الطائر الأخضر.. إخفاقات متتالية وأسباب متعددة

حملت الإخفاقات التي رافقت عمل الخطوط الجوية العراقية مؤخرا، العديد من التساؤلات، وفيما عد متخصصون…

حملت الإخفاقات التي رافقت عمل الخطوط الجوية العراقية مؤخرا، العديد من التساؤلات، وفيما عد متخصصون وطيارون، تأخير وإلغاء الرحلات وغيرهأ، أمرا طبيعيا ولا تتحمل الخطوط الجوية وحدها مسؤوليته، عزا نائب هذه الإخفاقات إلى سوء الإدارة وتقاطعها، إضافة إلى غياب الدعم الحكومي للشركة والتدخلات الحزبية.

ويقول الباحث الاستشاري في الطيران المدني فارس الجواري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تأخر الرحلات أو إلغاءها في موسم الصيف وكثرة السفر أمر طبيعي، وهذا يحصل في كل دول العالم ومنها دول أوروبا، فمن الممكن أن تلغى رحلات كثيرة في هذه الدول ليس بسبب خلل في نظام النقل الجوي وإنما لخلل في المطارات وعدم وجود كوادر كافية”.

وشهدت الخطوط الجوية العراقية، خلال الأيام العشرة الماضية، إلغاء رحلتين جويتين من مطار بغداد الدولي، الأولى كانت متوجهة إلى مدينة سامسون التركية، بسبب عدم وجود طائرة، وهذا قبل موعد الإقلاع بوقت قصير، وكانت بعض العائلات قد جاءت من محافظات عدة، والثانية كانت متوجهة إلى مدينة فرانكفورت الألمانية، حيث تم إلغاؤها بعد تأخر موعد الإقلاع لنحو أربع ساعات.

ويبين الجواري، أن “المحافظة على ديمومة وعمل أي شركة تحتاج توفير شروط عمل ناجحة تتمثل بالطائرة والطيار وبقية الكادر، وأعتقد أن الخطوط الجوية العراقية، على الرغم من كل المشاكل الإدارية، تعمل بطاقات مناسبة نوعا ما، ولكنها ليست بمستوى الطموح”.

ويشير إلى أن “لدينا كوادر فنية كفوءة، والدليل هو ندرة وقوع حوادث للخطوط الجوية العراقية، ولكن الإدارات العليا المسيطرة على الخطوط الجوية ليست بالمستوى المطلوب ولا تدير الشركة بصورة صحيحة وليس لديها تخطيط، وأبسط مثال هو استمرار الحظر الأوروبي للسنة السابعة، بينما لا يوجد إجراء صحيح لرفعه”، مشددا على ضرورة “تعزيز أسطول الطائرات العراقية، ولاسيما أن هناك طائرات متوقفة عن الخدمة لعدم وجود مواد احتياطية لإعادة تشغيلها”.

وفي مطلع الشهر الحالي، تأخر إقلاع طائرة للخطوط العراقية نحو 12 ساعة، في رحلة من مطار أنقرة في تركيا إلى بغداد، وقد بقي الركاب في الطائرة طيلة هذه الفترة.

من جهته، يوضح الطيار المدني عمار علي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عمل الخطوط الجوية العراقية خال من المشاكل، أما التأخير الذي يحصل أحيانا في بعض الرحلات فهو يحدث في كل الشركات، سواء بسبب تأخر مسافر أو لوجود عطل فني في الطائرة أو في بوابة الخدمات الأرضية”.

ويضيف علي، أن “هناك شركة خاصة مسؤولة عن الخدمات الأرضية للخطوط الجوية العراقية، وهذه الشركة تقوم بمهامها بشكل طبيعي، وقد تحدث بعض المشاكل لأسباب كثيرة من ضمنها ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على الأجهزة والمعدات، ولكنها في النهاية مشاكل طبيعية ولا تستوجب التضخيم الإعلامي”، لافتا إلى أن “شركة الخطوط العراقية ليست المسؤولة دائما عن التأخير في الرحلات”.

وكان رئيس الشركة العامة لنقل الوفود والمسافرين كريم كاظم، حذر في 25 آب أغسطس الحالي، من توقف كامل لأسطول الخطوط الجوية العراقية خلال الشهرين المقبلين، بعد توقف 22 طائرة عن العمل، فيما بين أن أسباب التوقف تعود لعدم توفر المواد الاحتياطية.

يذكر أن للخطوط الجوية العراقية، مبالغ ضخمة بذمة الرئاسات في العراق، وقد كشفت “العالم الجديد” في عام 2020، عن قيمة هذه الديون، حيث بلغت الأموال التي بذمة رئاسة الجمهورية للطائر الأخضر 138 مليونا و29 ألفا و829 دينارا، بالإضافة إلى 677 ألفا و86 دولارا، عن تسيير رحلات عارضة ومواد تموينية وتزويد وقود وعبور أجواء.

وبلغت ديون رئاسة البرلمان 164 ألفا و431 دولارا، إضافة إلى مبلغ 67 مليونا و836 ألف دينار.

إلى ذلك، يفيد النائب عن لجنة الخدمات عباس يابر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “الخطوط الجوية العراقية من أقدم الخطوط الجوية الموجودة في الدول العربية، وهي شركة عريقة، ولكن الإدارات وسوء التخطيط جعلها تتراجع”، مبينا أن “إدارة الشركة والتقاطعات في العمل بين إدارة المطار وشركة الخطوط الجوية وسلطة الطيران المدني، أثرت سلبا على الوضع، وكذلك التدخلات الحزبية ووضع أشخاص غير مناسبين في مواقع القرار”.

ويتابع يابر، أن “ترك شركة الخطوط الجوية تتنافس مع شركات القطاع الخاص من دون دعم حكومي أثر عليها بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه بعد 2003 خرجت الخطوط العراقية من التصنيف الدولي للسلامة المهنية، ما جعلها مقيدة ولا تستطيع الذهاب إلى الدول الأوروبية وغيرها، وهو ما قلل مردوداتها”.

يذكر أن الخطوط الجوية العراقية، مرتبطة حاليا بوزارة النقل، ويجري بين فترة وأخرى لغط حول فك ارتباطها وإلحاقها بجهة رسمية أخرى.

إقرأ أيضا