البصرة \”تتمرد\” اليوم للحصول على 18 ساعة كهرباء.. ونشطاء: سننقل اعتصاماتنا الى آبار النفط

عادت البصرة لتنتفض مجددا ضد نقص الخدمات والكهرباء، بعد انتفاضتها الاولى في حزيران 2010، في خطوة عدّها مراقبون \”شرارة اولى\” لتظاهرات اوسع قد تنتقل الى محافظات أخرى في ظل \”أزمة لا تنتهي\”، وبينما أعلن نشطاء مدنيون في البصرة عن اعتصام مفتوح على الفيسبوك قبل نحو ايام، شهدت المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط مساء امس الاثنين، تظاهرة محدودة كخط شروع اول لانطلاقة الاعتصام اليوم (الثلاثاء) لتنفيذ مطلب توفير 18 ساعة من الكهرباء كحد ادنى. 

في حين، اعتبر نائب مستقل عن البصرة التحرك مسيسا وتقف وراءه أياد ضد النصراوي، غير ان المحافظ الجديد ماجد النصراوي اعتبرها \”تحركا شجاعا من الشارع البصري\”.

وتعتبر البصرة التي تبعد عن بغداد 590 كلم جنوبا، عاصمة العراق الاقتصادية لما تملكه من نفط ومصانع ستراتيجية، فضلا عن أن ميناء البلاد الوحيد يقع على ضفافها، غير أنها لا تمتلك قرارها الاقتصادي والسياسي رغم إقرار النظام اللامركزي. 

وتمتلك البصرة خمس محطات كبيرة لإنتاج الطاقة تعمل بأقل من طاقتها التصميمية، فضلا عن الخط الايراني وثلاث بارجات التركية، غير انتاجها الذي يوجه الى محطات التوزيع الرئيسة في بغداد، لتمنح حصة محدودة.

وحث نشطاء مدنيون في البصرة الاهالي الى التظاهر والاعتصام عبر الفيسبوك وتوزيع منشورات في الاسواق والمناطق الشعبية، عبر حملة \”نازل اعتصم\”، بشعار يوضح التحرك العفوي \”اليوم نتظاهر.. وغدا نعتصم.. وبعدها نثور\”، وفي الساعات الاولى من مساء امس، جاب نحو 65 ناشطا من القائمين على الحملة مركز المدينة، ليفترشوا الارض بعدها معتصمين قبالة مبنى المحافظة بمنطقة العشار.

وقال الناشط عصام الربيعي، أن \”ما جرى أمس الاثنين، هو تحرك تحضيري، استعدادا لليوم الثلاثاء، وهو اليوم الاول للاعتصام\”، متوقعا ان يشهد التحرك استجابة واسعة من الأهالي وبدء الاعتصام المفتوح\”.

ونفى الربيعي الذي كانت يتحدث لـ\”العالم الجديد\” في ساعات الفجر الاولى من اليوم الثلاثاء، ان \”تكون هناك جهات حزبية او سياسية او تيار وراء التظاهر والاعتصام\”، مؤكدا ان \”الدعوة عفوية من قبل نشطاء مدنيين وشباب بصريين مستقلين احتجاجا على تردي الخدمات والكهرباء\”.

وشهدت البصرة في حزيران 2010، تظاهرات كبيرة عدة ايام، جوبهت بالقوة من قبل السلطات الامنية، اسفرت عن مقتل شاب وجرح اثنين اخرين، ما جعل رئيس الوزراء نوري المالكي يطلب من محافظ البصرة شلتاغ المياح تقديم استقالته، فيما اقيل وزير الكهرباء حينها من منصبه لاحتواء الازمة.

ويفترش نحو 65 ناشطا ومتظاهرا الارض قبالة مبنى المحافظة، على مبعدة من صورة كبيرة لـ\”شهيد انتفاضة الكهرباء الاولى\” حيدر المالكي، غير انهم يأملون ان لا تتدخل القوات الامنية لقمع الحراك الشعبي السلمي هذه المرة.

وبيّن الربيعي ان \”المتظاهرين وزعوا ورودا على عناصر الشرطة والجيش في محيط مبنى المحافظة تعبيراً عن سلميتهم\”، غير ان هناك مخاوف من فض الاعتصام بالقوة لجهة عدم الحصول على ترخيص.

واوضح \”لم نقم بأخذ تصريح بالتظاهر والاعتصام، لان ذلك يستوجب اسبوعين على اقل تقدير، في محاولة للتسويف والمماطلة والتخدير، لكن ابلغنا السلطات الامنية بنيتنا التظاهر، وحتى الان هم يوفرون لنا حماية دون تدخل\”.

ولفت الى ان \”هناك محاولة للتضييق على وصول المتظاهرين الى منطقة التظاهرة الرئيسة قبالة مبنى المحافظة، عبر قطع الطرق، وعدم السماح للمتظاهرين بالوصول\”، منوها الى ان \”السلطات الامنية منعت عشرات المتظاهرين الليلة (امس الاثنين) من قضاء شط العرب والتنومة من العبور الى الضفة الاخرى حيث مركز المدينة، غير ان بعضا منهم وصل\”.

