بعد هجماته الأخيرة.. خبراء أمنيون يربطون تنامي نشاط داعش بتفاقم الأزمة السياسية

في خضم الأزمة السياسية، يبرز للواجهة التحدي الأمني، لاسيما وأن تنظيم داعش نفذ قبل أيام…

في خضم الأزمة السياسية، يبرز للواجهة التحدي الأمني، لاسيما وأن تنظيم داعش نفذ قبل أيام هحوما كبيرا في ديالى بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها المنطقة الخضراء من قبل أنصار التيار الصدري، حيث حذر خبراء في الأمن والسياسة، من استغلال تنظيم داعش لحالة الإرباك السياسي والتظاهرات لتنفيذ المزيد من الهجمات.   

ويقول الخبير الأمني فاضل أبو رغيف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “لديالى خصوصية تختلف عن باقي المحافظات، وهي تعتبر رئة العراق ورئة بغداد، وهذه المحافظة كان تنظيم داعش الإرهابي يوليها اهتماما خاصا، ويسميها ولاية ديالى، وفيها سبع قواطع، وهذه القواطع هي الأشرس في تنظيم داعش”.

ويضيف أبو رغيف، أن “محافظة ديالى تحيط بها مناطق خطرة جداً، منها مطيبيجة والمناطق التي تفصل محافظة صلاح الدين عن ديالى، وكذلك حوض العظيم وسلسلة جبال حمرين، ومناطق شمال المقدادية، فهذه المناطق كانت ومازالت تشهد خطورة عالية”.

ويتابع أن “ضبط الأوضاع في تلك المناطق، يحتاج الى تفعيل الجهد الاستخباراتي وجهد المعلومات والاستعانة بالمواطن ودعم المصادر وإعادة العمل بالمصدر وتمويله بشكل حرفي وإدارة من قبل ضباط مهنين”.

وحول تأثير الأزمة السياسية على نشاط داعش، يوضح “بكل تأكيد الوضع السياسي غير المستقر في العراق سوف يخلق ثغرات ومساحات لتنظيم داعش لشن بعض العمليات، خصوصاً ان هذا التنظيم الإرهابي انتهازي، وبدأ ربما باستغلال هذه الاحداث”.

وكان تنظيم داعش، هاجم الأسبوع الماضي قرية السيد شمال شرق بعقوبة، مركز محافظة ديالى، بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 6 آخرين.

ويشهد البلد إرباكا سياسيا، حيث اقتحم أنصار التيار الصدري، مجلس النواب واعتصموا فيه، وسط توتر سياسي كبير، حيث تباينت المواقف حول الاعتصام، وتحاول الأطراف السياسية التوجه للتهدئة والحوار.

يذكر أن قيادة شرطة محافظة ديالى، أعلنت يوم أمس، أن المقاتلات الحربية العراقية شنت ضربة جوية أسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من تنظيم داعش.

وكان آخر هجوم نفذه داعش في ديالى، في حزيران يونيو الماضي، حيث هاجم بالأسلحة الخفية والقناص نقطة أمنية للشرطة في أطراف قرية الهاشميات شرقي ناحية هبهب، ما أسفر عن تدمير كاميرا حرارية تابعة للنقطة الأمنية.

كما كانت خلية الإعلام الأمني، أعلنت الخميس الماضي، عن تدمير وكرين لعناصر تنظيم داعش بضربة جوية غربي نينوى بتنسيق استخباري مشترك.

ومن أبرز هجمات داعش مؤخرا، هو استهدافه نقطة تابعة للشرطة الإتحادية، في منطقة مطيبيجة بمحافظة صلاح الدين، في 20 تموز يوليو الحالي، ما أدى إلى مقتل 6 منتسبين وإصابة 7 آخرين، وقد استخدم داعش في الهجوم أسلحة قنص وأسلحة متوسطة.

من جانبه، يؤكد الخبير السياسي أحمد الشريفي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الوضع السياسي غير المستقر له تأثيرات سلبية كبيرة وكثيرة على الملف الأمني وكذلك الاقتصادي وحتى الاجتماعي بكل تأكيد، وذلك بسبب الخلاف بين جمهور الأحزاب والكتل على أرض الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي”.

ويعزو الشريفي الخروق الأمنية الأخيرة في مختلف القواطع، إلى “الخلافات السياسية، فالصراع السياسي أبرز الأسباب الرئيسية للتراجع الأمني وحصول الخروقات والثغرات”.

ويحذر من أن “تنظيم داعش الإرهابي، بما لا يقبل الشك سوف يستغل الصراع السياسي والخلافات، من أجل إيجاد ثغرات أمنية ومساحات له للتحرك بهدف شن الهجمات، سواء ضد القوات الأمنية او المواطنين المدنيين، ولهذا على الجميع الحذر من هذا الأمر الخطير”.

يشار إلى أن تنظيم داعش قد شن هجمات بمحافظتي كركوك وديالى في أواخر أيار مايو الماضي، حيث هاجم ناحية جلولاء في ديالى، بقذائف الهاونات وأسلحة القنص ما أدى مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.

يذكر أن أبرز عمليات داعش جرت خلال كانون الثاني يناير الماضي، وتمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت إلى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

 يشار إلى أن العمليات الأمنية لم تتوقف منذ إعلان الانتصار على داعش عام 2017 ولغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من عناصر التنظيم، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر داعش وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.

إقرأ أيضا