حلفاء الصدر يسابقون الزمن بحثا عن حل.. هل يجدونه في أربيل؟

بدأت كتل تحالف إنقاذ وطن “التحالف الثلاثي”، تحركات سريعة على مستوى قيادات الصف الأول لبحث…

بدأت كتل تحالف إنقاذ وطن “التحالف الثلاثي”، تحركات سريعة على مستوى قيادات الصف الأول لبحث التوجه غير المحسوم لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سواء بتحوله للمعارضة أو الانسحاب من العملية السياسية، ليكون هذا المحور أساس “لقاء أربيل” الذي جمع قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، وهذا يأتي بالتزامن مع الإعلان عن إلغاء زيارة وفد من الإطار التنسيقي لأربيل، وهو ما نفته مصادر سياسية وأكدت أن إعلان الزيارة وتأجيلها جرى في الإعلام فقط من قبل الإطار ولا علم لأربيل بالأمر

ويقول المحلل السياسي الكردي محمد زنكنة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة وفد تحالف السيادة إلى إقليم كردستان، مهمة جداً بهذا التوقيت، فهي جاءت لبحث إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بقاءه في خيار المعارضة أو الانسحاب، ولمناقشة القضايا التي تخص تحالف إنقاذ وطن، وللتأكيد على تماسك التحالف وتوحيد خياراته في المرحلة المقبلة”.

وكان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، وصلا إلى أربيل ظهر أمس السبت، وأجريا لقاء مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ووفقا لبيان صدر من مكتب الحلبوسي فإن اللقاء شهد تبادل الآراء حول الوضع السياسي للعراق وآخر تطورات العملية السياسية.

ويضيف زنكنة، أن “ما يخص تأجيل زيارة وفد الإطار التنسيقي إلى أربيل، فإنها لم تكن من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني إطلاقاً، بل كانت من قبل الإطار نفسه، كما أن هذه الزيارة لم يتلقاها بشكل رسمي إقليم كردستان، فهو يرحب بأي زيارة من قبل أي وفد سياسي سواء من الإطار أو غيره”.

ويبين أنه “رغم التصعيد من قبل بعض أطراف الإطار التنسيقي ضد إقليم كردستان من خلال التصريحات الإعلامية، إلا أن هذا الأمر لا يؤدي إلى خلق قطيعة بين الإقليم والإطار إطلاقاً، وأي زيارة سيكون مرحبا بها بكل تأكيد من قبل الإقليم وقياداته”.

يشار إلى أن الحلبوسي والخنجر، أسسا بشكل مشترك تحالف السيادة، وانضما لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني، ليتم لاحقا الإعلان عن تحالف إنقاذ وطن، الذي يضم هذه الأطراف الثلاثة.

وكان الصدر، قد قال في كلمة متلفزة الخميس الماضي، إن “عدم تشكيل حكومة أغلبية وطنية في العراق يدفعنا لأحد خيارين، إما المعارضة أو الانسحاب”، فيما دعا نواب الكتلة الصدرية إلى الاستعداد للاستقالة “إذا كانت الكتلة تشكل عائقا” أمام تشكيل الحكومة، فيما أعلن رئيس الكتلة الصدرية حسن العذاري، أمس الأول الجمعة، أن جميع أعضاء الكتلة وضعوا استقالاتهم بين يدي الصدر، وأنهم مستعدون لتنفيذ أي قرار يصدر عنه.

وتم تداول خبر تأجيل زيارة وفد الإطار التنسيقي برئاسة الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، إلى أربيل، بطلب من مقر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، لأسباب فنية.

وتأتي الأحداث بالتزامن مع تعرض أربيل لاستهداف بطائرة مسيرة مفخخة مساء الأربعاء الماضي، على الطريق بين مركز مدينة أربيل ومصيف صلاح الدين، ما تسبب بإصابة ثلاثة مدنيين بجروح طفيفة وإلحاق أضرار مادية بمطعم وعدد من المركبات، كما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.

