وفيات الطيارين العراقيين خلال التدريبات.. ما إجراءات بغداد لمتابعتها؟

تتجدد بين فترة وأخرى، حوادث وفاة طيارين حربيين عراقيين، ما أثار تساؤلات حول الإجراءات التي…

تتجدد بين فترة وأخرى، حوادث وفاة طيارين حربيين عراقيين في الولايات المتحدة، ما أثار تساؤلات حول الإجراءات التي يمكن أن تتخذ بهذا الشأن، وفيما أكد خبراء عسكريون وقانونيون أن القول الفصل يكون لنتائج التحقيق بهذه الحوادث، أشاروا إلى أن من حق بغداد مقاضاة واشنطن في حال وجود تقصير، إضافة إلى إمكانية إلغاء العقد والمجيء بمدربين إلى داخل البلد.

ويقول الخبير القانوني علي التميمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “السياق القانوني لوفاة عسكري عراقي أثناء التدريبات داخل الولايات المتحدة هو أن تقوم الأجهزة الأمنية الأمريكية بفتح تحقيق، ويحق للسفارة العراقية أن تدخل طرفا في الموضوع لكي تطلع على تفاصيله”.

ويضيف التميمي “إذا كان الحادث قضاء وقدرا فإن الموضوع ينتهي عند هذا الحد، أما إذا كان حادثا جنائيا فيمكن للسفارة العراقية إرسال ممثل عنها للمطالبة بالتعويضات ومقاضاة الجناة، ومن يثبت ذلك هو التحقيق”، مبينا أن “معرفة جميع متعلقات الحادث تكمن في أصل العقد المبرم حول آلية التدريب والسفر”.

وكان العقيد الطيار عمار عاصي، لقي مصرعه غرقا أمس الأول، خلال دورة تدريبية في أمريكا عندما كان يمارس تمرين التجديف، حيث انقلب قاربه ولم تتمكن فرق الإنقاذ من إنقاذ حياته.

وقد نعت وزارة الدفاع العراقية الضابط الراحل، وذكرت في بيان أنه “ضمن الدورة كانت هناك جولة نهرية للمشتركين، وأثناء قيادة الزورق النهري حدث اختلال بالتوازن وانقلاب للقارب الذي كان على متنه العقيد الطيار، ما أدى الى غرقه لسرعة جريان الماء في النهر، وقد عثر على جثته بعد عمليات البحث”.

وكان العراق فقد في عام 2017 الرائد الطيار نور فالح الخزعلي، بعد تحطم طائرته طراز F16، أثناء التدريبات في إحدى الولايات الأمريكية.

إلى ذلك، يفيد الخبير الأمني حسين الكناني، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “الحوادث قد تقع أثناء التدريبات، ولكن تكرارها في فترات ليست متباعدة أمر غير طبيعي، ولا ينبغي أن تتكرر الحوادث بهذا الشكل، خاصة وأن هؤلاء الطيارين يتمتعون بمهارات وخبرات وليسوا سذجا ليموتوا جراء الأسباب التي يتم ذكرها رسميا”.

ويشدد الكناني على “ضرورة فتح تحقيقات لمعرفة خلفيات وكواليس ما يجري من عمليات قد تكون عمليات تصفية للضباط الطيارين العراقيين، وعلى الحكومة متابعة وكشف ما إذا كان هناك من يستهدف المتدربين”، مشيرا إلى أن “تكرار الحوادث في أوقات متقاربة يعد حالة غير طبيعية، حتى وإن كانت التدريبات تنطوي على مخاطر”.

جدير بالذكر أنه في عام 2015، لقي العميد الطيار راصد محمد صديق، مصرعه بعد تحطم طائرته في ولاية أريزونا بأمريكا.

ويرتبط العراق مع أمريكا باتفافيات عديدة، منها اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعت عام 2011 بعد انسحاب القوات الأمريكية.

كما ختم العراق في العام الماضي، جولات الحوار الاستراتيجي مع أمريكا، عبر عقد أربع جولات تضمنت التوقيع على العديد من البنود، منها استمرار الدعم والتدريب والتطوير لمهارات القوات العسكرية العراقية.

من جانبه، يوضح الضابط السابق والخبير العسكري عدنان الكناني، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “كل برنامج تدريبي تحدد فيه نسبة خسائر تقارب 5 بالمئة، كما يجب معرفة هل أن المتدربين هم عينة متجانسة أم متوافقة”، مبينا أن “واضع المنهج يضع هذه النسبة لتحصين نفسه من الناحية القانونية، فربما يكون هناك إجهاد للمتدربين لا يتلاءم مع حالتهم الصحية ما يؤدي إلى الوفاة”.

ويتابع الخبير العسكري أن “المعسكرات التدريبية يجب أن تحتوي على أطباء لإجراء فحوصات دورية للمتدربين، وهذه الفقرة تسمح بمقاضاة الجهة المدربة إذا لم توفر فريقا طبيا وفحوصات”، لافتا إلى أنه “إذا لا يوجد فحص طبي فيمكن أن تقاضى الجهة المشرفة على التدريب، كما من حق ذوي الفقيد إقامة دعوى ضد الجهة المدربة، ويمكن للدولة العراقية أيضا أن يفسخ العقد ويجلب مدربين من الخارج لإجراء التدريبات داخل العراق”.

يذكر أن العقيد الطيار الراحل عمار عاصي، يعد من الطيارين البارزين، وخاض معارك عديدة خلال عمليات التحرير من داعش، وقد أثارت وفاته غرقا شكوكا عديدة، ودعا العديد من المتخصصين إلى فتح تحقيق عاجل.

يشار إلى أن رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، دعا في بيان الحكومة ووزارتي الدفاع والخارجية إلى فتح تحقيق عاجل بملابسات وفاة العقيد الطيار.

ولغاية الآن لم يصدر أي موقف أو بيان عن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، أو وزارة الخارجية بشأن هذا الحادث.

إقرأ أيضا