بعد استقالة نواب الصدر.. ما مستقبل التحالف الثلاثي؟

تمسك تحالف السيادة بنوابه في البرلمان، ورفض أي خطوة لتقديم استقالاتهم أسوة بنواب الكتلة الصدرية المتحالفة…

تمسك تحالف السيادة بنوابه في البرلمان، ورفض أي خطوة لتقديم استقالاتهم أسوة بنواب الكتلة الصدرية المتحالفة معه، وسط ترقب بموقف الطرف الثالث في تحالف إنقاذ وطن، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ لم يجتمع مكتبه السياسي لغاية الآن من أجل تقرير مصيره في البرلمان.

ويقول النائب عن تحالف السيادة محمد الدليمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تحالف إنقاذ وطن (الثلاثي) ما زال قائما، وعلى الرغم من أن خروج التيار الصدري منه أثر علينا معنويا، إلا أننا ما زلنا نرى أنه لا يمكن تشكيل الحكومة المقبلة من دون مشاركة التيار الصدري“.

ويضيف الدليمي، أن “وضع البلد لا يحتمل أي تأزيم جديد، لذا نتمنى من الصدر الجلوس إلى طاولة واحدة مع الإطار التنسيقي للتراضي ورسم خطة لإنقاذ البلد”، مبينا أن “تحالف السيادة لا توجد لديه نوايا بالانسحاب من البرلمان، لأن استقالة نوابه ستؤثر سلبا على وضع البلد“.

وكان الصدر، وجه أمس الأول الأحد، نواب الكتلة الصدرية في مجلس النواب بتسليم استقالاتهم إلى رئيس المجلس محمد الحلبوسي، فيما قدم شكره إلى حلفائه في تحالف “إنقاذ وطن” وقال إنهم “في حل مني”، بينما ظهر الحلبوسي بعد ساعات من قرار الصدر وهو يوقع على استقالات نواب الكتلة الصدرية.

كما أعلن المرشح لرئاسة الوزراء جعفر الصدر عن انسحابه من الترشح عقب قرار الصدر، وذلك في تغريدة له قال فيها “حان وقت الاعتذار والانسحاب“.

الإطار التنسيقي من جانبه، عقد اجتماعا طارئا يوم أمس، وأصدر بيانا أكد فيه استمراره بالخطوات اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية والمضي في الحوارات مع القوى السياسية كافة لاستكمال الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة خدمة وطنية، فيما بين أنه كان يأمل أن يمضي مع جميع القوى السياسية لكنه يحترم قرار الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب.

وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، حليف الصدر في تحالف إنقاذ وطن، أعلن يوم أمس، أن بدلاء نواب الكتلة الصدرية سيكونون من الخاسرين الأعلى أصواتا في الدائرة الانتخابية، وفيما شدد على أن الانسداد السياسي لن يستمر في المرحلة المقبلة، أشار إلى أنه ستكون هناك تفاهمات مختلفة بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية، كما توجد رؤى مختلفة، منها تبحث عن توافق سياسي، ومنها عن أغلبية ومعارضة، وبعد استقالة الكتلة الصدرية ستمضي الأمور بشكل آخر.

كما علق رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني على قرار الصدر، قائلا في تغريدة يوم أمس، “إننا ننظر بقلق إلى آخر التطورات السياسية في العراق، نأمل ألا تكون هناك فوضى، وأن يكون مجلس النواب ممثلا لكل العراقيين”، داعيا في الوقت نفسه جميع الأحزاب الكردية إلى “الوحدة“.

يشار إلى أن رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، المنضوي في تحالف إنقاذ وطن بزعامة الصدر، كتب على تويتر أمس الأول، “تلقيتُ اتصالا من الصدر وأعربت له عن كامل احترامي وتقديري للتضحية الكبيرة التي يقدمها التيار الصدري من أجل الوطن ومن أجل إصلاح العملية السياسية.. ‏معالجة خطايا النظام السياسي في العراق ضرورة وطنية نتفق عليها مع كل من يؤمن بالوطن، وسنواصل حواراتنا من أجل هذا الهدف“.

إلى ذلك، يبين عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني لغاية الآن لم يصدر عنه موقف رسمي تجاه خطوة الصدر الأخيرة، فموقف الحزب مرهون باجتماع المكتب السياسي، ورؤية رئيس الحزب مسعود بارزاني“.

ويتابع أن “موقف الديمقراطي عندما يصدر سوف يتم إعلانه بشكل رسمي، ونحن ما زلنا ننتظر اجتماع المكتب السياسي، ليقرر الاستمرار بالعملية السياسية من عدمه“.

يشار إلى أن أنباء تسريت عن تشكيل الإطار التنسيقي وفدا للتفاوض مع الصدر، وأن اللقاء سيجري الأسبوع الحالي، لبحث أسباب استقالة نواب الكتلة الصدرية، كما أن الوفد من المفترض أن يقدم رؤية واضحة إلى الصدر بشأن تشكيل الحكومة الجديدة على أن يتم تشكيلها بعد َالعطلة التشريعية الحالية للبرلمان

يذكر أن محللين سياسيين أشاروا يوم أمس خلال حديثهم لـ”العالم الجديد”، إلى أن الصدر استخدم “ورقته الأخيرة”، ليؤكد لخصومه “جدية” تهديداته، فيما رجحوا انتقال المواجهة إلى الشارع، وسط تحذيرهم من صدام “شيعي-شيعي“.

وكان الحلبوسي والخنجر، وصلا إلى أربيل ظهر السبت الماضي، أي قبل 24 ساعة من قرار الصدر بسحب نواب كتلته من البرلمان، وأجريا لقاء مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ووفقا لبيان صدر عن مكتب الحلبوسي فإن اللقاء شهد تبادل الآراء حول الوضع السياسي للعراق وآخر تطورات العملية السياسية.

إقرأ أيضا