بارزاني وطالباني.. اجتماع غير حاسم و3 خيارات مطروحة

بعد اجتماع لمدة ساعتين، لم يخرج رئيسا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين بحلول لحسم منصب رئيس الجمهورية، لكن…

بعد اجتماع لمدة ساعتين، لم يخرج رئيسا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين بحلول لحسم منصب رئيس الجمهورية، لكن قياديين في الحزبين، أظهرا تفاؤلا بشأن الاجتماع واعتبراه مفتاحا لحلحلة الأزمة، فيما كشف مصدر مطلع عن ثلاثة محاور ناقشها الاجتماع مثلت خيارات الطرفين في المرحلة المقبلة.

ويقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اجتماع زعيم الحزب مسعود بارزاني مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني كان إيجابيا، وهو يهدف إلى إعادة قنوات الحوار والتفاوض بين الطرفين لحسم ملف رئاسة الجمهورية”.

ويبين سلام، أن “الاجتماع لم يحسم الملف، لكنه فتح باب الحوار لحسمه باتفاق وتوافق الطرفين على مرشح واحد، وستكون هناك اجتماعات مستمرة خلال الساعات المقبلة لحسم هذا الملف”.

ويلفت إلى أن “الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني عازمان على الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن منصب رئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين، ونتائج الحوارات والمفاوضات المرتقبة بين الحزبين في الساعات المقبلة ستكون هي الفاصلة لحسم هذه القضية بالتوافق أو استمرار الخلاف بشأنها من دون حلول”.

وكان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، اجتمعا يوم أمس في أربيل، لبحث ملف اختيار رئيس الجمهورية.

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، دخلا في صراع كبير بعد إجراء الانتخابات النيابية في تشرين الأول أكتوبر الماضي، حول منصب رئيس الجمهورية، إذ طالب الحزب الديمقراطي بهذا المنصب لأنه صاحب العدد الأكبر من المقاعد النيابية بين بقية الأحزاب الكردية، في وقت يصر الاتحاد الوطني على أن يكون المنصب من حصته، نظرا لتقاسم المناصب القائم، حيث يسيطر الحزب الديمقراطي على مناصب الإقليم فيما تذهب رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني، وهذا متفق عليه منذ عام 2003.

جدير بالذكر، أن الاتحاد رشح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذي تسبب بخلاف كبير مع الديمقراطي، الرافض لترشيح صالح، ويصر على ترشيح ريبر أحمد للمنصب، الذي اختاره بديلا عن هوشيار زيباري بعد أن ألغت المحكمة الاتحادية ترشيحه بناء على دعوى قدمت من قبل أطراف مقربة من الإطار التنسيقي.

من جانبه، يشير القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “الاجتماع بين بارزاني وطالباني استمر أكثر من ساعتين، وكان هناك حوار وتفاهم إيجابي بين الطرفين، وقد شددا على ضرورة استمرار الحوارات لحين الوصول إلى تفاهمات نهائية بشأن أزمة منصب رئيس الجمهورية”.

ويضيف السورجي أن “الأيام المقبلة ستشهد اجتماعات متواصلة بين الطرفين عبر المكاتب السياسية واللجان التفاوضية، وربما يتكرر اجتماع الزعيمين، ونأمل الوصول إلى حل للأزمة في القريب العاجل”.

ويؤكد أن “هناك رغبة من الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني بالذهاب إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بشكل موحد، وهذا الأمر سيبقى رهن حصول الاتفاق بين الطرفين خلال الأيام القليلة المقبلة مع استمرار التفاوض والحوار”.

يذكر أن بارزاني اجتمع مطلع الشهر الحالي، مع أعضاء كتلة الحزب في مجلس النواب، ووفقا لبيان رسمي للمتحدثة باسم الحزب فيان دخيل، فإن بارزاني تطرق خلال الاجتماع إلى مسألة ضرورة التعامل مع الأطراف السياسية وفق بنود الدستور العراقي الاتحادي، وأن يتم التعامل مع أحزاب كردستان أيضا وفق الدستور، مؤكدة أن الحزب متمسك بمرشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، وأن جولة المفاوضات مع بقية الأطراف ستبدأ عقب انتهاء عطلة عيد الأضحى.

يشار إلى أن الاتحاد الوطني الكردستاني كشف سابقا لـ”العالم الجديد”، عن وجود وساطات من الجانب الإيراني وحتى الأميركي لحل الخلاف بشأن مرشح رئاسة الجمهورية بين الديمقراطي والاتحاد، لكنها بالإضافة إلى الوساطات الداخلية لم تتوصل إلى أي نتائج.

إلى ذلك، يكشف مصدر سياسي كردي مطلع خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اجتماع بارزاني وطالباني ناقش ثلاثة محاور، الأول قبول الديمقراطي بإعطاء منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد مقابل تغيير مرشحه برهم صالح”.

ويشير المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن “المحور الثاني تضمن إعطاء منصب رئيس الجمهورية للديمقراطي، مقابل منح جميع المناصب الوزارية في العاصمة بغداد الى الاتحاد الوطني، والمحور الثالث هو تقاسم الوزارات والمناصب في بغداد بين الحزبين على أن يكون مرشح رئاسة الجمهورية شخصية كردية من خارج الحزبين ولكنه مدعوم منهما”.

ويضيف أن “الاجتماع لم يتفق على أي محور من المحاور الثلاثة، فهذا الأمر يحتاج إلى تشاور مع المكاتب السياسية للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، ولذلك سيجتمع بارزاني وطالباني بالمكاتب السياسية لحزبيهما لمناقشة هذه المحاور والاتفاق على أي محور ممكن المضي فيه خلال الفترة المقبلة لحسم خلال رئاسة الجمهورية”.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هاجم رئيس الجمهورية برهم صالح في وقت سابق، عبر تغريدة قال فيها “من المخجل جدا جدا أن يرفض ما يسمى برئيس جمهورية العراق (برهم) التوقيع على قانون (تجريم التطبيع)، فيكون من المعيب على الشعب أن رئيسهم تطبيعي وغير وطني بل تبعي للغرب والشرق”.

وجاءت تغريدة الصدر آنذاك، بعد اجتماع لتحالف الثبات الوطني، الذي يضم الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني وتحالف العزم، والذي أكد فيه على دعمه لمرشح الاتحاد الوطني لمنصب رئيس الجمهورية، في حال عدم توصله لاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. 

إقرأ أيضا