حظيت بدعم “الإطار”.. هل تجد مبادرة الكاظمي صداها لدى “التيار”؟

مبادرة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لحل الأزمة السياسية، قد تشكل طوق نجاة لـ”الإطار التنسيقي” الساعي…

مبادرة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لحل الأزمة السياسية، قد تشكل طوق نجاة لـ”الإطار التنسيقي” الساعي للتهدئة مع “التيار الصدري”، في ظل غموض موقف زعيم التيار مقتدى الصدر بقبول المبادرة نتيجة لـ”العلاقة الطيبة” مع الكاظمي، لاسيما بعد استجابة أنصار التيار لمطالبة الأخير بالانسحاب من المؤسسات الرسمية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي فلاح المشعل خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ما دعا إليه الكاظمي هو جلسة حوار تتساوى فيها الأطراف للدخول بنقاش هادئ، بدلا من استعراض القوة”.

ويوضح المشعل، أن “الكاظمي يريد أن يصار إلى اتفاق هادئ على الأسس والمشتركات الوطنية للعراقيين، ومنح فرصة للإطار ليقدم بعض التنازلات للتيار، كي يعود إلى العملية السياسية، ولكن أي حوار لا يتضمن حلولا جذرية بينها إنهاء المحاصصة، لن يكون ذا فائدة”، مشددا على أن “كل دعوة للحوار هي إيجابية في مقابل استعراض القوة وقطع الشوارع وإرباك حياة الناس، ولكن الأهم من الحوار هو تحقيق أهدافه”.

وطرح الكاظمي مبادرة تتضمن الدعوة إلى اجتماع خلال أيام لجميع الفرقاء في العملية السياسية، بهدف بحث تطورات المنطقة الخضراء والتظاهرات الأخيرة للخروج بخارطة طريق لاحتواء الأوضاع الراهنة، ووفقا لمصادر مطلعة، فإن هناك اتصالات مكثفة تجري لتحديد وقت ومكان الاجتماع والقوى السياسية التي ستشارك فيه.

وحظيت المبادرة بدعم من القوى السياسية الداخلية، إلى جانب الدعم الدولي، حيث رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بها وأعلن دعمه لها.

وقالت السفارة الأمريكية لدى بغداد، إن “الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الدعوات الأخيرة التي تحث جميع الأطراف على المشاركة في حوار وطني بناء يمكن أن يؤدي إلى تهدئة التوترات الحالية”.

كما أصدرت السفارة الأمريكية في بغداد بيانا، قالت فيه “نؤكد مجددا دعمنا للاحتجاج السلمي، ونشجع جميع الأطراف على الالتزام باللاعنف وسيادة القانون في ممارسة حقوقهم الدستورية”.

يشار إلى أن 13 نائبا مستقلا، أعلنوا يوم أمس، دعمهم للمبادرات السياسية المطروحة شريطة أن تكون مختلفة عن “السلوكيات والمنهجيات السابقة”، فيما أكدوا سعيهم لتعديل بعض فقرات الدستور.

من جانبه، يفيد قيادي في التيار الصدري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “التيار يعمل على تغيير جذري لما كان يحصل طيلة السنوات الـ19 ماضية، من انتخابات وقرارات اتحادية وتشكيل حكومات محاصصة وصراعات من دون أي تطور سياسي أو اقتصادي ومن دون تقديم أي شيء للمواطن”.

وعلى الرغم من الاستجابة السريعة للتيار الصدري لمطالبة الكاظمي بإخلاء المباني الحكومية ومؤسسات الدولة من قبل المتظاهرين، إلا أن القيادي الصدري الذي طلب عدم ذكر اسمه، يؤكد أن “التيار لم يتطرق في اجتماعاته أبدا إلى مبادرة الكاظمي ولم يناقشها أصلا ولا رأي له بها، وكأنها غير موجودة بالنسبة له”، لافتا إلى أن “المجتمع الدولي وحتى الأطراف المحلية الأخرى كالأحزاب الكردية والسنية، متخوفة جميعا من خطط قيادة الإطار التنسيقي للمرحلة المقبلة، ولذلك نريد ديمقراطية حقيقية”.

وأعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، عن تأييده لمبادرة الكاظمي، لإيجاد صيغة حل بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد، مشددا على أهمية جلوس الجميع إلى طاولة الحوار، والمضي بخطوات عملية، لحل الأزمة الراهنة، وصولا إلى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محددة.

إلى ذلك، يرحب عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق أحمد عبد الحسين، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بـ”كل المبادرات إذا كانت واقعية وملبية للطموح وليست إعلامية لغرض الترويج فقط”.

ويردف عبد الحسين، أن “عدم تصريح كتلة صادقون بشأن مبادرة الكاظمي لا يعني رفضها، وفي الوقت ذاته لا توجد مشكلة إذا صرح تيار الحكمة أو ائتلاف النصر بهذا الشأن”، مشيرا إلى أن “قادة الإطار التنسيقي يميلون جميعا إلى التهدئة وعدم ولادة فتنة مع أي جهة أخرى”.

وكان صالح محمد العراقي، الشخصية الافتراضية الناطقة باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طالب في تغريدة يوم أمس، المعتصمين في مجلس النواب بـ”إخلاء مبنى البرلمان وتحول الاعتصام أمام وحول البرلمان ومقترباته خلال مدة أقصاها 72 ساعة”.

يذكر أن الإطار التنسيقي، كان قد أخرج تظاهرات أمس الأول، بالضد من تظاهرات التيار الصدري، وكان موقعها قرب أسوار المنطقة الخضراء، ولم تدم سوى ساعتين، وصدر قرار بانسحاب المتظاهرين في حينها.

وفي هذا الصدد، يرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “خطوات التيار الصدري الأخيرة بالخروج من مبنى البرلمان جاءت بعد إعلان الكاظمي عن مبادرة لحل الأزمة والترحيب بهذه المبادرة من قبل أطراف عدة، والتحرك الصدري يأتي كمؤشر على قبول هذه المبادرة”.

ويوضح الشمري، أن “هناك علاقة جيدة وطيبة بين الصدر والكاظمي، ولهذا فمن الممكن أن يرحب الصدر بمبادرته، والتي من المؤمل أن تتضمن خيار الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة جديدة”.

ويلفت إلى أن “قبول بعض الأطراف السياسية بمبادرة الكاظمي يأتي لإنقاذ نفسها من التصعيد الشعبي الذي يقوم به التيار الصدري في الشارع، ولهذا وجدت في هذه المبادرة مجالا لتهدئة التيار ومنع أي تصعيد جديد في قادم الأيام”.

وكان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، نشر تغريدة قال فيها “في الوقت الذي نجدد فيه دعوتنا لحوار عراقي أخوي شامل في أربيل، أؤكد دعمنا لدعوة رئيس الوزراء الكاظمي للحوار بين الأطراف السياسية العراقية لإيجاد مخرج للأزمة الحالية والعمل معا للوصول بالوطن إلى بر الأمان”.

وشهدت الأشهر الماضية، طرح العديد من المبادرات من قبل أغلب القوى السياسية، وقد عقدت اجتماعات مكثفة في ما بينها بغية الخروج بحل للأزمة، لكن جميعها فشلت، وذلك قبل أن يقرر الصدر سحب نواب كتلته “الكتلة الصدرية” من البرلمان.

إقرأ أيضا