وكشف الربيعي ان \”الخطة تقتضي منعا لتحجيم التظاهرات، الاعتصام في جميع المناطق كخطوة اولى، كما اننا سنجوب مختلف المناطق في تظاهرات لحشد الدعم\”.

ونبّه الى ان \”الاعتصام سيشهد مشاركة فعالة من جميع فئات المجتمع البصري، وستقام فعاليات فنية وغنائية ومسرحية، نحن بصدد ثورة ثقافية ايضا\”.

وبشأن رد فعل المسؤولين في المحافظة، بيّن الربيعي ان \”عددا من مسؤولي المحافظة طلبوا لقاء ممثلي المتظاهرين والاجتماع بهم دون الركون الى تهييج الرأي العام والتظاهر، غير اننا رفضا مبادرتهم\”.

وبحسب بيانات رسمية محلية نشرت في العام 2010، فان البصرة بحاجة الى 1950 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، غير ان حصتها المقررة من وزارة الكهرباء تبلغ 650 ميغا واط، بضمنها 260 ميغا واط تستهلكها المصانع الحكومية الكبيرة والمنشآت والمواقع النفطية، وطالبت الحكومة المحلية على غير مرة بزيادة حصة البصرة من الطاقة وبفصل الأحمال الصناعية والنفطية من دون تستجيب وزارة الكهرباء لتلك المطالب.

وأعلن الربيعي عن سقف مبدئي للاعتصام بدءا من اليوم الثلاثاء، حتى نهاية الشهر الجاري، وفي حال عدم الاستجابة للمطالب من قبل الحكومة المركزية، هدد بـ\”بنقل الاعتصام الى اماكن ضخ النفط الخام في الموانئ، وايقاف التصدير\”.

فيما، ابلغ ناشط اعلامي في التظاهرات \”العالم الجديد\” وطلب عدم الاشارة الى اسمه ان \”من بين الخطوات المقبلة، التظاهر أمام منشآت توليد الطاقة، ومنشآت حكومية اخرى\”، مضيفا ان \”المتظاهرين يتهمون الحكومة بعدم تشغيل خطوط انتاجية في المحطات\”.

بدوره، اتهم النائب المستقل جواد البزوني في حديث مع \”العالم الجديد\” القائمين على تظاهرات البصرة بـ\”المسيسين\” وان \”ايادي حزبية وسياسية تقف وراءهم ضد المحافظ الجديد\”، ملمحا الى ان \”تلك الجهات هي من خسرت منصب المحافظ\”.

وشدد على ان \”محافظة البصرة الجديد لم يتسلم صلاحياته الا قبل اسبوع، وبالتالي لا يملك حلولا سحرية\”، معتبرا ان \”التظاهرات يجب ان توجه الى الحكومة المركزية، والى نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني\”.

وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، جدد في (الثالث من حزيران 2013)، تأكيده على انتهاء أزمة الطاقة الكهربائية نهاية العام الحالي 2013، بعد ان تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي، في كانون الثاني 2013، أنه سيضمن توفير الكهرباء هذا العام \”على مدار الساعة في عموم البلاد\”.

وعلق البزوني على وعود نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، واعلانه تصدير الطاقة الى دول الجوار بأنها \”واحدة من شهرستانياته\”، مشيرا الى ان \”تصورات الشهرستاني مغلوطة وغير حقيقية بالمرة\”.

وبينما اكد على دعمه \”للتظاهرات مع بقية نواب البصرة\”، كشف عن وجود نية لاستجواب وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان وحسين الشهرستاني في مجلس النواب\”.

وكانت لجنة النفط والطاقة النيابية طالبت اوائل تموز الجاري، وزير الكهرباء بمحاسبة المسؤولين عن قطاع توزيع الطاقة، مهددة باللجوء إلى إجراءات \”حاسمة\” تتناسب وطبيعة المخالفات الحاصلة بما فيها استجواب الوزير شخصياً.

من جهته، اعتبر ماجد النصراوي محافظ البصرة الجديد، التظاهرات، \”خطوة جريئة من قبل الشارع البصري\”، معلنا انه \”لو توفر لي الوقت سأتظاهر معهم\”.

غير أن النصراوي قلل في حديث لـ\”العالم الجديد\”، من \”حجم تأثير التظاهرات على واقع الخدمة الكهربائية\”، عازيا المشكلة الى \”تلكؤ المشاريع في هذا القطاع، والتي بلغ عددها 17 مشروعا كان من المفترض أن يدخل الخدمة هذا الصيف\”.

وبرر النصراوي تردي واقع الخدمة في البصرة بـ\”عدم وجود صيانة دورية من قبل مديرية التوزيع للشبكات، ونقص اليد العاملة لذا قامت محافظة البصرة بتعين 140 عامل بصفة لاعمال الصيانة، فضلا عن تأجير كابسات ومعدات من شركة شل للنهوض بواقع الكهرباء قدر الامكان\”.

وكان النصراوي قد اعلن الاسبوع الفائت، عن تشكيل غرفة عمليات لتجاوز الأزمة الكهربائية في ظل شهر رمضان، لتزويد المواطنين بمعدل يتجاوز 12 ساعة يوميا، غير ان معدل الانقطاعات بحسب الاهالي لم يتغير.

إقرأ أيضا