كيف تتحول الجهات السياسية إلى أسباب للتظاهرات؟

مع اقتراب فصل الصيف والتوقع بخروج تظاهرات كبيرة احتجاجا على تردي الكهرباء والخدمات، رأى مراقبون…

مع اقتراب فصل الصيف والتوقع بخروج تظاهرات كبيرة احتجاجا على تردي الكهرباء والخدمات، رأى مراقبون أن التظاهرات المتجددة “صنيعة سياسية”، من قبل جهات تهدف لتحريك الشارع في البداية، ومن ثم استغلالها لتحقيق مكاسب والبقاء في السلطة.

ويقول المحلل السياسي قاسم الغراوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “شهر الصيف لا يمر دون أزمات وتظاهرات وتصادمات كثيرة، ومن أبرز المشاكل في هذا الفصل، هي الكهرباء، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وهذا الأمر دائما ما يكون مقصودا وفيه تدخل سياسي، لخلق أجواء من الصدامات واستغلالها سياسيا لاحقا”.

ويضيف الغراوي، أن “هناك أزمات قد تكون بفعل سياسي أو اجتماعي، حيث تعمل جهات معينة على الاستفادة من هذه الأزمات لتحقيق أهداف سياسية، حتى وإن كان المتظاهرون من الجمهور الاعتيادي والبسيط وغير الحزبي، فبعض الأحزاب تزج بعض توابعها لإخراج التظاهرات عن مسارها وتشكل وسيلة ضغط للحصول على مكاسب معينة”.

ورجح محللون، أن تشهد الفترة المقبلة خروج تظاهرات شعبية احتجاجا على تردي الخدمات وخاصة الكهرباء، إلى جانب تأكيدهم في تقارير سابقة لـ”العالم الجديد”، على أن التظاهرات مقبلة بكل الأحوال، سواء شعبية أو سياسية، في حال استمر الانسداد السياسي في البلد دون حل سريع.

وكشفت “العالم الجديد” الشهر الماضي، عن وجود حراك كبير يجري بين قادة التظاهرات لتوحيد الصفوف من أجل الخروج بتظاهرات جديدة، نظرا لعدم تحقق أي من المطالب الخاصة بالمتظاهرين، إلى جانب عدم إيفاء رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بما قطعه من وعود، وخاصة ملف الكشف عن قتلة المتظاهرين.

ومنذ أيام يجري حديث من قبل أعضاء في التيار الصدري، عن إمكانية خروج تظاهرات لأنصار التيار في حال انتهت مهلة زعيم التيار مقتدى الصدر الأخيرة المقرر انتهاؤها اليوم السبت، والتي تأتي بعد ساعات على مطالبته نوابه بالاستعداد للاستقالة من عضوية البرلمان، وعقب إعلانه التحول للمعارضة، في ظل عدم التوصل إلى أي حل وفق ما يسعى إليه وهو تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”.

 

وتعاني البلاد من أزمات عديدة على مستوى تردي الخدمات، بدءا من الماء الصالح للشرب والطرق والجسور وتراكم النفايات، وهذا يضاف إلى السبب الرئيس وهو تردي تجهيز الكهرباء، وهذه الأزمة قائمة منذ سنوات طويلة ولم تحل لغاية الآن، خاصة وأن وزارة الكهرباء أكدت لـ”العالم الجديد” قبل أيام، أن الحل مرهون بتوريد إيران للغاز، ومن دونه سيقع البلد في “مشكلة” على مستوى تجهيز الكهرباء.

في الأثناء، يبين المحلل السياسي صلاح الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الأزمات الرئيسة في البلد لا تأتي اعتباطا، فالجميع هو جزء من مفردات الصراع السياسي المحتدم بين القوى المسيطرة على الشارع ومن خلفها قوى خارجية، وبالتالي فإن الهدف من صنع الأزمات الحصول على مكاسب وإجبار الأطراف المقابلة على التنازل”.

ويتابع الموسوي “من شأن هذه الأزمات خلق صراع، كي يأخذ مسارا أكثر جدية وقساوة، والجميع يعلم أن أي قوة لا تريد أن تكون خارج السلطة حتى لا تحاسب على فسادها وتجاوزاتها، وبالتالي يتم اللجوء لهذا الأمر”.

جدير بالذكر، أن تشرين الأول أكتوبر 2019، شهد أكبر حراك احتجاجي، عبر تظاهرات أطلق عليها “ثورة تشرين”، لكن سرعان ما واجهتها الأجهزة الأمنية بالعنف، ما أدى إلى مقتل أكثر من 600 متظاهر وإصابة نحو 26 ألفا آخرين، كما أسفرت رئيس الحكومة في حينها عادل عبد المهدي لاستقالته، حتى تم التصويت على حكومة مصطفى الكاظمي في أيار مايو 2020.

يشار إلى أن منتصف شهر نيسان أبريل الماضي، شهد خروج تظاهرات في بغداد وواسط وكربلاء والنجف والسليمانية والمثنى والبصرة وبابل والديوانية، للمطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة، وقد أطلق المتظاهرون اسم “لا إطار ولا تيار.. جمعة قرار الشعب”، على تظاهرتهم، وطرحوا أسماء عدة لرئاسة الحكومة منها النائب باسم خشان والقاضي عبد الأمير الشمري والقاضي رحيم العكيلي، فيما طرحوا اسم القاضي رزكار محمد أمين لرئاسة الجمهورية.

يذكر أن الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الأول أكتوبر الماضي، جاءت بناء على تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019 التي طالبت بتعديل مسار العملية السياسية وإبعاد المحاصصة وإجراء انتخابات مبكرة، وعلى هذا الأساس قدم رئيس الحكومة في حينها عادل عبدالمهدي استقالته، وجرى تكليف مصطفى الكاظمي في أيار مايو 2020 بهدف التهيئة لإجراء الانتخابات المبكرة.

إقرأ أيضا