ومن المفترض أن تكون مهلة الـ30 يوما التي منحها الصدر للإطار التنسيقي بهدف تشكيل الحكومة، قد انتهت يوم أمس، كما كان مخططا إعلان بارزاني يوم أمس، عن مبادرته لحل الأزمة السياسية، حيث كان ينتظر أن تنتهي مهلة الصدر لكي يطلقها، وفقا لتصريحات سابقة من قبل قيادين في الحزب الديمقراطي لـ”العالم الجديد.

ويشهد العراق أزمة سياسية منذ إجراء الانتخابات في تشرين الأول أكتوبر 2021، ما حال دون تشكيل حكومة جديدة، إذ يتمسك التحالف الثلاثي (إنقاذ الوطن) الذي يضم التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة بموقفه حول تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، فيما يصر الإطار التنسيقي إلى جانب الاتحاد الوطني الكردستاني على تمرير حكومة “توافقية”، وذلك إلى جانب الخلافات والصراعات بين كتل كل طرف من هذه الأطراف، ورفض التحالف، فيما بينها للخروج برؤية موحدة تسمح بتمرير رئاستي الجمهورية والوزراء.

إلى ذلك، يبين مصدر سياسي في أربيل، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أو مكتبه الخاصة، لم يتلقوا أي شيء رسمي بخصوص زيارة وفد له من قبل الإطار التنسيقي، يرأسه هادي العامري”.

ويضيف المصدر، أن “خبر زيارة وفد الإطار التنسيقي إلى أربيل، نشر في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولم يكن هناك أي تنسيق للزيارة بين الطرفين، كما أن تأجيل الزيارة نشر أيضا في الاعلام فقط، دون وجود أي شيء رسمي من الطرفين”، مضيفا أن “الأيام المقبلة، ربما تشهد حصول اجتماع بين قادة الإطار التنسيقي وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في أربيل، بعد تنسيق موعد الاجتماع بين الطرفين بشكل رسمي، وليس عبر الاعلام فقط”.

وسبق للصدر، أن ألقى أكثر من خطاب غاضب، اتهم فيه الإطار التنسيقي بعرقلة مسار تشكيل الحكومة، بينما كان يشدد دائما على أنه لن يتحالف مع الإطار ولن يرضى بالتوافق، فيما رد الإطار التنسيقي على اتهامات الصدر بأنه يرفض “الخطابات المتشنجة”، وأكد أنها “لا يمكن أن تحل المشاكل التي تعصف بالبلد ولا تقدم خدمة للمواطنين”.

في الأثناء، يرى المحلل السياسي علي البيدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اجتماع وفد تحالف السيادة مع قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل، يأتي في إطار بحث واقع تحالف إنقاذ وطن، الذي أصيب بأكثر من تغيير مفصلي، خصوصاً بعد قرارات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤخراً، رغم أن التحالف مازال قائما حتى الآن، لكن اجتماع يوم أمس، رسالة بأن التحالف مازال متماسك وموحد”.

ويؤكد البيدر، أن “المجتمعين في أربيل (بارزاني والخنجر والحلبوسي) بحثوا خيار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في التوجه نحو المعارضة أو الانسحاب، فهم يريدون اتخاذ موقف موحد إذا أصر الصدر على قراراته الأخيرة، فهذا الأمر يخصهم، كونهم ضمن تحالف سياسي واحد”.

وحول مسألة تأجيل زيارة الإطار التنسيقي إلى أربيل، يوضح البيدر، أن “تأجيل زيارة وفد الإطار التنسيقي إلى أربيل، يأتي في جوانب الرد التي ينتهجها الإقليم على ما تقوم به فصائل مسلحة من استهداف لإقليم من خلال القصف بالصواريخ والطيران المسير، والإقليم قد يضطر إلى إعادة النظر بعلاقاته بكثير من الجهات السياسية قريبة من الفصائل المسلحة”.

يذكر أن مجلس النواب فشل ثلاث مرات بعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، التي تحتاج إلى 220 نائبا لتحقيق النصاب القانوني لانعقادها، وهو ما يشكل ثلثي عدد مقاعد المجلس، بسبب توجه الإطار التنسيقي إلى تشكيل ما سماه “الثلث الضامن” لمقاطعة جلسات الانتخاب، وهو مكون من نواب الإطار وكتل أخرى انضمت له وبلغ عددهم 120 نائبا.

إقرأ أيضا