بسبب مقاطعة الصدر.. مخاوف الفشل تواجه حوار الكاظمي

شكك مصدر حكومي، بنجاح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في مسعاه الرامي لعقد جولة حوار سياسي…

شكك مصدر حكومي، بنجاح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في مسعاه الرامي لعقد جولة حوار سياسي بين الأطراف السياسية المتصارعة يوم غد الإثنين، بسبب عدم موافقة التيار الصدري على حضورها حتى الآن، ما قد يكرر فشل الحوار السابق لذات السبب.

ويقول مصدر داخل مجلس الوزراء في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الكاظمي يسعى لإنجاح مبادرته التي تهدف لجمع الأطراف السياسية، من خلال عقد حوار سياسي جديد يوم (غد) الإثنين، لاستكمال الحوار السابق الذي عقد قبل الاشتباكات الدامية في المنطقة الخضراء”.

ويوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أنّ “هذه الجولة من الحوار التي دعا إليها الكاظمي، تأتي لبحث إمكانية تفكيك الأزمة السياسية التي يعيشها البلد، والتوصل إلى حلول، في محاولة لتجاوز الفشل الذي رافق الجولة السابقة”، مؤكدا أن “الدعوة لاقت قبولا مبدئيا من قبل قوى الإطار التنسيقي التي حضرت في اللقاء السابق، باستثناء التيار الصدري الذي لم يحضر اللقاء الأول، ولم يصدر موافقته على حضور اللقاء الجديد حتى الآن”.

وبشأن التفاؤل بنتائج هذا اللقاء، يستدرك بالقول “من السابق لأوانه الحكم على مخرجات هذا الاجتماع، فالموضوع في الحقيقة، متوقف على موافقة التيار الصدري، إذ أنه الطرف المهم في هذا الحوار، وأن عدم حضوره يعني فقدان ركن أساسي للحوار”.

وكان الكاظمي قد رعى جولة حوار جرت في 17 آب أغسطس الماضي، حضرتها قيادات من تحالف “الإطار التنسيقي”، وقوى أخرى، فضلاً عن ممثلة الأمم المتحدة بالعراق، جينين هينيس بلاسخارت، فيما تغيّب عنها “التيار الصدري”، ما تسبب بفشل الجولة التي تضمنت خمسة مخرجات لم يكن لها أي أثر على الواقع العملي، تمثلت في “الالتزام بالثوابت الوطنية، وإيجاد حل لكل الأزمات من خلال الحوار، بالإضافة إلى الاحتكام مرة جديدة إلى صناديق الاقتراع من خلال انتخابات مبكرة، ودعوة التيار الصدري إلى الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آليات للحل الشامل، إضافة إلى إيقاف كل أشكال التصعيد الميداني أو الإعلامي أو السياسي، وضرورة حماية مؤسسات الدولة”.

وكانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، التي حضرت الاجتماع المذكور، قد التقت قبل ذلك، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في منزله بالحنانة في محافظة النجف، حيث أكدت خلال مؤتمر صحفي بعد اللقاء أنها بحثت مع الصدر أهمية إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة، مؤكدة أن “الصدر سيقول ما في جعبته لاحقا”، كما التقت قبل يومين من ذلك، زعيم منظمة بدر هادي العامري، وبحثت معه سبل حل الأزمة الراهنة.

ونقلت “العالم الجديد”، عن قيادي بارز في التيار الصدري، عقب الاجتماع السابق، قوله إن عدم مشاركة زعيم التيار مقتدى الصدر أو من يمثله في اجتماع قادة الكتل السياسية، يعود إلى رفضه بشكل نهائي أي حوار مع كافة الأطراف السياسية، وخصوصا قوى الإطار التنسيقي، وهو مصر على تنفيذ مطالب حل البرلمان وتحديد موعد للانتخابات المبكرة، من دون أي حوار مع القوى السياسية، مؤكدا رفض الصدر للكثير من الوساطات التي حاولت فتح أي قنوات حوار بشكل مباشر أو غير مباشر.

يأتي ذلك، في وقت ما زال فيه الانسداد مسيطراً على المشهد السياسي في العراق، وتضاؤل فرص الحوار بين طرفي المعادلة السياسية “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي”، وسط فشل جميع المبادرات التي طرحت للحوار خلال الفترة الأخيرة.

ويسعى “الإطار التنسيقي”، لتفكيك أزمته مع “التيار الصدري” بشتى السبل، لأجل الحصول على فرصة تشكيل الحكومة الجديدة، وهو الأمر الذي يرفضه “التيار”.

ويعيش العراق فترة هدوء نسبي، على إثر قرار زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، إنهاء اعتصامات أنصاره داخل المنطقة الخضراء، بعد صدامات مسلحة بين أنصاره وأمن “الحشد الشعبي”، الاثنين الماضي، أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما يتردد تحالف “الإطار التنسيقي” بالتوجه نحو رغبته في بدء خطوات تشكيل الحكومة.

واندلعت الصدامات إثر اعتزال الصدر العمل السياسي، إذ تظاهر المئات من أنصاره داخل المنطقة الخضراء وخارجها وفي المحافظات الأخرى، واشتبكوا مع أمن “الحشد الشعبي”، ما تسبّب بمقتل العشرات من المتظاهرين وجرح المئات، وسط ارتباك أمني.

وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول أكتوبر 2021.

إقرأ أيضا