آمال قرامي

منذ اكثر من قرن، ظهرت كتابات في العالم العربي تصنف ضمن الحداثة الدينية. لكن للأسف لم أجد موسوعة تختص بهذا النتاج الفكري او تعرّف بشخوصه. وطبيعي أن لا يتمكن الجميع من مراجعة الكم الهائل من الاصدارات وقراءة كل ما ينشر. لهذا احاول من خلال هذا العمود ان اقدم كتّاب الحداثة الدينية العربية المعاصرة بشکل مختصر جدا. 

فی کل عمود، اذكر اولا موجزا عن حياة الشخص ونشاطه الثقافي والعلمي ومؤلفاته واشارة بسيطة لأهم افكاره، لأن العمود لا يستوعب اكثر من هذا، والهدف هو تعريفهم للقارئ، ومن يرغب بالتوسع عليه مراجعة مؤلفاتهم التي سوف احاول احصائها هنا. وسأعتمد التسلسل الأبجدي في ذكر اسماء المفكرين والباحثين. 

 

نبذة من افكارها

عرفت الدكتورة آمال بنقدها الحاد واللاذع والجريء للامور التي تتناولها وخاصة خطاب الدعاة، وتتجاوز التابوات والخطوط الحمراء في دراساتها وتدعو الى مواجهة مديح الكراهية بثقافة الحب والأخوّة والتسامح والقبول بالآخر والتعايش السلمي.

عبّرت عن كثير من هذه الأفكار في كتابها الضخم (الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية .. دراسة جندرية) وهو في الأساس أطروحتها للدكتوراه التي أُعِدت تحت إشراف الدكتور عبدالمجيد الشرفي.

حول امكانية قيام الديمقراطية في العالم العربي تری بأن بعض البلدان العربية تعیش مسارات التحوّل نحو الديمقراطية، وهو مخاض عسير وطويل المدى، إذ فوّتت الأنظمة الدكتاتورية على الشعوب تعلّم أبجديات المشاركة في العمل السياسي وفهم آليات المراقبة والمحاسبة وغيرها من المفاهيم التي تشكّل الثقافة السياسية والتربية على قيم الديمقراطية، وعلى هذا الأساس فإنّ بناء أنظمة ديمقراطية يتطلّب وقتا وتكتّل جهود جميع الفاعلين السياسيين والجامعيين وإرادة سياسية ووعيا عامّا وقدرا من التفهّم وطول النفس من جانب عامة الناس. ولا بدّ من الإقرار بأنّ التمرّن على قواعد العمل الديمقراطي سيخلّف خيبات وسيكشف لا محالة عن أخطاء وسوء فهم لبعض المقولات إلى غير ذلك. (حوار مع صحيفة الزمان في 12 آيار 2013)

وحول مخزوننا التراثي، تعتقد بأنه ثري جدا وهناك آلاف المواضيع التي تنتظر من ينكبّ عليها تمحيصا وتحليلا وتدبّرا ونحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة النظر في هذا المخزون، سيما وأن مسارات العقلانية والحرية تبدو في بعض المراحل التاريخية أكثر مرونة وغنى مما نعيشه اليوم من انغلاق وتعصب. ومادامت الفتوحات المعرفية متجددة والمناهج تتكاثر كل يوم فلابد من قراءات متعددة لهذا التراث حتى نعقد صلة سوية معه فنتحرر من أسره ونتصالح معه. (حوار مع صحيفة الزمان في 12 آيار 2013).

 

شهاداتها العلمية

حازت الدكتورة آمال قرامي على شهادة الكفاءة في البحث، \”تحديد مصطلح النهضة في الفكر العربي\”، 1989.

وثم حازت على شهادة دكتوراه الحلقة الثالثة بأطروحة حول الدراسات الإسلامية تحت عنوان: \”قضيّة الردّة في الفكر الإسلامي: قديما وحديثا\”، تونس، 1993 وكذلك شهادة دكتوراه الدولة بأطروحة في مجال الدراسات الجندرية عنوانها: \”ظاهرة الاختلاف في الحضارة العربية الإسلامية: الأسباب والدلالات\” تونس ، 2004.

 

نشاطاتها العلمية والثقافية

– أستاذة تعليم عال بقسم العربية، بدرجة بروفسور في كلية الآداب والفنون والإنسانيات، جامعة منّوبة، الجمهورية التونسية. 

– تدرّس الحضارة العربية الإسلامية وقضايا النوع الاجتماعي/الجندر، تاريخ النساء، والإسلاميات، الأديان المقارنة.

– مسؤولة عن مشروع تحليل الخطاب في الإعلام الجديد ضمن فريق بحث تحليل الخطاب الديني، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بـ 9 أبريل، وتشرف على إعداد مؤلّف جماعيّ في الموضوع بالتنسيق مع المعهد العربي لحقوق الإنسان.

– عضوة في فريق بحث النساء المتوسطيات بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بــ9 ابريل منذ 2004.

– عضوة مركز الدراسات و الأبحاث في قضايا الأسرة والمرأة بفــاس المغرب.

– مسؤولة عن تنسيق برنامج ترجمة الأعمال الفكرية والحضارية في تونس المركز الوطني للترجمة.

– عضوة في فريق بحث إسلامي مسيحي GRIC منذ سنة 1998.

– عضوة في جمعية كرامة بواشنطن لحقوق الإنسان للمرأة المسلمة منذ 2003.

– مسؤولة عن تنسيق برنامج ترجمة الأعمال الفكرية والحضارية في تونس: المركز الوطني للترجمة.

– أستاذة زائرة في عدة جامعات غربية وعربية.

لها مساهمات متعددة في ندوات عالمية وموائد مستديرة في الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وهولندا وألمانيا وفرنسا والمغرب ولبنان ومصر تخصّ الفكر العربي والحوار بين الحضارات والأديان المقارنة والدراسات النسائية ودراسات الجندر والدراسات الثقافية ودراسات الإعلام وغيرها.

– كاتبة في عدة مواقع بشبكة الأنترنت منها موقع ایلاف، الحوار المتمدن، موقع الشروق ولها صفحة فيسبوك، وتكتب في الدراسات الإسلامية، والدراسات الجندرية (مظاهر التمييز بين الجنسين، أوجه الاختلاف الثقافي بين الجنسين..)، الدراسات النسائية (منزلة المرأة، المهن النسائية، العنف المسلّط على المرأة، الجنسانية، الطفولة، الشيخوخة)، الدراسات الأنثربولوجية، الحوار بين الأديان (الأديان التوحيدية).

 

من مؤلفاتها

– قضية الردّة في الفكر الإسلامي، تونس، دار الجنوب، ط1، 1996، ط2، 2010.

– حريّة المعتقد في الإسلام؟، الدار البيضاء، الفنك، 1997.

– الإسلام الآسيوي، بيروت، دار الطليعة، 2006.

– الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية: دراسة جندرية، بيروت، دار المدار الإسلامي، 2007.

– الحركات النسائية في تونس، تأليف إلهام المرزوقي، ترجمة آمال قرامي، نشر المركز الوطني للترجمة تونس، 2010.

– لها مؤلفات باللغة الفرنسية وعشرات الدراسات والمقالات المنشورة.

إقرأ أيضا