زيارة الأربعينية.. إخفاق رسمي والحكومة تدرس تحديد أعداد الزائرين

حوادث ووفيات ومشاكل كثيرة، واجهت زوار الإمام الحسين لإحياء مراسم الأربعينية، ما يطرح تساؤلات حول…

حوادث ووفيات ومشاكل كثيرة، واجهت زوار الإمام الحسين لإحياء مراسم الأربعينية، ما يطرح تساؤلات حول الجهة العراقية المقصرة بتهيئة الدعم لهذا الحدث الكبير، وفيما كشف مصدر في رئاسة الوزراء أن هذا الإخفاق تتحملة جهات حكومية عديدة وليست جهة واحدة، كشف أن الحكومة تدرس قضية تحديد عدد الزائرين الأجانب، وهو ما دعا له نائب مستقل أيضا، الذي أكد أن البلد يعاني من تردي كافة البنى التحتية ولا طاقة له لاستيعاب ملايين الزائرين الأجانب.

ويقول مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “المجلس تلمس إخفاق جهات حكومية في قضية توافد الزوار الأجانب إلى العراق الراغبين بأداء مراسم زيارة الأربعين، خصوصا وأن تلك الجهات مسؤولة عن نقل الزوار من داخل المدن وليس المناطق الحدودية“.

ويضيف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “الأعداد الكبيرة من الزوار الإيرانيين أربكت الوضع في المنافذ الحدودية، فأصبحت هناك أزمة حقيقية في توفير وسائل النقل أو حتى الخدمات الأخرى من الطعام والشراب، فهذه السنة هي الأولى التي يدخل فيها هكذا عدد من الزائرين الإيرانيين“.

ويشير إلى أن “عدد الزائرين الإيرانيين سوف يصل حتى يوم زيارة الأربعين إلى أكثر من 7 ملايين زائر، والمشكلة أن أغلب الذين يدخلون إلى العراق يبقون فيه مدة طويلة، وهذا يسبب ضغطا حقيقيا على الخدمات المقدمة للزائرين، خصوصا تلك المتعلقة بالنقل ما بين المحافظات العراقية“.

ويبين أن “الحكومة العراقية سوف تدرس في المرحلة المقبلة، قضية تحديد عدد الزائرين الأجانب الراغبين في المشاركة في إحياء زيارة الأربعين حتى لا يتم إرباك خطة هذه الزيارة على المستوى الخدمي وحتى الأمني، فدخول هكذا أعداد كبيرة ربما تكون له تبعات على الجانب الأمني“.

وشهدت الأيام الماضية، العديد من الحوادث المرورية لعجلات نقل الزائرين من الحدود أو المحافظات الحدودية لمحافظة كربلاء، وكان أبرزها هو تصادم عجلة مع صهريج لنقل المشتقات النفطية، والذي أدى إلى وفاة 11 شخصا وإصابة نحو 40، جميعهم من الزوار الإيرانيين في محافظة بابل.    

كما لقي 6 زوار إيرانيين مصرعهم بحوادث سير أخرى، منها على طريق النجف- كربلاء، فضلا عن غرق زائر في شط الكوفة بالنجف وآخر تعرض لموت مفاجئ، فيما كان 15 زائرا إيرانيا توفوا وأصيبوا بحادث انقلاب عجلتهم في محافظة واسط.

وسبق وقوع هذا الحادث، انتشار مقاطع فيديو توثق الزخم المروري في المنافذ الحدودية للزائرين، فضلا عن حوادث عديدة ذهب ضحيتها زوار إيرانيون، فضلا عن تبرع الجنود العراقيين لمساعدة الزائرين الكبار في السن بالمسير أو حملهم، بسبب عدم توفر عجلات كافية لنقل الزائرين.

من جهته، يذكر النائب المستقل عن محافظة واسط سجاد سالم، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العراق بصورة عامة يعاني من إهمال ونقص في البنى التحتية والخدمات، وهذا ما يعرقل ويؤثر على استقبال الأعداد الكبيرة من الزائرين الأجانب“.

