“شيخ الإطار”.. ماذا وراء تخويل قادة الإطار للعامري بمفاوضات مع الصدر؟

شدد مقربون من رئيس تحالف الفتح هادي العامري على تمسكه بالإطار التنسيقي، وعدم الاستجابة لدعوة…

شدد مقربون من رئيس تحالف الفتح هادي العامري على تمسكه بالإطار التنسيقي، وعدم الاستجابة لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للانسحاب، فيما قرأ محللون سياسيون بيانات قادة الإطار التي تشيد بالعامري وتخوله لقيادة المفاوضات مع “التيار”، كمفتاح للتحاور وموافقة غير مباشرة على مطالب الصدر، مرجحين قيادته دفة “الإطار” في المرحلة المقبلة، مع تراجع واضح لمنافسيه.

ويقول القيادي في منظمة بدر محمد البياتي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحديث عن ترك الأمين العام للمنظمة هادي العامري، الإطار التنسيقي غير صحيح، فالعامري ما زال ضمن قادة الإطار، ومنظمة بدر التي يتزعمها، هي من أبرز قوى هذا التجمع الذي يضم القوى الشيعية”.

ويبين البياتي، أن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طرح، منذ أشهر، على العامري الخروج من الإطار من أجل تشكيل حكومة أغلبية بمشاركة بدر، لكن العامري رفض ذلك وهو ما زال يرفض ذلك لأنه مع وحدة البيت الشيعي”.

ويلفت إلى أن “البيانات التي امتدح قادة الإطار فيها العامري، تبين مدى ثقة قوى الإطار وقياداته بهذا الرجل، كما أنها تخوله اتخاذ أي قرار للتفاوض مع التيار الصدري خلال المرحلة المقبلة، فهي تدرك حرصه الكبير على توحيد البيت الشيعي وليس تفرقته وتجزئته”.

وكان صالح محمد العراقي، الشخصية الافتراضية الناطقة باسم الصدر، دعا أمس الأول، العامري إلى التحالف مع التيار الصدري، شريطة أن ينسحب من الإطار التنسيقي ويستنكر كلام زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في التسجيلات المسربة المنسوبة له.

ويوم أمس، صدرت العديد من التغريدات من قبل قادة في الإطار التنسيقي، تشدد على أهمية وجود العامري داخل الإطار.

وقال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في تغريدة “يبقى الحاج أبو حسن العامري، شيخ المجاهدين، الذي شهدت لـه سـاحات البطولة بالمواقف المشرفة، ابتداء مـن مقارعته للنظام العفلقي البائـد، وصولا إلى وقفته المعروفة في الدفـاع عـن العراق والعراقيين إبان الغزو الداعشي”، وختمها بوسم “#العامري_شيخ_الإطار”.

كما كتب القيادي في الإطار، أحمد الأسدي في تغريدة، أن “الحاج العامري ابن الجهاد والهجرة والمعاناة.. بقية السيف وشيخ المجاهدين.. ممن يعرفون قيمة الوطن ويدركون معنى حبه.. لم يلتفت يوما لمصلحته على حساب أمته ووطنه.. في كل مفترق طرق يكون له موقف يتذكره إخوته وأبناؤه بإكبار.. لازلنا نؤمن بقدرته على صياغة حل يوصل سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان ويحفظ للعراق أمنه واستقراره.. ندعم قراره ونقف معه ونتوجه حيث تشير بوصلته”، وختم تغريدته بالوسم ذاته.

من جانبه، يرى المحلل السياسي غالب الدعمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “وفق بيانات قادة الإطار التنسيقي بحق العامري، اتضح أن الإطار انتخبه رئيسا له، وهو المخول بأي تفاوض مع التيار الصدري خلال الأيام المقبلة”.

ويشير الدعمي، إلى أن “انتخاب العامري رئيسا للإطار التنسيقي وتخويله بأي تفاوض، ربما يتوافق تماما مع دعوة الصدر، فالإطار يعمل على إرضاء الصدر من أجل فتح باب الحوار معه”.

ويضيف أن “الإطار تأكد أن جمهور التيار الصدري لا يمكن نكرانه، خصوصا أن جمهور الإطار وخلال تظاهرته الأخيرة تبين أنه ليس مؤدلجا مثل الجمهور الصدري، ولذا فإن محاولة كسب التيار الصدري من قبل الإطار هي الخطوة المقبلة، ولذلك جاء انتخاب العامري أو تخويله بأي مفاوضات مع الصدر”.

وكان العامري، من أبرز الشخصيات التي زارت الصدر في مقر إقامته بالحنانة في النجف، خلال الأشهر الماضية، بغية التوصل لحل للأزمة السياسية الراهنة.

وقد كشف الصدر سابقا، في كلمة فيديوية، أن العامري أعطاه موافقة بالتحالف معه من دون المالكي، وأنه ما زال ينتظر القرار النهائي.

يشار إلى أن بيانا صدر يوم أمس الأول، حمل توقيع “الشباب البدري”، ردا على دعوة صالح محمد العراقي، وأكد رفض العامري لأي تحالف مع التيار الصدري، لكن سرعان ما نفى المكتب الإعلامي للعامري هذا البيان.

من جهته، يفيد المحلل السياسي علي البيدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأنه “وفقا للوضع الراهن، على قوى الإطار أن تكون أكثر تماسكا، والعامري لا يمكن أن يغامر بترك الإطار في هذا الوقت، فهكذا خطوة تعتبر تمردا على مفهوم البيت الشيعي، كما أن العرض الذي منحه الصدر للعامري ليس جديدا، فهو عرضه سابقا وتم رفضه”.

ويتابع البيدر، أن “البيانات الأخيرة من قادة الإطار بحق العامري، ربما تكشف عن وجود خلاف داخل الإطار التنسيقي، لكن هذا الخلاف لا يعني انسحاب العامري منه، فهذا مستبعد جدا”.

ويوضح أن “البيانات الأخيرة من قادة الإطار بحق العامري، يمكن أن تبين وتكشف أيضا أن هناك رغبة من أجل جعل العامري مسؤول المفاوضات المقبلة مع التيار الصدري، وذلك لقربه من الصدر، وهذا يمكن أن يكون بابا لفتح قنوات تواصل من جديد ما بين التيار الصدري والإطار التنسيقي”.

وجاءت هذه التطورات بعد أن أخرج الإطار التنسيقي تظاهرة أمس الأول عند أسوار المنطقة الخضراء، ردا على تظاهرات التيار الصدري.

وكان التيار الصدري قد وجه متظاهريه بالانسحاب من مبنى البرلمان يوم أمس، وأمهلهم 72 ساعة لإخلائه والانتقال إلى محيطه ومقترباته.

يأتي ذلك، في ظل خصومة متفاقمة بين الصدر وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، لاسيما بعد التسريبات الصوتية التي هزت الرأي العام العراقي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، والتي اتهم فيها المالكي الصدر، بالخيانة ودعا خلالها للتسلح من أجل خوض حرب ضد أنصاره، فضلا عن كثير من الأمور التي اعتبرها كثيرون مهددة للسلم الأهلي.

إقرأ أيضا