سياح الوسط والجنوب يتجاهلون الكوليرا ويواصلون التدفق نحو كردستان

لم تقف الكوليرا حائلا أمام دخول عشرات الآلاف من السياح إلى إقليم كردستان قادمين من…

لم تقف الكوليرا حائلا أمام دخول عشرات الآلاف من السياح إلى إقليم كردستان قادمين من مناطق وسط وجنوب العراق، كما تفيد الجهات الحكومية المعنية في الإقليم، غير أن عاملين في السياحة أشاروا إلى تأثر القطاع ولو بنسبة قليلة بسبب تفشي المرض، ولاسيما في السليمانية ذات العدد الأكبر من الإصابات.

ويقول مدير التنسيق السياحي في كردستان مصطفى سيروان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “انتشار الكوليرا لم يؤثر على السياحة في الإقليم، خصوصا وأن هناك أعدادا كبيرة تدخله في هذا الوقت”.

ويؤكد سيروان، أن “هناك إجراءات وقائية وصحية متبعة سواء في الفنادق أو الأماكن السياحية والمطاعم”، مشيرا إلى “تشكيل لجنة حكومية بهذا الخصوص، وبالتالي فإن المرض لم يكن ذا تأثير يذكر”.

ويوضح أن “الجهات السياحية الحكومية في كردستان سجلت منذ كانون الثاني يناير 2022 حتى اليوم دخول 3 ملايين سائح، والأعداد في تزايد”.

وكانت صحة السليمانية بدأت تعلن، بعد 10 حزيران يونيو 2022، إصابة المئات من السكان بحالات قيء وإسهال بشكل يومي، لكن من دون ذكر سبب واضح لذلك.

وفي الأيام التالية بدأت الجهات الصحية في كردستان تلمح إلى احتمال وجود انتشار للكوليرا، لكنها لم تؤكد الأمر وأشارت إلى أن الفحوصات جارية في المختبرات للتثبت من تفشي المرض.

وفي 20 حزيران يونيو 2022، أعلن وزير الصحة في كردستان سامان برزنجي رسميا تفشي الكوليرا في السليمانية مع وجود حالات مشتبه بها في مناطق أخرى من الإقليم، ثم أعلن محافظ أربيل أوميد خوشناو في اليوم ذاته، تسجيل 4 إصابات مؤكدة في المدينة فضلا عن 4 حالات مشتبه بها.

من جانبه، يقول مدير إحدى الشركات السياحية في بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “انتشار الكوليرا في كردستان أثر على موضوع السياحة، حيث انخفضت أعداد السياح بنسبة تصل إلى خمسة بالمئة، خصوصا في السليمانية، أما بالنسبة لأربيل فالوضع طبيعي”.

ويشير إلى أن “رحلاتنا لم تشهد تسجيل أي إصابة بالكوليرا، لكن يبقى هاجس الخوف موجود لدى بعض الأهالي من الذهاب إلى الإقليم”.

ويضيف مدير الشركة الذي رفض الكشف عن هويته، أن “أغلب حالات الاضطراب المعوي المسجلة بين زبائن شركتنا الذاهبين في سياحة إلى السليمانية ناتجة عن إصابتهم بنزلات برد، حيث أن جبل إزمر منطقة مرتفعة وتنخفض فيه درجات الحرارة كثيرا”.

وكانت عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة العراقية ربى فلاح، أبلغت “العالم الجديد”، في تقرير نشر قبل أيام، أن مرض الكوليرا ليس بجديد على العراق، وهو التهاب معوي بسبب بكتيريا تنتقل إلى الإنسان عن طريق الماء أو الطعام والخضروات الملوثة، ومشاكل الصرف الصحي.

يذكر أن الكوليرا هي عدوى بكتيرية تنقلها المياه ويمكن أن تنتشر بسرعة بين السكان، وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوث ببكتيريا الكوليرا، ويسبب المرض إسهالا لا يمكن السيطرة عليه، وإذا ترك من دون علاج يمكن أن يؤدي إلى الجفاف أو الوفاة.

ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصا آخرين.

وكان آخر ظهور للكوليرا في العراق في عام 2015، حيث تم تسجيل 1700 إصابة قبل أن تعلن وزارة الصحة في حينها السيطرة على المرض بشكل كامل.

يشار إلى أن العراقيين، وبعد عام 2003، توجهوا إلى السفر خارج البلاد بعد الانفتاح على دول الجوار ورفع القيود عن جواز السفر، وعودة الطيران ليغطي أغلب بلدان العالم، لكن الكثير منهم يلجأون إلى السياحة الداخلية، وتحديدا في كردستان.

ووفقا لإحصاءات العام 2021، فقد تم تسجيل أكبر عدد من السائحين الوافدين إلى إقليم كردستان بواقع أكثر من أربعة ملايين سائح، بزيادة قدرها 525 في المئة في عدد السياح على مدى السنوات السبع الماضية.

ويعد إقليم كردستان، من أهم المناطق السياحية في العراق، ويتجه لمدنه أغلب العراقيين سواء في المناسبات والعطل الرسمية أو أيام الصيف، هربا من ارتفاع درجات الحرارة في الوسط والجنوب، ولتوفر مدن الإقليم على مناطق سياحية طبيعية، منها الشلالات والجبال والمساحات الخضر الواسعة.

إقرأ أيضا