“العالم الجديد” تكشف خارطة توزيع الرادارات الجديدة.. وخبراء: العدد غير كاف

بعد كشف “العالم الجديد”، عن وصول عدد من الرادارات أمريكية وفرنسية المنشأ إلى البلاد، توضح…

بعد أن كشفت “العالم الجديد”، عن وصول رادارات أمريكية وفرنسية المنشأ إلى البلاد، توضح مصادر أمنية رفيعة، خارطة توزيعها على المحافظات، وفقا لخطة تتم من خلالها تغطية المساحة العراقة، من كافة الاتجاهات، لكن خبراء قللوا من فعاليتها في مواجهة الأخطار، لأسباب عدة، أبرزها أن تلك الرادارات ليست حديثة، بالإضافة إلى قلة عددها، منوهين إلى أن البلاد بحاجة لنحو 40 رادارا متطورا وقوة جوية حديثة لتغطية كل المساحة المطلوبة.
 

ويقول مصدر أمني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “عدد الرادارات التي وصلت إلى العراق تبلغ خمسة، وهي فرنسية وأمريكية الصنع، سيتم توزيعهن على بعض المحافظات”.

ويوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “رادارا سينصب في محافظة الديوانية، بينما سيتم نصب الثاني في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، فيما سيتم نصب الثالث في البصرة والرابع في الموصل، أما الرادار الخامس، فهو أمريكي وسيتم نصبه في كركوك”، لافتا إلى أن اختيار هذه المحافظات، خضع لأمور فنية بحتة هدفها تغطية أكبر مساحة للبلاد”.

وكانت “العالم الجديد” كشفت مطلع تموز يوليو الحالي، عن وصول خمسة رادارات متطورة إلى موانئ أم قصر في البصرة، على أن تصل وجبة أخرى في تشرين الأول أكتوبر المقبل، بناء على تعاقدات أبرمتها بغداد سابقا لشراء تلك الرادارات من الولايات المتحدة وفرنسا، الأمر الذي عزاه خبير أمني لتأمين المناطق غير المغطاة راداريا في الوقت الحالي، إضافة إلى كونها وسيلة مهمة لمنع أي خرق لأجواء العراق.

وكشفت “العالم الجديد” في آذار مارس الماضي، عن موعد تسلم العراق لرادارات متطورة كان قد تعاقد على استيرادها للكشف عن التحركات منخفضة الارتفاع، سواء من قبل الطائرات أو الصواريخ.

ووفقا للتقرير السابق لـ”العالم الجديد”، فإن لدى العراق العديد من منظومات الدفاع الجوي، بعضها موجود في المراقد الدينية والمناطق الحساسة والمطارات، وهي أغلبها روسية وأمريكية، إلا أن هذه المنظومات لا تكشف الطائرات المسيرة والصواريخ منخفضة الارتفاع.

إلى ذلك، يبين الخبير الأمني فاضل أبو رغيف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “تم توزيع العراق جغرافيا بالنسبة للمناطق الاتحادية شمالا وجنوبا ووسطا حتى تكون المسافات والمساحات غير متباعدة لضمان قدرة الرادارات على تغطية هذه المساحة الجوية بطريقة تتناسب وحجم التحدي، بمعنى أن مدى الرادار بالقرب من 80 كلم أو 250 كلم يقسم على حدود مساحة الحكومة الاتحادية التي تبدأ من مناطق الموصل، وتنتهي غربا في الأنبار ووسطا في النجف والسماوة والديوانية، وجنوبا في البصرة وميسان، لتكون هذه المسافات ملتصقة ومتساوية للحؤول دون ترك أي مسافة قد تفلت من زمامها أي طائرة متسللة أو خرق الأجواء في السماء العراقية”.

ويشير أبو رغيف، إلى أن “المنظومة الدفاعية العراقية كانت ولا زالت مترهلة في ما يتعلق بامتلاكها فقط منظومة البانتسير، وهي منظومة لا تلبي حجم ورغبة التحدي الذي يمر به العراق، لذلك فإن هذه الرادارات ليست متطورة لتكافئ رادارات S300 أو S400 أو S500 أو حتى منظومة الباتريوت، فهي أقل بكثير من هذا الجيل، لأن مثل هذه الرادارات المتطورة جدا تحتاج إلى توافقات سياسية إقليمية ودولية لشرائها”، مبينا أن “سيادة الدول تبدأ بالدفاع الجوي، وإذا افتقدت الدولة للدفاع الجوي المتين والرصين الذي يتمكن من اقتناص أي طائرة متسللة، فهي دولة تفتقر للسيادة”.

ولم تتوقف الهجمات الصاروخية على مواقع القوات الأجنبية والدبلوماسية منذ سنوات، لكنها منذ مطلع 2020 وعقب حادثة المطار، ارتفعت وتيرتها في ظل تشكيل فصائل مسلحة “وهمية” وإعلان الفصائل الأساسية المنتمية للحشد الشعبي براءتها من هذه الفصائل الجديدة، وقد نفذت هذه الفصائل 76 عملية استهداف طيلة العام الماضي، بحسب إحصائية أعدتها “العالم الجديد”.

