الاحتراز من الحمى النزفية بالإغلاق لم يدخل حسابات الصحة بعد

إجراءات الإغلاق لمنع تفشي الحمى النزفية ما زالت خارج حسابات وزارة الصحة حتى الآن، لأنها…

إجراءات الإغلاق لمنع تفشي الحمى النزفية ما زالت خارج حسابات وزارة الصحة حتى الآن، كون المرض لم يصل بعد إلى مستوى الوباء، وفيما تبدي لجنة الصحة والبيئة النيابية عدم رضاها عن طريقة تعامل الحكومة مع المرض، يطمئن طبيب متخصص المواطنين بأن تناول اللحوم ليس ممنوعا في ظل وجود الفيروس.

ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مرض الحمى النزفية لم يصل إلى مرحلة الوباء لغاية الآن قياسا بفيروس كورونا الذي سجلنا آلاف الإصابات به”.

وكانت وزارة الصحة أعلنت، أمس السبت، تسجيل 27 وفاة و162 إصابة بالحمى النزفية منذ مطلع العام الحالي حتى الآن، موضحة أن أربيل سجلت أول وفاة بالمرض.

ويضيف البدر، أن “مجلس الوزراء في جلسته الماضية تطرق إلى جملة من الإرشادات والتوصيات في ما يخص موضوع الإغلاق العام في حال تفشى الفيروس، وفي نهاية الأمر فإن الإغلاق من عدمه سيقرر عندما يحين الوقت لذلك”.

ويوضح أن “وزارة الزراعة تتقاسم المسؤولية مع وزارة الصحة في التعامل مع المرض، فعلى عاتقها تقع متابعة بيع المواشي ونقلها ومكافحة الحشرات الناقلة من أجل السيطرة على هذا المرض والحد من انتشاره”.

ويشير المتحدث باسم الوزارة، إلى أن “من أهم العوامل التي تساعد على الشفاء هي الكشف المبكر عن الفيروس، حيث أن تأخير الكشف عنه هو السبب الرئيس للوفاة”، مبينا أن “تأخر الكشف عن الفيروس وراء أغلب الوفيات به، حيث أنه يكون أكثر خطورة كلما تأخرت مرحلة الكشف عنه وعلاجه”.

وظهر الفيروس للمرة الأولى هذا العام في ذي قار قبل مدة وجيزة، وما تزال المحافظة تتصدر بقية المحافظات بعدد الإصابات والوفيات.

وفي هذا الصدد، تقول عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية لقاء آل ياسين خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اللجنة سبق وأن استضافت جميع الأطراف الحكومية المعنية بالتعامل مع فيروس الحمى النزفية، وعلى رأسها وزارتا الصحة والزراعة، للاطلاع على الخطط الموضوعة في هذا الشأن”.

وتبين آل ياسين أن “منظمة الصحة العالمية تعد الحمى النزفية وباء إذا كانت هناك إصابة واحدة في البلاد”، مشيرة إلى أن “إجراءات الحكومة ضعيفة حتى الآن لعدم وجود أموال مرصودة لشراء الأدوية وتعيين الأطباء البيطريين، حيث أخبرنا الوكيل الفني لوزارة الزراعة بأنهم بحاجة إلى تعيين 1500 طبيب بيطري على الأقل للتعامل مع الحمى النزفية”.

ولم يتم حتى الآن ابتكار لقاح للمرض، أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، ولكن عند تطوره يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولا إلى فشل في أعضاء الجسم، ما يؤدي إلى الوفاة.

ويظن بعض الناس أن اللحوم المطبوخة سلقا هي وحدها الآمنة للاستهلاك، أما اللحوم المشوية فإنها تنطوي على بعض الخطورة، لكن لدى المتخصصين رأيا آخر، إذ يبين الطبيب المتخصص بالأوبئة زهير العبودي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “فيروس الحمى النزفية ينتقل عن طريق اللحم النيئ والذي ما تزال الدماء موجودة فيه، وبالتالي لا يتطلب انتشاره ارتداء الكمامات وغيرها لأنه لا ينتقل عن طريق التنفس بل مخالطة الدماء أو الجروح”.

ويلفت العبودي، إلى أن “الطريقة الثانية لانتقال الفيروس هي عن طريق حشرة القراد، والتي تعد ناقلا أيضا خصوصا في المناطق التي تكثر فيها المواشي وغيرها والتي تمثل بيئة مناسبة للمرض”.

وينوه إلى أن “جميع اللحوم المطبوخة، بأي طريقة كانت سواء سلقا أو عن طريق الشواء، آمنة تماما وخالية من الفيروس بشكل مؤكد، لأنه موجود فقط في دماء الحيوانات والحشرات”.

وكانت وزارة الداخلية أطلقت، مطلع الشهر الحالي، حملة لإزالة حظائر تربية الحيوانات داخل الأحياء السكنية ببغداد، كونها تشكل خطرا بيئيا وصحيا في ظل وجود فيروس الحمى النزفية.

كما فرض إقليم كردستان في وقت سابق، إجراءات مشددة لمنع ظاهرة الذبح العشوائي التي غالبا ما تنتشر في الأحياء الشعبية، إضافة لمنع نقل الماشية من منطقة إلى أخرى، إلى جانب حملات تطهير للحيوانات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن انتقال حمى القرم- الكونغو النزفية إلى البشر يحدث “إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة”.

إقرأ أيضا