تراجع أعداد السائحين.. جدل بين بغداد وأربيل بشأن “الأماكن الخطيرة”

منذ القصف التركي الأخير لمحافظة دهوك، شهدت الأخيرة تراجعا حادا بتوجه السائحين، فضلا عن تناقص الرحلات…

منذ القصف التركي الأخير لمحافظة دهوك، شهدت الأخيرة تراجعا حادا بتوجه السائحين، فضلا عن تناقص الرحلات المتجهة إلى تركيا، فيما سجلت حكومة إقليم كردستان اعتراضها على بيان وزارة الثقافة والسياحة والآثار الرامي لتحديد الأماكن الخطرة من عدمها داخل الإقليم، كونه أمرا لا يمكن إجراؤه من دون تنسيق مشترك، نافية تسلمها أي بلاغ بشأن ذلك من بغداد.

ويقول مدير التنسيق السياحي في كردستان مصطفى سيروان خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أعداد السياح لم تنخفض في إقليم كردستان ولم تتأثر بالقصف التركي الأخير، لكن من الممكن ملاحظة ذلك في محافظة دهوك التي شهدت القصف”.

ويضيف سيروان، أن “البعض قد يتخوف من الذهاب إلى دهوك، فيضطرون لتغيير وجهاتهم السياحية إلى أربيل أو السليمانية”.

ويتابع أن “ما حصل أمر مؤسف، ونحن ندين هذا التصرف الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء، وهو بشكل عام مكان سياحي ترفيهي وليس مقرا لأي جهة”.

وبشأن تحديد الأماكن السياحية غير الآمنة في إقليم كردستان من قبل وزارة الثقافة والسياحة والآثار، يوضح سيروان، أن “الوزارة الاتحادية لا تملك حق التحكم بمناطق إقليم كردستان السياحية، وإذا ما أرادت ذلك، فلا يتم إلا بالتنسيق مع سياحة الإقليم”، نافيا “وصول أي شيء بهذا الخصوص حتى الآن”.

وأعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أمس الأحد، إعادتها النظر بشأن المناطق السياحية في شمال البلاد، وإجراء مراجعة شاملة وتحديد مستوى الأمان بعد حادثة قصف دهوك، نافية أية اتفاقات سياحية بين المركز والإقليم، كون جميع المواقع السياحية تقع في بلد واحد.

وكان مصيف سياحي في قرية برخ التابعة لقضاء زاخو بمحافظة دهوك، تعرض إلى قصف مدفعي في 20 تموز يوليو الحالي، أصاب وأودى بحياة 31 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال، وسط تأكيدات شهود عيان في المنطقة بأن هذا المصيف يقع عند حدود زاخو وتحيط به نقاط القوات التركية، ولا يشهد أي نشاط إرهابي من قبل أي جماعة.

من جهته، يبين حسام محسن، صاحب إحدى شركات السياحة في بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عدد الرحلات إلى إقليم كردستان انخفض بشكل كبير، وخصوصا دهوك”.

ويعزو محسن انخفاض عدد الرحلات إلى “القلق والخوف من تكرار عمليات القصف، إضافة إلى التضامن مع المواقف الشعبية التي طالبت بضرورة أخذ مواقف حاسمة ووقف ما يجري من انتهاكات مستمرة”.

وكان مسؤول في إقليم كردستان، كشف لـ”العالم الجديد”، في حزيران يونيو الماضي، عن تسجيل دخول 3 ملايين سائح للإقليم منذ كانون الثاني يناير 2022، على الرغم من تفشي مرض الكوليرا في الإقليم.

يشار إلى أن العراقيين، وبعد عام 2003، توجهوا إلى السفر خارج البلاد بعد الانفتاح على دول الجوار ورفع القيود عن جواز السفر، وعودة الطيران ليغطي أغلب بلدان العالم، لكن الكثير منهم يلجأون إلى السياحة الداخلية، وتحديدا في إقليم كردستان.

ووفقا لإحصاءات العام 2021، فقد تم تسجيل أكبر عدد من السائحين الوافدين إلى إقليم كردستان بواقع أكثر من 4 ملايين سائح، بزيادة قدرها 525 في المئة في عدد السياح على مدى السنوات السبع الماضية.

ويعد إقليم كردستان، من أهم المناطق السياحية في العراق، ويتجه لمدنه أغلب العراقيين سواء في المناسبات والعطل الرسمية أو أيام الصيف، هربا من ارتفاع درجات الحرارة في الوسط والجنوب، ولتوفر مدن الإقليم على مناطق سياحية طبيعية، منها الشلالات والجبال والمساحات الخضر الواسعة.

تراجع الرحلات إلى تركيا

وفي السياق ذاته، يشير محمد أحمد، صاحب إحدى شركات السياحة في بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “عدد الحجوزات إلى تركيا انخفض بشكل ملحوظ بعد القصف على إقليم كردستان والذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى”.

ويلفت أحمد إلى أن “العديد من  الشركات قطعت رحلاتها بشكل تام مع تركيا، كما أن فرق الحجوزات واضح بين فترة ما قبل القصف التركي وما بعده، وهو سبب رئيس في تراجع الرحلات إلى تركيا”.

وارتفع عدد الزائرين العراقيين لتركيا في الربع الأول من السنة الحالية بنسبة 113 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ مجموع الزائرين العراقيين 215 ألف زائر في الأشهر الثلاثة الأولى من 2022 مقارنة بـ100 ألف زائر في الربع الأول من 2021.

يذكر أن وزارة السياحة التركية، أعلنت قبل أيام أن قيمة الإنفاق الكلية للزائرين العراقيين خلال الربع الأول من السنة الحالية بلغت 192.5 مليون دولار أمريكي، بارتفاع بلغت نسبته 48 بالمئة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

ووفقا للوزارة فإن الإيرادات من الزائرين العراقيين مثلت ما نسبته 3.5 بالمائة من مجمل إيرادات تركيا السياحية والبالغة خلال الربع الأول من السنة 5.5 مليار دولار.

وشهدت بغداد وبعض المحافظات تظاهرات غاضبة، أمام السفارة والقنصليات التركية، مطالبة بقطع العلاقات بين البلدين وإعادة السفراء، الأمر الذي ترجمته وزارة الخارجية، إلى بيان وشكوى تقدمت بها إلى مجلس الأمن الدولي.

إقرأ أيضا