خبراء يتحدثون عن عودة الدعم الدولي لـ”داعش” وأسباب تنامي هجماته

عزا خبراء أمنيون هجمات تنظيم داعش الأخيرة، إلى عوامل عدة، أبرزها عودة الدعم الاقليمي وضعف…

عزا خبراء أمنيون هجمات تنظيم داعش الأخيرة، إلى عوامل عدة، أبرزها عودة الدعم الاقليمي وضعف الجهد الاستخباري وزيادة العواصف الترابية.

ويقول الخبير الأمني محمد الكحلاوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أسباب النشاط الأخير لتنظيم داعش تعود إلى جملة أسباب، أبرزها أن ضعف الحكومة وفقدانها لقوة الردع، خصوصا في محافظة ديالى”.

وكان تنظيم داعش قد شن هجمات في محافظتي كركوك وديالى خلال اليومين الماضيين، حيث بدأت في كركوك أمس الأول، عندما أحرق عناصر التنظيم بحرق مساحات زراعية، في ناحية تازه، وأثناء حضور بعض العناصر الأمنية ومدنيين لإخمادها تعرضوا لهجوم من عناصر داعش، ما أدى لمقتل ثلاثة من عناصر الشرطة ومدنيين إثنين.

ويضيف الكحلاوي “لا ننسى أيضا ضعف الجهد الاستخباري، خصوصا أننا نحارب عصابات متخفية لا يعرف توجهها أو من أين ستهاجم، وهذا يتطلب جهدا استخباريا كبيرا جدا يضاهي نشاط عصابات داعش”، لافتا إلى أنه “لا زالت هناك أيضا حواضن تسهل للتنظيم تنفيذ عملياته ضد القوات الأمنية أو المدنيين”.

ويشير إلى “غياب التنسيق بين القطعات العسكرية، بسبب وجود قائد لكل منها لا ينسق مع الجهات الأمنية الأخرى، هو ما يسهل لداعش اختراق بعض النقاط الأمنية أو استهداف الأهالي، وهذه المسألة أثرت حتى على ثقة القوات الأمنية بنفسها في ظل وجود أياد تقدم المساعدات والمعونات لداعش، حتى أن بعض الأشخاص الموجودين في الحكومة يدعمون التنظيم لمصالح خاصة وفرض إرادات معينة”.

وحول استغلال تنظيم داعش لمسألة العواصف الترابية وانعدام الرؤية في تنفيذ هجماته، يشير الكحلاوي إلى أنه “بكل تأكيد فإن داعش يستغل موضوع الغبار أو الأمطار أو الثلوج ويتحرك من خلالها، وهذا يحتم تحركا فوريا واستخباريا من القوات الأمنية لقطع الطريق أمام تنفيذه عملياته خلال هذه الأجواء، كما أن داعش يتحين الفرص في هذه الأوقات لشن هجماته”.

وهاجم داعش بعد يوم واحد، ناحية جلولاء في ديالى، بقذائف الهاونات واسلحة القنص ما أدى مقتل 6 أشخاص واصابة 8 آخرين.

كما دخلت محافظة صلاح الدين، حالة استنفار وإنذار تام للقوات الأمنية في حدود قضاء الشرقاط شمالي المحافظة، تحسباً لهجمات من عناصر داعش، خلال العواصف الترابية.

ويشهد العراق عواصفا ترابيا شبه مستمرة منذ فترة، وغالبا ما تؤدي إلى إنعدام الرؤية، وخاصة في المناطق الصحراوية أو المفتوحة في حدود المدن والمساحات الزراعية.

وكانت “العالم الجديد” سلطت الضوء قبل أيام على العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، وعددها الكبير وأسباب عدم نجاحها بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، الأمر الذي عزاه خبراء في الشأن الأمني إلى استمرار داعش بكسب عناصر جديدة بما يملك من مغريات عديدة، يستهدف من خلالها شباب المناطق “المهمشة والمظلومة”، وبالتالي فلا تزال الحواضن موجودة، وتفرز خلايا جديدة، والقضاء عليها بحاجة لوقت طويل.

الى ذلك، يعزو الخبير الأمني صفاء الأعسم خلال حديث لـ”العالم الجديد”، مشكلة تنامي عمليات داعش إلى “الزيادة بالدعم الذي يتلقاه من بعض دول المنطقة التي بدأت بضخ الدعم المالي واللوجستي، وهذا يعني وجود أذرع قوية داخل العراق استطاعت أن توصل هذا الدعم، حيث أن داعش يحتاج إلى عتاد وسلاح وأرزاق يومية ووقود، وهذا كله يشير إلى وجود أذرع داخلية إما متعاونة معه أو هي وسيط ناقل للدعم الخارجي لهذا التنظيم”.

ويستطرد “بعد ظهور أمير جديد لداعش، ارتفع مستوى عملياته، وهذا يعود أيضا للضعف الأمني، والأهم هو ضعف التقنية العسكرية العراقية في المجالين الاستخباري والأمني، في ظل إشعار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من العراق، فهذه كلها عوامل تمكن من داعش أن يصبح أقوى من السابق”.

ويكمل حديثه قائلا “كما أن داعش يستغل ظروفا معينة منها الغبار أو عدم تشكيل الحكومة أو انشغال المحافظات، نتيجة عدم وجود حكومة مركزية لديها الصلاحيات الكاملة، وهذه كلها عوامل مساعدة لشن هجماته”.

يشار إلى أن تنظيم داعش، كان قد اختار في 10 آذار مارس الماضي، أبو الحسن الهاشمي القرشي، زعيما جديدا للتنظيم، خلفا لزعيمه عبدالله قرداش، الذي قتل في 3 شباط فبراير الماضي في سوريا، بعملية عسكرية أمريكية، ساهم العراق فيها عبر تزويد واشنطن بالمعلومات.

يذكر أن أبرز عمليات داعش جرت خلال كانون الثاني يناير الماضي، تمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت إلى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

إقرأ أيضا