محافظتان: تفويج 7 ملايين زائر إيراني لـ”الأربعينية”.. ماذا يجري في الحدود؟

ذكر مسؤولان محليان في محافظتين عراقيتين أن إدارتيهما تسمحان بدخول 7 ملايين زائر إيراني عبرهما لأداء…

ذكر مسؤولان محليان في محافظتين عراقيتين أن إدارتيهما تسمحان بدخول 7 ملايين زائر إيراني عبرهما لأداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين، لكنهما توقعا أن تدخل أعداد أكبر من المتفق عليها، على الرغم من أن التوقعات الإيرانية كانت تشير إلى 5 ملايين في المجموع فقط، وفيما أشار أحدهما إلى أن حدوث التزاحم أمر طبيعي نظرا للجموع الغفيرة القادمة، أوضح الآخر أن الأمور تحت السيطرة في ظل الصعوبات، بينما انتقد أحد المشرعين تعامل الحكومة مع الزيارة واتهمها بالتقصير المتعمد.

ويقول مستشار محافظ واسط لشؤون الخدمات صباح البديري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أعداد الزوار الإيرانيين كبيرة جدا، وهناك توافد ما زال مستمرا وبشكل كبير، وبالنسبة للعدد فهو محدد من قبل محافظة واسط بخمسة ملايين زائر، ولكنه سيزيد عن ذلك، لأن أعداد القادمين من الجانب الإيراني فوق التصور”.

ويضيف البديري، أن “الحكومة المحلية في واسط وفرت نحو 1500 سيارة موجودة حاليا في المنفذ الحدودي، وبالنسبة للخدمات من ماء وغيرها، فكلها متوفرة ولا توجد أية مشكلة، والآن السيارات تنتظر الزوار، وعند دخولهم يتم نقلهم مباشرة إلى كربلاء”.

ويبين “نظرا لكثرة الزوار، فقد تقرر فتح طريق الخاچية لنقلهم من خلاله، علما أننا في السنوات السابقة كنا ننقلهم عن طريق الحولي فقط، ولكن الأعداد الآن كبيرة جدا، ومع ذلك فإن الأمور حاليا تحت السيطرة، ولا توجد أية مشكلة سواء في النقل أو الخدمات”.

وكانت لجنة الأربعين المركزية في إيران أعلنت، أمس الجمعة، عن إغلاق جميع الطرق الحدودية المؤدية إلى العراق، عازية السبب إلى “الأحداث المقلقة التي وقعت على حدود الشلامجة ومهران والمخاطر الجسيمة التي نشأت على سلامة وصحة الزوار”، ومشيرة إلى أن “أساس القلق هو غياب الاستعدادات والإمكانيات لدى الجانب العراقي في سرعة عملية استقبال الزوار وسرعة عملية النقل وعدم كفاية التسهيلات على الجانب الآخر من الحدود، فضلا عن تزاحم الزوار في ظل الطقس الحار”.

وبعد هذا الإعلان بساعات، صرح وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، بأن السلطات العراقية وافقت على دخول الزوار بحافلات إيرانية إلى العراق، فيما طالب مسؤولون مواطنيهم بإنهاء زيارتهم في أسرع وقت ممكن، والبقاء في العراق مدة لا تتجاوز 5 أيام.

يذكر أن التوقعات الرسمية الإيرانية بأعداد الزائرين، كانت تشير إلى أن أعداد الإيرانيين المتجهين إلى العراق من أجل زيارة الأربعين سيصل إلى حوالي خمسة ملايين شخص فقط.

من جانبه، يوضح مستشار محافظ البصرة ورئيس لجنة تفويج الزائرين حسن النجار، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أعداد الزائرين القادمين من إيران تجاوز حتى الآن 500 ألف زائر، وبحسب الاتفاق مع الجانب الإيراني، فإن البصرة ستستقبل مليوني زائر، لكني أتوقع أن العدد سيكون أكثر من ذلك”.

ويشير النجار، إلى أن “المواكب الحسينية تكفلت بموضوع الطعام والشراب، أما الحكومة المحلية فقد استنفدت كل طاقتها في ما يتعلق بحافلات الدوائر، حيث تم إرسال كل حافلة موجودة في الدوائر الرسمية إلى منفذ الشلامجة لنقل الزوار، ومن هنا ندعو أيضا الدوائر التي لديها حافلات إضافية لإرسالها إلى ساحة سعد لنقل الزوار”.