ويلفت سالم، إلى أن “الزائرين الأجانب لهم الحق الكامل في أداء مراسم زيارة الأربعين، ولهذا فإن الحكومة العراقية مطالبة بتوفير كامل الإمكانيات والمستلزمات لنجاح الزيارة واستقبال الزوار الأجانب“.

ويتابع أن “تحديد عدد الزائرين الأجانب مرتبط بالحكومة العراقية، وهي يجب أن تتعامل مع هذا الإجراء استنادا للمصلحة العليا ووفق الإجراءات التي تسهم في إنجاح الزيارة، خصوصا أن العراق يشكو من انعدام الطرق المعبدة ووسائل النقل، وحتى الزائرين العراقيين يعانون هم أيضا من هذا الأمر، لذا فإن الحكومة مطالبة بتوفير خطة محكمة توفر وسائل النقل، سواء للوافدين الأجانب أو الزائرين العراقيين“.

وكانت لجنة زيارة الأربعين المركزية في إيران، أعلنت يوم الجمعة الماضي، عن إغلاق جميع الطرق الحدودية المؤدية إلى العراق، عازية السبب إلى “الأحداث المقلقة التي وقعت على حدود الشلامجة ومهران والمخاطر الجسيمة التي نشأت على سلامة وصحة الزوار”، ومشيرة إلى أن “أساس القلق هو غياب الاستعدادات والإمكانيات لدى الجانب العراقي في سرعة عملية استقبال الزوار وسرعة عملية النقل وعدم كفاية التسهيلات على الجانب الآخر من الحدود، فضلا عن تزاحم الزوار في ظل الطقس الحار“.

وبعد هذا الإعلان بساعات، صرح وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، بأن السلطات العراقية وافقت على دخول الزوار بحافلات إيرانية إلى العراق، فيما طالب مسؤولون مواطنيهم بإنهاء زيارتهم في أسرع وقت ممكن، والبقاء في العراق مدة لا تتجاوز 5 أيام.

يذكر أن التوقعات الرسمية الإيرانية بأعداد الزائرين، كانت تشير إلى أن أعداد الإيرانيين المتجهين إلى العراق من أجل زيارة الأربعين سيصل إلى حوالي خمسة ملايين شخص، لكن مسؤولين محليين في البصرة وواسط تحدثا في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، عن دخول 7 ملايين إيراني عبر الحدود مع المحافظتين.

ووجه عدد من الإيرانيين انتقادات إلى المسؤولين في بلادهم بسبب حثهم على المشاركة في زيارة الأربعين التي تصادف منتصف أيلول سبتمبر الحالي، وتقديم قروض مالية مع اتخاذ إجراءات لتوفير حافلات لنقل الزوار.

في الأثناء، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني، مقطع فيديو لزائرين إيرانيين قطعوا الزيارة وعادوا إلى ديارهم بسبب انعدام أبسط الموارد اللوجستية عند الحدود، متهمين حكومتهم التي روجت لتوفر كل الإمكانات بالكذب، ووصفوا الحال في الحدود بالمأساوي والمذل، لعدم توفر باصات كافية للنقل، ولا أي طعام أو شراب، ما كاد يودي بحياة العديد منهم.

وبدأ الملايين من المسلمين الشيعة، بالتوجه مشيا على الأقدام إلى ضريح الإمام الحسين في محافظة كربلاء، لإحياء شعائر الزيارة الأربعينية، المتمثلة بمرور 40 يوما على مقتله في العاشر من شهر محرم، وهو الشهر الأول في التقويم الهجري، بواقعة الطف عام 61 للهجرة.

وتشهد الطرق المخصصة لمسير الزائرين زخما بشريا هائلا في كل عام، نظرا لتوافد أغلب سكان المحافظات نحو كربلاء، وعلى مدى أيام.

إقرأ أيضا