كما استهدفت صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، مطار بغداد الدولي والقنصلية الأميركية في أربيل بشكل مستمر، فضلا عن استهداف منزل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وأثارت جميع هذه الاستهدافات ردود فعل دولية منددة، خاصة وأن هذه الاستهدافات لم تصد كما يجري في السفارة الأميركية، حيث تتمكن منظومة “السيرام” فيها من صد الصواريخ في الجو.

يشار إلى أن فرنسا تسعى إلى أخذ دور في العراق، على الصعيد الأمني والاقتصادي، خاصة وأنه بالتزامن مع زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى بغداد في 27 آب أغسطس 2020، كشف مسؤولون بوزارة الجيوش أن “باريس قلقة بسبب عودة ظهور التنظيم الذي يستفيد من الضبابية السياسية في العراق والتنافس بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة”، كما نقل ذلك راديو “مونت كارلو الدولي” الفرنسي، حينها.

من جهته، يذكر الخبير الأمني عماد علو خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “خمسة رادارات لا تكفي لتغطية كل المساحة العراقية أو المحيط العراقي، فالعراق يحتاج على الأقل 40 رادارا لتحقيق الكشف الراداري على طول الحدود أو الأجواء العراقية المحيطة به”، لافتا إلى أن “نشر هذه الرادارات سوف يكون بالاتجاهات التي تعتقد قيادة الدفاع الجوي بأنها تشكل تهديدا أو تشكل اتجاهات تهديد للأجواء العراقية، ولذلك سيكون افتتاح الرادارات في تلك المناطق، وأيضا لا ننسى أن الرادار سيكون عديم الفائدة إذا لم يكن مصاحبا لمنظومات دفاع جوي تستطيع التصدي للأهداف الجوية في حال كشفها من مسافات خارج الحدود وليس داخلها”.

ويتابع علو، أن “هياكل الأسلحة للطائرات تؤمن لها إطلاق أسلحتها لمديات بعيدة، ولذلك فإن الكشف يجب أن يكون خارج الحدود لتستطيع منظومة الدفاع الجوي التهيؤ والتصدي للأهداف الجوية المعادية، وكذلك لابد أن تكون هناك مسافة كشف كافية لوجود فترة زمنية للطائرات المتصدية للأهداف الجوية المعادية في حال إطلاق القوة الجوية العراقية أو منظومة الدفاع الجوي العراقي لطائرات متصدية فعالة تستطيع أن تخوض قتالا جويا ضد الطائرات الجوية المعادية”.

ويبين أن “طائرات إف.16 متعددة المهام وتستطيع أن تقوم بهذه العملية إضافة إلى أن  الطائرات الكورية الأخيرة أيضا تستطيع القيام بهذه العملية ولكن نحتاج إلى المزيد من الخبرة بالنسبة إلى الطيارين وبالنسبة إلى أعداد الطائرات وبالنسبة إلى افتتاح القواعد الجوية، فالطائرات بحاجة إلى أن تنتشر في قواعد جوية قريبة من أماكن انتشار الرادارات”.

ويوضح أن “اتجاه خريطة القواعد الجوية قبل عام 2003 هي اتجاه الشرق وعلى طول امتداد المساحة العراقية من الجنوب إلى الشمال، كما كانت لدينا قواعد باتجاه الغرب مثل قاعدة عين الأسد والحبانية والقيارة وقاعدة الإمام علي، والتي كانت مرتبطة بقواطع الدفاع الجوي الأول والثاني والثالث”، مضيفا أن “هذه المسألة تحتاج إلى إعادة تقييم للتحديات ومصادرها، وتحتاج إلى تخصيصات مالية كبيرة لشراء أنواع مختلفة من الطائرات لتكون القوة الجوية ومنظومة الدفاع الجوي بشكل كامل قادرة على تأدية مهمة السيطرة على الأجواء العراقية وحماية السيادة العراقية في الجو لتكون قوة رادعة لأي اختراق من قبل أي قوة معادية تحاول اختراق الأجواء العراقية”.

وفي آب أغسطس 2021، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بغداد، وأجرى جولة في محافظة نينوى، حيث زار مدينة الموصل، وذلك عقب ختام أعمال مؤتمر بغداد، وكان من المفترض أن يزور مدينة سنجار أيضا، إلا أنه وبحسب الأنباء في حينها، فإن معلومات وردت عن نية تركيا تنفيذ ضربات في المدينة، ما حال دون ذهابه إليها.

يشار إلى أن خبراء في الأمن أكدوا سابقا أن الكثير من منظومات الدفاع الجوي الموجودة في العراق، هي من الأجيال القديمة، وأغلبها روسية الصنع، وذات مديات قصيرة توفر حماية للمناطق الحساسة، إضافة إلى بعض المعابر الأساسية التي نصبتها وزارة الدفاع، وهي ذات منشأ مختلف، فبعضها روسي والبعض الآخر غربي من فرنسا، ولكن في مجملها توفر مديات ذات حماية محدودة لبعض المناطق التي يجب توفير الحماية لها.

وكان قائد الدفاع الجوي العراقي الفريق الركن معن السعدي، قد كشف في كانون الثاني يناير 2022، عن تعاقد العراق على شراء منظومة كشف راداري متطورة، وأنها ستدخل الخدمة في العام الحالي، غير أنه لم يبين منشأها.

إقرأ أيضا