فيزا تركيا.. استغلال للسواح العراقيين وصمت حكومي

مع رفع أنقرة لأسعار سمة الدخول على العراقيين بما فيها ثمن التأمين الصحي، يفاجأ مئات…

مع رفع أنقرة لأسعار سمة الدخول على العراقيين بما فيها ثمن التأمين الصحي، يفاجأ مئات الآلاف من العراقيين المغادرين إلى تركيا، للسياحة أو الإقامة أو العلاج، بأن التأمين غير معترف بها عند التعرض لأي طارئ صحي.

ويقول محمد الشمري، صاحب شركة سياحة، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الإقبال الكبير من العراقيين على السفر إلى تركيا هو ما حفز السلطات التركية على رفع سعير التأشيرة ووضع شروط تعجيزية مثل طلب سند بيت”.

ويشير الشمري، إلى “عدم ملاحظة وجود تذمر من الراغبين بالسفر إلى تركيا من القرار الأخير، والوضع طبيعي جدا”، لافتا إلى أن “الميسورين لم يسمعوا أصلا بالزيادة ولم يسألوا عنها”.

وكانت “العالم الجديد” قد رصدت في آب أغسطس 2021، صعوبة الحصول على سمة دخول تركيا، عبر توجه مراسلها إلى مركز منح سمة الدخول المرتبط بالسفارة التركية، مستعرضة كافة الصعوبات و”الإذلال” الذي يتعرض له المواطن العراقي عند باب المركز، فضلا عن الأوراق الرسمية التي يتم طلبها.

وبدأت تركيا بتشديد سمة الدخول مع بداية موسم الصيف الماضي، وهو الموسم السياحي الأهم بالنسبة لها، ما أثار تساؤلات في حينها، نظرا لأعداد العراقيين الكبيرة التي تتجه لتركيا في كل موسم صيف.

وكان السفير التركي في بغداد علي رضا، كشف مطلع الشهر الحالي، عن إصدار 7 آلاف سمة دخول “فيزا” يوميا للعراقيين، قائلا على تويتر، إن “تركيا⁩ هي الاختيار الأول لإخواننا العراقيين لقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك.. نصدر أكثر من 7000 تأشيرة في اليوم… لم تخطئ في القراءة (في اليوم)”.

التأمين خدعة

يجبر السائح العراقي على دفع ثمن التأمين الصحي البالغ 75 دولارا، مضاف إلى سعر سمة الدخول التي ارتفعت إلى 60 دولارا، لكن عبد الله محمد، وهو عراقي مقيم في تركيا يؤكد لـ”العالم الجديد”، أن “التأمين الصحي عبارة عن خدعة كبيرة، فهو قرار أقرته السلطات التركية خلال تفشي كورونا وألزمت القادمين إليها به، تحسبا لتعرضهم للإصابة، ليسهل علاجهم بالمستشفيات، لكنه في الحقيقة لا يعمل”.

ويوضح محمد، أن “التأمين الصحي لا يعمل حتى لدى المقيمين في تركيا، وهناك نوع واحد يعمل وهو الدفع الشهري، ولا نعلم هل الخلل في شركات التأمين أم في غيرها”، مبينا أن “المقيم في تركيا عليه تجديد التأمين الصحي مع تجديد الإقامة، وهنا نشتري أرخص تأمين ليكون شكليا فقط من دون الاستفادة منه”.

يذكر أن وزارة السياحة التركية، أعلنت قبل أيام أن قيمة الإنفاق الكلية للزائرين العراقيين خلال الربع الأول  من السنة الحالية بلغت 192.5 مليون دولار أمريكي، بارتفاع بلغت نسبته 48 بالمائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

ووفقا للوزارة فإن الإيرادات من الزائرين العراقيين مثلت ما نسبته 3.5 بالمائة من مجمل إيرادات تركيا السياحية والبالغة خلال الربع الأول من السنة 5.5 مليار دولار أمريكي.

وارتفع عدد الزائرين العراقيين لتركيا في الربع الأول من السنة الحالية بنسبة 113 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ مجموع الزائرين العراقيين 215 ألف زائر في الأشهر الثلاثة الأولى من 2022 مقارنة بـ100 ألف زائر في الربع الأول من 2021.

تذمر

يعبر المواطن أمير جعفر، الذي سيسافر لتركيا بهدف السياحة في الأيام المقبلة، عن تذمره من عدم تدخل الجهات العراقية لحماية المواطن العراقي من الاستغلال.

ويقول جعفر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحكومة العراقية غير آبهة بالمواطن، فالأجدر بها أن تتحرك دبلوماسيا لمخاطبة الجانب التركي، لتخفيض أجور الفيزا والتأمين الصحي وتسهيل الإجراءات، وليس تركها ترفعها بشكل مستمر”.

ويؤكد “أنا شخصيا سأذهب مع عائلتي، وفارق السعر هو 60 دولارا، وفي الأساس هي مرتفعة، حيث كل فيزا تكلف 130 دولارا، بعد أن كانت قبل سنوات نحو 50 دولارا”.

يذكر أن العراقيين غالبا ما يتصدرون قائمة شراء العقارات في تركيا طيلة السنوات الماضية، وبحسب آخر الاحصائيات التي تصدر عن مختلف المؤسسات التركية، فأن العراق يحتل المراتب الأولى باستيراد مختلف المواد من قبيل الملابس والأثاث والخضار.

يشار إلى أن جهاز الإحصاء التركي، نشر قبل أيام تقريرا، كشف فيه عن ارتفاع قيمة استيرادات العراق من تركيا للربع الأول من السنة الحالية بنسبة 27 بالمئة مقارنة مع الربع الأول من 2021، لتصل قيمة المواد المستوردة الى 2.7 مليار دولار، فيما ارتفعت قيمة الأغذية المستوردة بنسبة 63 بالمئة، بينما ارتفعت قيمة المشروبات والتبوغ بنسبة 101 بالمئة، فيما مثلت استيرادات العراق من الأغذية والحيوانات ما نسبته 32 بالمئة من مجمل الاستيرادات.

يذكر أن نسب الإنفاق للعراقيين في تركيا، توزعت، وفقا لوزارة السياحة التركية، بواقع 21 بالمئة للمأكل والمشرب و17 بالمئة للنقل والسفر و16 بالمئة لشراء الملابس و10 بالمئة للسكن.

إقرأ أيضا