المرض يفتك بالسليمانية.. والأهالي يترقبون الحسم المختبري لتفشي الكوليرا 

ما تزال السليمانية تسجل إصابات بالقيء والإسهال وبعضها أدت للوفاة، وفيما تدور الشكوك حول انتشار…

ما تزال السليمانية تسجل إصابات بالقيء والإسهال وبعضها أدت للوفاة، وفيما تدور الشكوك حول انتشار مرض الكوليرا في المدينة، دعت الجهات الصحية في بغداد وإقليم كردستان إلى الوقاية مما يجري عبر النظافة وغلي الماء، وسط تضارب بشأن أعداد المصابين.

ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة في إقليم كردستان آسو حويزي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الإصابات بالإسهال والقيء بين الأطفال والكبار في السليمانية وغيرها من المدن يشتبه بأنها مرض الكوليرا، والتحاليل جارية لمعرفة مصدر هذه الإصابات”.

ويضيف حويزي أنه “تم اتخاذ إجراءات صحية ووقائية عديدة لمنع تفشي الكوليرا إذا ثبتت الإصابات بها، لغرض الحد منها خلال الأيام المقبلة، ومن تلك الإجراءات الرقابة الصحية الشديدة على المطاعم وغيرها”، داعيا السكان إلى “غلي الماء قبل استخدامه للشرب، وتخزين الطعام في الثلاجة، وغسل الفواكه والخضروات جيدا قبل تناولها، وغسل أيدي الأطفال بشكل متكرر، خاصة بعد استخدام المرحاض، وتنظيف المراحيض والحمامات، وعدم استخدام المناشف والأكواب والملاعق بشكل مشترك، وتجنب تناول الطعام في الخارج، وخاصة على العربات، وطهي اللحوم والأطعمة جيدا، فهذه إجراءات وقائية من مرض الكوليرا”.

ويوضح أن “عدد المصابين بالإسهال والقيء وصل لغاية اليوم إلى نحو 700 مصاب بينهم طفلان فارقا الحياة”، لافتا إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة مرض الكوليرا في حال تفشيه في كردستان، وتم تهيئة المؤسسات الصحية لمواجهة أي طارئ وهي جاهزة لاستقبال أي حالات مرضية”.

وكانت وزارة الصحة الاتحادية أعلنت، أمس السبت، عن وصول فريق طبي برئاسة مديرة المركز الوطني للوقاية والسيطرة على الأمراض الانتقالية، إلى السليمانية لمتابعة الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، وفيما أوضحت أنها ستصدر بيانا رسميا بشأن تطورات الموضوع في وقت لاحق، أشارت إلى أن ظهور الكوليرا في كل موسم أمر طبيعي.

يذكر أن وزير الصحة في إقليم كردستان سامان البرزنجي، أعلن أمس السبت، عن تسجيل إصابات بالأسهال والقيء بين الأطفال والكبار في مناطق متفرقة من الإقليم وليس في محافظة السليمانية، مؤكدا أن هناك احتمالية في تسجيل إصابات بالكوليرا ولدينا حالات يُشتبه بإصابتها بهذا الوباء.

وكانت صحة السليمانية، أعلنت نهاية أيار مايو الماضي، عن انتشار موجة من الإسهال والقيء بين الأطفال تصل إلى 40 بالمائة منهم لأسباب عدة بينها الإصابة بجائحة كورونا، فيما قدمت مجموعة نصائح للوقاية منه.

كما طلبت صحة السليمانية، الخميس الماضي، من إدارة قائممقامية المدينة حظر استخدام بعض أنواع الخضروات في الأسواق والمطاعم.

إلى ذلك، يؤكد علي البرزنجي، والد طفلين أصيبا بالإسهال والقيء في السليمانية، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بالإسهال والقيء خلال الساعات الماضية، وهذه الإصابات هي مرض الكوليرا بشكل شبه مؤكد كما أخبرنا الأطباء في المستشفيات”، مبينا أن “السبب الرئيس للإصابات بالإسهال والقيء هو الماء، فنحن في السليمانية يأتينا الماء من المشاريع كل ثلاثة أيام، وهذه الأزمة دفعت المواطنين إلى شراء الماء من الصهاريج أو حفر الآبار، وهذا هو السبب الرئيس للإصابات بالإسهال والقيء سواء كان مرض الكوليرا أو غيره”.

ويلفت البرزنجي، إلى أن “الإصابات بالإسهال والقيء كبيرة جدا، وهي أكثر من الرقم المعلن بأربع مرات، فهناك نحو 2000 إصابة لغاية اليوم، كما أن أغلبية المصابين بالإسهال والقيء لم يذهبوا إلى المستشفيات الرسمية وإنما يأخذون العلاج من الصيدليات”.

يشار إلى أن إدارة مستشفى جمال أحمد رشيد التخصصية للأطفال بمحافظة السليمانية، أعلنت يوم أمس، عن وفاة أول طفل بعد إصابته بالإسهال، قبل وصوله إلى المستشفى.

من جهتها، تقول عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة العراقية ربى فلاح خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مرض الكوليرا ليس بجديد على العراق، وهو التهاب معوي بسبب بكتيريا تنتقل إلى الإنسان عن طريق الماء أو الطعام والخضروات الملوثة، ومشاكل الصرف الصحي”.

وتبين فلاح، أن “ما يقارب 80 بالمائة من المصابين بمرض الكوليرا تظهر عليهم أعراض متوسطة، و20 بالمائة يصابون بأعراض شديدة قد تؤدي إلى الوفاة، وهذا يعتمد على تشخيص المرض، فأي مرض يتم تشخيصه بشكل مبكر تكون نسبة الشفاء منه عالية جدا، أما تأخر الشخص المصاب عن مراجعة المؤسسات الصحية المتخصصة فسيؤدي إلى تفاقم حالته وبلوغها مرحلة الخطر”.

وتشدد على أن “المؤسسات الصحية العراقية كافة قادرة على مواجهة الكوليرا ومتابعة الحالة الصحية لأي مصاب بهذا المرض، لكن تبقى الإجراءات الوقائية منه من خلال النظافة الشخصية وتعقيم الخضروات وعدم تناول أي طعام ملوث وغسل اليدين وطهي الأطعمة جيدا، هي الإجراءات الأهم لمنع تفشي المرض”.

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياها ملوثة، وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء، ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.

ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصا آخرين.

إقرأ أيضا