ويتابع أن “الأعداد كبيرة جدا، ومن الطبيعي أن يكون هناك زحام بانسيابية تارة وزحام من دون انسيابية تارة أخرى، لأن دخول كل زائر يستوجب تدقيق جوازه وختمه، وهذه عملية تستغرق بعض الوقت، بينما الزائرون يدخلون أفواجا”، مبينا أن “المحافظ شكل لجنة برئاستي وهي متواجدة في منفذ الشلامجة وتعمل ليلا ونهارا من أجل توفير سبل الراحة والوضع الأمني المستقر للزوار”.

ويؤكد النجار، أن “اللجنة حريصة على تسيير أمور الزيارة بانسيابية، علما أن مدير المنفذ متواجد فيه باستمرار إضافة إلى مدير الجوازات والمسؤولين في قيادة العمليات وعناصر الشرطة، ونحن نتواجد بشكل مستمر على اعتبار أنه لدينا مكتبنا الخاص، والمحافظ يشرف على كل هذه العملية”.

ويرتبط العراق مع إيران بمنافذ حدودية عدة، أبرزها الشلامجة في البصرة والشيب في ميسان وزرباطية في واسط.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طالب، في 3 أيلول سبتمبر 2022، بالالتزام بقوانين العراق في جميع الزيارات للمراقد وغيرها، وخصوصا زيارة الأربعين في العشرين من شهر صفر، مشددا على أن العراق “غير ملزم بإدخال ما يفيض عن قدرته من الزوار”.

إلى ذلك، يعلق عضو لجنة الخدمات النيابية حيدر علي شيخان، على الأمر، بأن “الخدمات التي تقدمها الحكومة للزوار رديئة جدا، وهي بذلك تعكس صورة سلبية عن العراق، ولاسيما أن الزائرين من مختلف الجنسيات، وليسوا من إيران فقط”.

ويلفت شيخان خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “الزوار الآن يتركزون في محافظة الديوانية وأجزاء من محافظة بابل، ويقدر عددهم حاليا بمليوني زائر، ولكن اللافت أنه بتوجيه من وزارة الكهرباء والكادر المتقدم فيها تم خفض تجهيز هذه المناطق بالكهرباء، وهذه حالة لم تحصل سابقا، ولا نعرف ما غايتها”.

ولم يتسن لـ”العالم الجديد” التأكد من صحة هذا الكلام، وما إذا كان له صلة بوزارة الكهرباء أم بمجلس الوزراء أم بالحكومات المحلية ذاتها.

ويضيف شيخان، أن “انقطاع الكهرباء بدأ من اليوم، والزوار الآن متواجدون في الشارع لغياب التيار الكهربائي، أما بقية الخدمات فهي دون مستوى الطموح”، موضحا أن “كل محافظة فيها فريق عمليات يدير الزيارة من الناحية الصحية والخدمية، ولكن كل هذه الخدمات معدومة حاليا، والاعتماد فقط على أصحاب المواكب الذين يتعرضون لمضايقات أيضا”.

ووجه عدد من الإيرانيين انتقادات إلى المسؤولين في بلادهم بسبب حثهم على المشاركة في زيارة الأربعين التي تصادف منتصف أيلول سبتمبر الحالي، وتقديم قروض مالية مع اتخاذ إجراءات لتوفير حافلات لنقل الزوار.

في الأثناء، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني، مقطع فيديو لزائرين إيرانيين قطعوا الزيارة وعادوا إلى ديارهم بسبب انعدام أبسط الموارد اللوجستية عند الحدود، متهمين حكومتهم التي روجت لتوفر كل الإمكانات بالكذب، ووصفوا الحال في الحدود بالمأساوي والمذل، لعدم توفر باصات كافية للنقل، ولا أي طعام أو شراب، ما كاد يودي بحياة العديد منهم.

يذكر أن 17 زائرا إيرانيا تعرضوا لحادث بانقلاب الحافلة التي تقلهم من الحدود في محافظة واسط إلى كربلاء، ما خلف قتيلين على الأقل وإصابة الآخرين.

وبدأ الملايين من المسلمين الشيعة، بالتوجه مشيا على الأقدام إلى ضريح الإمام الحسين في محافظة كربلاء، لإحياء شعائر الزيارة الأربعينية، المتمثلة بمرور 40 يوما على مقتله في العاشر من شهر محرم، وهو الشهر الأول في التقويم الهجري، بواقعة الطف عام 61 للهجرة.

وتشهد الطرق المخصصة لمسير الزائرين زخما بشريا هائلا في كل عام، نظرا لتوافد أغلب سكان المحافظات نحو كربلاء، وعلى مدى أيام.

إقرأ أيضا