوامل استقرار المنطقة.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي، قرر في نيسان أبريل الماضي، تمديد بعثته الاستشارية لدعم اصلاح القطاع الأمني في العراق حتى 30 نيسان أبريل 2024.

وقد بدأت البعثة عملها في العراق، عام 2017 بناء على طلب تقدمت به الحكومة العراقية آنذاك، بميزانية بلغت 78.8 مليون يورو حتى عام 2020.

الى ذلك، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية أسامة السعيدي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “بعثة الاتحاد الأوروبي تريد ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية ليس في العراق فقط، بل بكامل المنطقة، إذ أن هناك تراجعا واضحا في النفوذ الأمريكي خصوصاً بالجانب العسكري، ولذا فالاتحاد الأوروبي يريد سد هذا الفراغ من خلال اهتمامه بالعراق وباقي دول المنطقة”.

ويلفت السعيدي، إلى أن “اهتمام بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق يعود إلى هدفين، الأول اقتصادي، حيث توجد مشاريع كبيرة ومهمة يمكن لدول الاتحاد تنفيذها خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى الجانب السياسي والعسكري، ولذا نجد أن هناك اهتماما كبيرا من قبل أوروبا بالملف العراقي، خلافا للسابق، ولذا فهي مستعدة الآن لإنفاق الكثير من أموالها على بعثتها بمختلف المجالات لتقوية تواجدها ونفوذها في العراق”.

ويستطرد أن “العراق، ومن خلال سياسته الخارجية، عليه الاستفادة من بعثة الاتحاد الأوروبي، ويمكن استغلال هذه البعثة ليس فقط في المجال العسكري والأمني، بل بالمجال الاقتصادي والعمراني، فالعراق بحاجة حقيقية إلى البنى التحتية، كونه لم يقم ببناء أي بنى تحتية منذ سنين طويلة”.  

يشار إلى أنه وفقا للاتحاد الأوروبي، فإن المهمة الشاملة للبعثة تتمثل في المساعدة في تطوير وتنفيذ استراتيجية الأمن القومي العراقي والاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بها وأولويات الأمن القومي الأخرى، ودعم الإصلاح المؤسسي ومكافحة الجريمة المنظمة والفساد وحماية التراث الثقافي وإدارة الحدود ومكافحة الإرهاب.

وتكلف البعثة بتقديم المشورة لمسؤولي مكتب مستشار الأمن القومي ووزارة الداخلية والسلطات الأخرى ذات الصلة المسؤولة عن الجوانب المدنية المتعلقة بإصلاح قطاع الأمن.

في الأثناء، ينوه الخبير الأمني فاضل أبو رغيف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى “تعاون إطاري وثيق سيكون على مستوى الفني والتقني والمعلوماتي، وعلى مستوى التدريب مع بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية، وربما ترتقي إلى مستوى التسليح والتجهيز، خصوصاً إذا كان للعراق حاجة بهذا الخصوص”.

ويوضح أبو رغيف أن “مهمة البعثة ليست عسكرية، بل أمنية، لكن قد يندرج التسليح ضمن مهام عمل التدريب والتطوير الأمني، لذا نعتقد أن مهمة بعثة الاتحاد الأوروبي سوف تستمر حتى لما بعد سنة 2024، حسب اتفاقات الحكومات المقبلة”.

يذكر أن الحكومة العراقية أعلنت في 31 كانون الأول ديسمبر 2021 عن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وتحويل مهام الجزء المتبقي منها إلى من قوات قتالية إلى استشارية وتدريبية فقط، وذلك بناء على مخرجات الحوار الستراتيجي بين العراق وأمريكا، الذي انطلقت جولاته في عام 2020.

أقرأ أيضا