بعد سحب أنصاره من البرلمان.. الصدر يقترب من تحقيق هدفه

جاء قرار التيار الصدري بسحب معتصميه من البرلمان، ليكشف عن حقيقة ما جرى خلال الأيام…

جاء قرار التيار الصدري بسحب معتصميه من البرلمان، ليكشف عن حقيقة ما جرى خلال الأيام الماضية، فوفقا لقيادي في التيار، فإن هدف الاعتصام سيتحقق قريبا، فيما أظهر الإطار التنسيقي تفاؤله بانسحاب المعتصمين، مرجحا قرب جلوسهم لطاولة الحوار، إلى جانب رؤية تفيد بأن الانسحاب يأتي باتفاق مع رئيس الحكومة.

ويقول قيادي بارز في التيار الصدري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “نزول أنصار التيار إلى الشارع والاعتصام داخل مبنى البرلمان له أهداف، وليس الهدف البقاء هناك مدى الحياة، وإنما وسيلة ضغط على قوى الإطار التنسيقي، والتيار في طريقه لتحقيق ما يريد”.

ويضيف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “هناك تجاوبا مع شروط زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من قبل قوى الإطار، ولاسيما المتعلقة بتشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، فهذا الأمر سيتم التراجع عنه خلال الأيام المقبلة”.

ويبين أن “الأمور تسير نحو حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، والتيار الصدري مع هذا التوجه، خصوصا بعد أن أصبح خارج البرلمان الحالي، لكنه في الوقت ذاته يعمل على الإبقاء على حكومة الكاظمي لتدير العملية الانتخابية وعدم تسليم إدارتها لحكومة جديدة تشكلها قوى الإطار”.

ويشير إلى أنه “لا انسحاب في الوقت القريب من داخل البرلمان والمنطقة الخضراء، وما يجري حاليا عملية تنظيم للاعتصام لأنه سيبقى طويلا، والخروج تم فقط من القاعة التي تعقد فيها جلسات النواب، والاعتصام والتحشيد الشعبي مستمر”.

وكان صالح محمد العراقي، الشخصية الافتراضية الناطقة باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طالب في تغريدة يوم أمس، المعتصمين في مجلس النواب بـ”إخلاء مبنى البرلمان وتحول الاعتصام أمام وحول البرلمان ومقترباته خلال مدة أقصاها 72 ساعة”.

يشار إلى أن أنصار الصدر اعتصموا، منذ السبت الماضي، في مجلس النواب، احتجاجا على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني، وطالبوا بأن يتولى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تشكيل الحكومة.

وأصدر العراقي لاحقا، بيانا تضمن تعليمات للاعتصام جاء فيه “نظرا لمقتضيات المصلحة العامة ومن أجل تنظيم وديمومة الاعتصام الشعبي لثوار محرم الحرام، فقد تقرر تشكيل لجنة خاصة للقيام بهذه المهمة وتقديم الأمور التنظيمية واللوجستية للمعتصمين كافة، على أن تبقى التصريحات الإعلامية والتوجيهات الخاصة من خلال وزير القائد (صالح محمد العراقي) حصرا”.

من جهته، يذكر القيادي في الإطار التنسيقي النائب أحمد الموسوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التيار الصدري يدرك جيدا أن حل الأزمة الحالية لا يكون إلا من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض، ولهذا يعمل حاليا على التهدئة وعدم التصعيد، وهذا سبب صدور توجيهات بانسحاب المعتصمين من داخل مبنى البرلمان”.

ويؤكد الموسوي، أن “قوى الإطار التنسيقي لا تمانع الحوار مع التيار الصدري، بل هي عملت على ذلك طيلة الأشهر الماضية، لكن التيار كان يرفض ذلك دائما، وكان يعمل ويسعى إلى تفكيك الإطار وتشتيت البيت الشيعي، لكنه لم ينجح بذلك والإطار أصبح أكثر تماسكا”.

ويتابع أن “هناك مساعي للحوار والتفاوض بين كافة الأطراف السياسية، خصوصا أن هناك مبادرة من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بهذا الصدد، وهذه المبادرة لاقت ترحيبا من أطراف سياسية عدة، ومن الممكن أن تكون بابا لحل الأزمة، والكل ينتظر موقف التيار الصدري، فهو ما زال غير معلن وواضح حتى الآن”.

ويلفت إلى أن “الذهاب نحو انتخابات برلمانية مبكرة لم يناقش بشكل رسمي من قبل قوى الإطار، فهكذا خيار يجب أن يكون بتوافق جميع القوى السياسية وليس بفرض أمر واقع من قبل جهة سياسية معينة”.

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، دعا أمس الأول، المتظاهرين إلى التعاون مع قوات الأمن واحترام مؤسسات الدولة، وإخلائها والالتزام بالنظام العام، موجها في الوقت نفسه، قوات الأمن بـ”الدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة، والمؤسسات الرسمية، ومنع أي اعتداء عليها بكل الطرق القانونية”.

يذكر أن الإطار التنسيقي، كان قد أخرج تظاهرات أمس الأول، بالضد من تظاهرات التيار الصدري، وكان موقعها قرب أسوار المنطقة الخضراء، ولم تدم سوى ساعتين، وصدر قرار بانسحاب المتظاهرين في حينها.

وكان رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، قال في حديث سابق اليوم لـ”العالم الجديد”، إن “خطوات التيار الصدري الأخيرة بالخروج من مبنى البرلمان جاءت بعد إعلان الكاظمي عن مبادرة لحل الأزمة والترحيب بهذه المبادرة من قبل أطراف عدة، والتحرك الصدري يأتي كمؤشر على قبول هذه المبادرة”، مؤكدا أن “هناك علاقة طيبة بين الصدر والكاظمي، ولذا فمن الممكن أن يرحب الصدر بمبادرته، والتي من المؤمل أن تتضمن خيار الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة جديدة”.

ولفت الشمري، إلى أن “قبول بعض الأطراف السياسية بمبادرة الكاظمي يأتي لإنقاذ نفسها من التصعيد الشعبي الذي يقوم به التيار الصدري في الشارع، ولهذا وجدت في هذه المبادرة مجالا لتهدئة التيار ومنع أي تصعيد جديد في قادم الأيام”.

يشار إلى أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، سبق وأن أعلن عن تعليق جلسات البرلمان لإشعار آخر، بعد اقتحام البرلمان من قبل أنصار التيار الصدري.

جدير بالذكر أن الكاظمي طرح مبادرة لحل الأزمة، تتمثل بجلوس كافة الفرقاء السياسيين إلى طاولة حوار واحدة، وقد حظيت الدعوة بدعم محلي ودولي.

إقرأ أيضا