تسرب الأسئلة.. هل ينجح البرلمان بوضع حد لـ”الكارثة”؟

كشفت لجنة التربية النيابية، عن تدخلها بصياغة آلية جديدة لوضع حد لتسرب الأسئلة الوزارية، ورغم…

كشفت لجنة التربية النيابية، عن تدخلها بصياغة آلية جديدة لوضع حد لتسرب الأسئلة الوزارية، ورغم تشديدها على “سرية” تلك الآلية، أشارت إلى أن العمل جار لضمان عدم تكرار الحادثة التي أدت إلى تأجيل امتحانات الثالث المتوسط، في وقت، رمى مشرف تربوي بجزء من اللائمة على الطلبة الذين باتوا يشجعون تلك الظاهرة ويتفاعلون معها لتقصيرهم بدراسة المنهج، مطالبا بمعالجة الأزمة من “جذورها”.

ويقول عضو لجنة التربية النيابية جواد الغزالي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مجلس النواب سوف يناقش الحلول المستقبلية لمعالجة مشكلة تسريب الأسئلة الامتحانية، وذلك بعد تحديد أساس المشكلة التي نتج عنها هذا التسريب، بهدف عدم تكرار الأمر”.

ويضيف الغزالي، أن “ما حصل مشكلة كبيرة، والآن نتجه لإيجاد الحلول لهذه المشكلة والضمانات المستقبلية لعدم تسريب الأسئلة، كما لدينا أجهزة مختصة قادرة على تشخيص هذه الأمور ولجنة مختصة بتتبع مصدر التسريب، والتحقيق جار على قدم وساق، وسيتم الكشف قريبا عن مرتكبي هذه الجريمة بحق العراق وشبابه”.

ويؤكد أن “توفير بيئة مناسبة كفندق أو قاعة مجهزة للجنة التي تعد الأسئلة أو طباعتها في نفس اليوم، هي من الخيارات المطروحة على طاولة النقاش وسيتم اختيار الأكثر أمانا من بين الخيارات، ولغاية الآن لم يستقر الرأي على خيار معين، ويفترض من الأساس أن لا يتم الكشف من الأساس عن الآلية المتبعة، كونها تدخل في إطار الجانب الأمني”.

وبدأت أزمة تسرب الأسئلة يوم الخميس الماضي، عندما أعلنت وزارة التربية فجر ذلك اليوم تأجيل امتحان الرياضيات للصف الثالث متوسط.

وتوالت الأحداث سريعا، إذ نفت وزارة التربية فورا، أي تسريب للأسئلة لكنها سرعان ما عادت وأكدت الوصول إلى خيوط تكشف عن المتورطين بالتسريب وذلك عبر جهاز الأمن الوطني ودخول هيئة النزاهة على خط الأزمة.

وكانت وزارة التربية، قد أعلنت أيضا يوم الجمعة، أن الموضوع خرج عن مسؤوليتها وتحول إلى جهات أمنية، من بينها جهاز الأمن الوطني، لكنها أعلنت أن الامتحانات ستستأنف يوم 12 من الشهر الحالي.

يشار إلى أن جهاز الأمن الوطني، أعلن يوم أمس السبت، عن اعتقال ثلاثة موظفين بوزارة التربية اعترفوا بتسريب أسئلة امتحانات الصف الثالث المتوسط، فضلاً عن الاشتباه باثنين آخرين مازال التحقيق جار معهما.

ومن المفترض أن تستضيف لجنة التربية النيابية بحضور رئاسة مجلس النواب، وزير التربية اليوم الأحد في البرلمان، لمناقشة قضية تسريب أسئلة الامتحانات وكيفية وضع آليات جديدة لمنع تكرارها، لاسيما وأن امتحانات السادس إعدادي بدأت تقترب، والتي تعد مرحلة مفصلية في حياة الطالب، وأهم من الدراسة المتوسطة.

في الأثناء، يبين المشرف التربوي علي عودة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الطالب يتحمل جزءا من تسريب الأسئلة، فهو بات خاليا من أي إدراك للمادة التي يقرأها ولا يتمتع بأي حافز للدراسة، بسبب الزخم الكبير من المعلومات التي تضاف بشكل مستمر للمنهج الدراسي، لذا بات ينتظر ما يتسرب من الأسئلة أو في بعض الأحيان يتجه لشرائها، أي بمعنى أن هناك حافزا لدى من يسرب الأسئلة ويوجد متلق لها”.

ويلفت عودة، إلى أن “العديد من الأنظمة التعليمية في الخارج تعتمد على تخصيص أماكن خاصة للجان التي تعد الأسئلة الامتحانية وتوفير الأجواء الملائمة لهم، للحفاظ على الأسئلة خصوصا َوأن التعليم في العراق بات يتراجع بشكل كبير، والطلاب فقدوا الاهتمام بالمواد العلمية”، مؤكدا أنه “في كثير من الحالات نجد أن طلاب البكلوريا أو غيرهم يعتمدون على المدرس المشرف داخل القاعة الامتحانية، وهذا أيضا يحفز ضعاف النفوس في تسريب الأسئلة وبيعها، وبالتالي نحتاج لمعالجات جذرية تبدأ من الطالب”.

ويشير إلى أن “وزارة التربية تتحمل أيضا جزءا من هذه التصرفات، ومثال ذلك أن الطالب العراقي ولغاية اللحظة محروم من السبورة الإلكترونية التي لها تاثير فعال في إدراك وتوعية الطالب، وبالتالي فإن توفير هذه الوسائل يبعد الطالب عن الغش ويقطع الطريق أمام الجهات المستفيدة من تخريب التعليم”.

يذكر أن وزارة التربية، نفت من جانبها، الأنباء التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اعتماد درجة نصف السنة أو الفصل الثاني كدرجة نجاح، وأكدت أن الامتحانات سيتم استكمالها في موعدها الجديد.

إقرأ أيضا