خفايا مثيرة.. ما سر التزامن بين انقطاع الكهرباء وهجوم “مطيبيجة”؟

كشفت مصادر أمنية مطلعة عن خفايا هجوم تنظيم داعش على نقطة للشرطة الاتحادية في منطقة…

كشفت مصادر أمنية مطلعة عن خفايا هجوم تنظيم داعش على نقطة للشرطة الاتحادية في منطقة مطيبيجة على حدود ديالى، وفيما أشارت إلى أن التيار الكهربائي قطع لأول مرة عن النقطة الأمنية مع هروب الموظف الذي كان متواجدا في محطة الكهرباء، أفاد خبير أمني بأن هذا الفعل غير مستغرب، وأن تنظيم داعش لديه العديد من “التوابع” للقيام بهذا الدور.

ويقول مصدر أمني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الهجوم الذي نفذه داعش على نقطة أمنية في مطيبيجة بمحافظة صلاح الدين، ينطوي على العديد من الخفايا، فالكهرباء قطعت لأول مرة عن النقطة الأمنية من الساعة التاسعة مساء وحتى الواحدة بعد منتصف اللليل”.

ويضيف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “هناك توجيهات سابقة من قيادة العمليات لدائرة الكهرباء بمنع قطع التيار الكهربائي عن النقاط الأمنية، لكن الكهرباء قطعت قبل حدوث الهجوم بقليل وعادت بعد ذلك، خلافا للتوجيهات”، مبينا أن “الهجوم بدأ الساعة 11 ليلا واستمر لغاية الساعة 12:30، وبعدها عاد التيار الكهربائي”.

ويؤكد أن “المنتسبين في النقطة حاولوا التواصل مع الموظف الخفر في دائرة الكهرباء، لكن لم يرد على أي اتصال”، مضيفا أن “الاستخبارات فتحت تحقيقا بالحادث، وتحاول الوصول للموظف، لكنه اختفى ولم يعثر عليه لغاية الآن”.

وكانت نقطة تابعة للشرطة الإتحادية، في منطقة مطيبيجة بمحافظة صلاح الدين، تعرضت إلى هجوم فجر يوم أمس، أدى إلى مقتل 6 منتسبين وإصابة 7 آخرين، وقد استخدم داعش في الهجوم أسلحة قنص وأسلحة متوسطة.

وكان آخر هجوم نفذه داعش في ديالى، في حزيران يونيو الماضي، حيث هاجم بالأسلحة الخفية والقناص نقطة أمنية للشرطة في أطراف قرية الهاشميات شرقي ناحية هبهب، ما أسفر عن تدمير كاميرا حرارية تابعة للنقطة الأمنية.

يشار إلى أن تنظيم داعش قد شن هجمات بمحافظتي كركوك وديالى في أواخر أيار مايو الماضي، حيث هاجم ناحية جلولاء في ديالى، بقذائف الهاونات وأسلحة القنص ما أدى مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.

وتعليقا على الأمر، يقول الخبير الأمني حسين الكناني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هذه الحادثة تحتاج إلى تحقيق، وهو من مسؤولية القوات الأمنية لمعرفة الأسباب، كما أن الكل يعرف أن داعش يمتلك نفوذا كبيرا حتى في أغلب المؤسسات والوزارات، ولديه الكثير من العملاء، وإطفاء الكهرباء بالنسبة لهم ليس بالأمر المعقد، ويمكن لأي تابع لهم أن يقوم بهذا الدور”.

ويشير الكناني بالقول “من حيث الإمكانية فإن التنظيم يمتلكها، وهي ليست بالجديدة، فعادة ما استخدموا الكثير من آليات الدولة وغيرها من الكتب الرسمية”.

يذكر أن أبرز عمليات داعش جرت خلال كانون الثاني يناير الماضي، وتمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت إلى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

يشار إلى أن العمليات الأمنية لم تتوقف منذ إعلان الانتصار على داعش عام 2017 ولغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من عناصر التنظيم، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر داعش وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.

بالمقابل، فإن نشاط تنظيم داعش تراجع كثيرا في الأشهر الماضية، وخاصة بعد مقتل زعيمه عبد الله قرداش بضربة أمريكية في سوريا، وبقي نشاطه مقتصرا على هجمات متفرقة في محافظات محددة منها ديالى وكركوك.

وكانت “العالم الجديد” سلطت الضوء سابقا، على العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، وعددها الكبير وأسباب عدم نجاحها بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، حيث عزا خبراء في الشأن الأمني الأمر إلى استمرار داعش بكسب عناصر جديدة بما يملك من مغريات عديدة، يستهدف من خلالها شباب المناطق “المهمشة والمظلومة”، وبالتالي فلا تزال الحواضن موجودة، وتفرز خلايا جديدة، والقضاء عليها بحاجة لوقت طويل.

يشار إلى أن تنظيم داعش، كان قد اختار في 10 آذار مارس الماضي، “أبا الحسن الهاشمي القرشي”، زعيما جديدا للتنظيم، خلفا لعبد الله قرداش، الذي قتل في 3 شباط فبراير الماضي في سوريا، بعملية عسكرية أمريكية، ساهم العراق فيها عبر تزويد واشنطن بالمعلومات.

إقرأ أيضا