“العالم الجديد” تكشف عن وصول رادارات أمريكية وفرنسية للعراق.. فما دورها؟

كشف مصدر مطلع عن وصول خمسة رادارات متطورة إلى موانئ أم قصر في البصرة، فيما…

كشف مصدر مطلع عن وصول خمسة رادارات متطورة إلى موانئ أم قصر في البصرة، متوقعا وصول وجبة أخرى في تشرين الأول أكتوبر المقبل، بناء على تعاقدات أبرمتها بغداد سابقا لشراء تلك الرادارات من الولايات المتحدة وفرنسا، الأمر الذي عزاه خبير أمني لتأمين المناطق غير المغطاة راداريا في الوقت الحالي، إضافة إلى كونها وسيلة مهمة لمنع أي خرق لأجواء العراق.

ويقول مصدر أمني مطلع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “خمسة رادارات متطورة وصلت إلى موانئ البصرة مستوردة من الولايات المتحدة وفرنسا”.

ويضيف المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن “إجراءات نقل وتنصيب الرادارات جارية وفق السياقات الطبيعية”، مبينا أنه “سيتم نقلهن بسيارات خاصة ترافقها أرتال عسكرية وطيران جوي لحمايتهن”.

ويشير إلى أن “تشرين الأول أكتوبر المقبل سيشهد وصول وجبة أخرى من تلك الرادارات”، لافتا إلى أنها “قادرة على اكتشاف جميع أنواع الطائرات المخترقة للأجواء العراقية لاتصافها بتقنيات حديثة ودقيقة”.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت في آذار مارس الماضي، عن موعد تسلم العراق لرادارات متطورة كان قد تعاقد على استيرادها للكشف عن التحركات منخفضة الارتفاع، سواء من قبل الطائرات أو الصواريخ.

ووفقا للتقرير السابق لـ”العالم الجديد” فإن لدى العراق العديد من منظومات الدفاع الجوي، بعضها موجود في المراقد الدينية والمناطق الحساسة والمطارات، وهي أغلبها روسية وأمريكية، إلا أن هذه المنظومات لا تكشف الطائرات المسيرة والصواريخ منخفضة الارتفاع.

وكان قائد الدفاع الجوي العراقي الفريق الركن معن السعدي، قد كشف في كانون الثاني يناير 2022، عن تعاقد العراق على شراء منظومة كشف راداري متطورة، وأنها ستدخل الخدمة في العام الحالي، غير أنه لم يبين منشأها.

من جهته، يرى الخبير الأمني عماد علو خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “السيطرة على الأجواء لا تكتمل إلا من خلال رؤية ما يحصل من خلال كوادر عراقية، وهذه الرادارات ستؤمن المناطق التي لا تغطيها الرادارات المستخدمة حاليا من قبل قيادة الدفاع الجوي، والتي في معظمها رادارات مدنية”.

ويوضح علو، أن “الرادارات الجديدة ستكون تحت سيطرة كوادر متخصصة وتوفر القابلية على بعث إنذار بشأن أي خرق جوي في أي اتجاه”، مؤكدا أن “السيطرة على الطيران، وحتى طيران الجيش، لا تتم بدقة كاملة من دون الرادارات وتوجيه قائد الطائرة إلى أماكن العدو”.

ويتابع “الرادارات وسيلة لتوجيه طائرات القوة الجوية نحو الأهداف الجوية المعادية التي تريد اختراق الأجواء العراقية، لذلك فإن وجودها ضروري لتأمين السيادة على الأجواء العراقية ومنظومة الدفاع الجوي والقوة الجوية العراقية”.

ولم تتوقف الهجمات الصاروخية على مواقع القوات الأجنبية والدبلوماسية منذ سنوات، لكنها منذ مطلع 2020 وعقب حادثة المطار، ارتفعت وتيرتها في ظل تشكيل فصائل مسلحة “وهمية” وإعلان الفصائل الأساسية المنتمية للحشد الشعبي براءتها من هذه الفصائل الجديدة، وقد نفذت هذه الفصائل 76 عملية استهداف طيلة العام الماضي، بحسب إحصائية أعدتها “العالم الجديد”.

كما استهدفت صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، مطار بغداد الدولي والقنصلية الأميركية في أربيل بشكل مستمر، فضلا عن استهداف منزل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وأثارت جميع هذه الاستهدافات ردود فعل دولية منددة، خاصة وأن هذه الاستهدافات لم تصد كما يجري في السفارة الأميركية، حيث تتمكن منظومة “السيرام” فيها من صد الصواريخ في الجو.

يشار إلى أن فرنسا تسعى إلى أخذ دور في العراق، على الصعيد الأمني والاقتصادي، خاصة وأنه بالتزامن مع زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى بغداد في 27 آب أغسطس 2020، كشف مسؤولون بوزارة الجيوش أن “باريس قلقة بسبب عودة ظهور التنظيم الذي يستفيد من الضبابية السياسية في العراق والتنافس بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة”، كما نقل ذلك راديو “مونت كارلو الدولي” الفرنسي، حينها.

وفي آب أغسطس 2021، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بغداد، وأجرى جولة في محافظة نينوى، حيث زار مدينة الموصل، وذلك عقب ختام أعمال مؤتمر بغداد، وكان من المفترض أن يزور مدينة سنجار أيضا، إلا أنه وبحسب الأنباء في حينها، فإن معلومات وردت عن نية تركيا تنفيذ ضربات في المدينة، ما حال دون ذهابه إليها.

يشار إلى أن خبراء في الأمن أكدوا سابقا أن الكثير من منظومات الدفاع الجوي الموجودة في العراق، هي من الأجيال القديمة، وأغلبها روسية الصنع، وذات مديات قصيرة توفر حماية للمناطق الحساسة، إضافة إلى بعض المعابر الأساسية التي نصبتها وزارة الدفاع، وهي ذات منشأ مختلف، فبعضها روسي والبعض الآخر غربي من فرنسا، ولكن في مجملها توفر مديات ذات حماية محدودة لبعض المناطق التي يجب توفير الحماية لها.

إقرأ أيضا