الموصل.. واقع صحي مترد ينتظر النهوض

مر يونس محمد (29 عاما) من أهالي مدينة الموصل، بأصعب يوم في حياته، عندما كان…

مر يونس محمد (29 عاما) من أهالي مدينة الموصل، بأصعب يوم في حياته، عندما كان يبحث عن مستشفى يعالج فيه ابنه الوحيد في يوم الغبار الخانق، لكن مساعيه باءت بالفشل.

يقول محمد خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أعصابي انهارت، بحثت عن مستشفى يستقبل ابني بعد أن أصابته بنوبة اختناق شديدة في يوم الغبار، ولكن لم يكن هناك مستشفى في الموصل تستقبل حالته”.

ويتحدث بأسف “الأطباء والمستشفيات كانت سابقا في الموصل من أفضل الأماكن، ولكن ما يحصل اليوم هو انهيار للواقع الصحي في المحافظة، حيث لا يوجد مستشفى أطفال فيها، وكل المستشفيات الأخرى الموجودة هي عبارة عن كرفانات وقتية لا تفي بالغرض”.

ويعاني الواقع الصحي في الموصل، من تردٍ كبير وبطء في إعادة إعمار المؤسسات الصحية، رغم مرور 6 سنوات على إعلان التحرير من داعش.

وتعرضت الموصل، الى أقسى عمليات التدمير، خلال سيطرة تنظيم داعش عليها عام 2014، الذي دمر البنى التحتية وفجر المؤسسات كافة، وأضيف لهذا الدمار، ما تعرضت له المدينة خلال عمليات تحريرها، حيث شهدت قصفا متواصلا بالمدفعية ومن طائرات التحالف الدولي.

 

وحول هذا الأمر، يبين معاون محافظ نينوى رعد العباسي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن ” قطاع الصحة واحد من القطاعات التي تأثرت بصورة كبيرة بعد دخول داعش”.

ويردف العباسي، أن “دائرة صحة نينوى كان لها قدرة استيعابية تصل الى 4 الاف سرير، وبعد تفجير داعش لبعض المستشفيات انخفضت الطاقة الاستيعابية الى 600 سرير”، معتبرا ذلك العدد “قليل جدا مقارنة بالعدد المفترض”.

ويستدرك، أن “المحافظة أطلقت حملة إعمار بعض المستشفيات التي ضمن الصلاحيات، بالاستعانة بالمنظمات الدولية”، مبينا أن “الطاقة الاستيعابية اليوم ارتفعت الى 2500 سرير”.

ويؤكد “تمكنا من إعادة تأهيل العمل ببعض المستشفيات، منها طوارئ مستشفى السلام، وأكملنا بعض المستشفيات كمواقع بديلة مثل مستشفى ابن سينا، فيما اكتمل قسم آخر مثل الحمدانية ومستشفى القيارة، وهناك مستشفيات لا زال العمل عليها جاريا مثل مستشفى ربيعة ومستشفى البعاج الذي وصلت نسبة إنجازه الى 80 بالمائة، ومستشفى تلعفر جار العمل فيها أيضا”.

ويوضح أن “هناك مستشفيات قيد العمل داخل مدينة الموصل، منها بناء مستشفى للولادة سعة 200 سرير، كما أنهينا إكمال مستشفى الثلاسيما وسرطان الدم وأكملنا بناء مستشفى الشلل”، مؤكدا أن “مستشفى ابن الاثير لا يزال العمل جار بها وسيفتتح خلال شهر ومستشفى الخنساء سينهي العمل بها بمساعدة المنظمات”.

ويستطرد “هناك نية لإعادة المستشفى الرئيسي بالموصل، والذي جرى تدميره، ويسمى ابن سينا، والقرار يذهب نحو ازالة البناية المدمرة بالكامل وببناء مستشفى كبير سعة 1000 سرير بالمنطقة لاعادة الطاقة الاستيعابية لسابق عهدها”.

وكانت النائب السابق عن نينوى جميلة العبيدي، أقرت أن الموصل خالية من المستشفيات، لأن تنظيم داعش، كان قد أحرقها كلها وخرّبها قبل هزيمته في المدينة، وما يوجد حالياً هو عبارة عن كرفانات، تم إنشاؤها بجهود شخصية، وهي فارغة من أبسط مقومات المستشفيات العادية.

يشار إلى أن ناشطين عراقيين أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة العام الماضي، بعنوان #مستشفيات_الموصل، لتذكير الحكومة العراقية بالواقع الصحي في محافظة نينوى، في وقت تراجع فيه الدعم المقدم من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أوروبية وغربية مختلفة منذ جائحة كورونا.

الى ذلك، يبين المدير العام لصحة نينوى فلاح الطائي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الموصل كانت تضم 18 مستشفى ولكنها تدمرت بنسبة 100 بالمائة في فترة تنظيم داعش، وبدعم الجهات المسؤولة تمكنا من إعادة تأهيل المستشفيات”.

ويلفت الطائي، إلى أن “مستشفى ابن الأثير للأطفال كان يفترض أن يسلم الى صحة نينوى خلال 9 أشهر، ولكن للاسف الوقت طال الى 3 سنوات، وبالرغم من المناشدات لم تحل الأزمة ويقال ستفتح هذا الشهر”.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، أكد في حديث سابق، أن الحرب في الموصل أدت إلى تدمير ما يقرب من 20 مستشفى رئيسيا وفرعيا في عموم المحافظة، وأكبر الأضرار كانت من نصيب الجانب الغربي لمدينة الموصل المعروف بالجانب (الأيمن) الذي يضم المجمع الطبي الرئيس في المدينة الذي يشبه إلى حد كبير مدينة الطب في العاصمة بغداد، الى جانب تدمير تدمير 6 مراكز طبية تخصصية في المحافظة، وهي مركز جراحة القلب والأمراض السرطانية وأمراض الكلى والسكر ومراكز أخرى.

وفي تصريحه السابق، بين البدر أن إعادة إعمار هذه المراكز والمستشفيات يحتاج إلى مبالغ هائلة، والوزارة استعاضت عن هذه المستشفيات والمراكز بمواقع بديلة ومستشفيات كرفانية لتقديم الخدمات الطبية للموصليين.

إقرأ أيضا