مجددا.. انطفاء تام للكهرباء في ذروة الصيف ودعوة لفتح تحقيق عاجل

أثار انهيار منظومة الكهرباء أمس في جنوب العراق، المخاوف مجددا من تكرار هذه الظاهرة التي…

أثار انهيار منظومة الكهرباء أمس في جنوب العراق، المخاوف مجددا من تكرار هذه الظاهرة التي تحدث في كل صيف تقريبا مع زيادة الضغط على خطوط الطاقة، وفيما أكدت وزارة الكهرباء أن الخلل كان فنيا وخارج إرادتها، دعا نواب إلى فتح تحقيق عاجل بشأن ما جرى لضمان عدم تكرار الأزمة.

ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد العبادي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بإنه “في الدقائق الأولى لحصول العارض والخلل الفني، والذي أدى إلى إطفاء الطاقة الكهربائية في البصرة وميسان وواسط وذي قار، استنفرت ملاكات الوزارة لإرجاع الخطوط التي خرجت عن الخدمة بأسرع وقت ممكن، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة”.

ويبين العبادي أن “ملاكات وزارة الكهرباء تمكنت بسرعة كبيرة من معرفة الخلل وعملت على إرجاع جميع خطوط الطاقة للعمل كما كان سابقا، وهناك مناطق كثيرة في هذه المحافظات الأربع عادت إليها الكهرباء، وسوف تعود لباقي المناطق بشكل تدريجي”.

ويوضح أن “العارض الفني خارج عن الإرادة، ووزارة الكهرباء تعمل حاليا على منع حصول هكذا عوارض فنية من خلال عمليات الإدامة والصيانة لكافة خطوط النقل والإنتاج، والعمل مستمر من دون توقف لإعادة جميع خطوط إلى العمل بشكل طبيعي، وستكون هناك إجراءات من قبل وزارة الكهرباء لمنع تكرار هكذا عوارض في قادم الأيام، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة في عموم البلاد”.

وكانت محافظات واسط والبصرة وميسان وذي قار، تعرضت يوم أمس إلى إطفاء تام للطاقة الكهربائية، وبحسب مديرية توزيع كهرباء واسط، فأن الإطفاء ناجم عن توقف محطة إنتاج الزبيدية بالكامل جراء عارض فني، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محافظات الجنوب بالكامل.

وكان العام الماضي شهد، وللمرة الثالثة منذ العام 1990، انطفاء المنظومة الكهربائية في العراق انطفاء شاملا، لكنه الأول من نوعه من دون حروب، وقد عزي في حينها إلى توقف خط 400 المسيب عن العمل.

من جانبه، يبين مصدر مسؤول في شركة إنتاج الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الكهرباء انقطعت عن أربع محافظات هي واسط وميسان والبصرة وذي قار بسبب عارض فني، وبدأت تعود بشكل تدريجي لهذه المحافظات”.

ويضيف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “العارض الفني حصل بسبب زيادة الإنتاج في محافظة واسط والتعامل الخاطئ مع الزيادة، ما أدى إلى حدوث خلل فني في خط 400 نتيجة الحمولة وارتفاع درجات الحرارة”.

ويشير إلى أن “شركة إنتاج الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، أرسلت لجنة تحقيق إلى واسط لمعرفة أسباب زيادة الإنتاج من دون علم مسبق ومن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا العمل، الذي أدى الى إيقاف منظومة الكهرباء في أربع محافظات جنوبية مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة”.

وكان المستشار التجاري في السفارة الصينية لدى العراق كشف سابقا، وخلال حديثه في مؤتمر صحفي حضرته “العالم الجديد”، عن إنجاز الشركات الصينية محطة واسط الحرارية، التي تعتبر أول محطة أنجزت بعد 2003 في العراق، والتي تسد 70 بالمئة من احتياجات بغداد من الطاقة الكهربائية، وتسد 30 بالمئة من احتياجات العراق بمجمله من الطاقة.

ومنذ العام 2003 ولغاية اليوم، لم تشهد الطاقة الكهربائية في العراق أي تحسن ملحوظ، وفي كل صيف تتجدد التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة.

كما أن ملف الكهرباء أثار الجدل خلال إقرار الموازنة الاتحادية لعام 2021، حيث تضمنت تخصيصات “كبيرة” لصيانة المحطات، وبحسب أحد النواب، فقد تم رصد “هدر كبير” بأموال الصيانة منذ عام 2005 ولغاية العام الماضي.

في المقابل، يشدد عضو لجنة الطاقة والكهرباء البرلمانية علي شداد الجوراني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، على أن “وزارة الكهرباء مطالبة بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الخلل الفني، الذي أدى إلى قطع تام للطاقة في أربع محافظات ومع هذا الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، ومحاسبة أي شخص أو جهة مقصرة أو متسببة بهذا الخلل”.

ويلفت الجوراني إلى أن “على وزارة الكهرباء تشديد الإجراءات على محطات التوليد في المحافظات، لمنع أي تلاعب في توزيع الطاقة والإنتاج، لمنع حصول أي عوارض وخلل فني في محطات التوليد، كما حصل اليوم، فخلل اليوم وفق المعلومات سببه زيادة الإنتاج في بعض المحطات من دون علم وزارة الكهرباء”.

ويضيف الجوراني أنه “مع بدء أعمال اللجان البرلمانية، سوف تقوم لجنة الطاقة والكهرباء باستضافة الكادر المتقدم لوزارة الكهرباء، إضافة إلى المسؤولين في شركة إنتاج الطاقة الكهربائية لوضع ضوابط صارمة وإجراءات تمنع حدوث مثل هكذا عوارض فنية مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، كما سنعمل على إصدار توصيات برلمانية تكون ملزمة للجهات التنفيذية”.

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، قد شارك في قمة جدة بالسعودية، في 16 تموز يوليو الحالي، وعقد اجتماعات ثنائية مع أغلب قادة دول القمة، وعقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن الأخير في مؤتمر صحفي عن الاتفاق على ربط شبكة كهرباء العراق بشبكة مجلس التعاون الخليجي عبر السعودية والكويت، وبعد المؤتمر وقع العراق والسعودية اتفاقية الربط.

وتعاني أغلب المحطات الكهربائية في العراق من التقادم، ولجأ العراق إلى استيراد الطاقة الكهربائية من إيران، ويحصل بصورة دورية على استثناء من العقوبات الأميركية المفروضة عليها لاستمرار الاستيراد، ودفع في العام 2020 مبلغ 400 مليون دولار لإيران، وهو ما يمثل نصف مستحقاتها عن تصديرها الكهرباء له.

إقرأ أيضا