ما حقيقة الانتشار الأمني في بغداد فجر اليوم.. وهل سيتكرر؟

أثار انتشار القطعات الأمنية في وسط وضواحي العاصمة بغداد فجر اليوم الثلاثاء، المزيد من التكهنات…

أثار انتشار القطعات الأمنية في وسط وضواحي العاصمة بغداد فجر اليوم الثلاثاء، المزيد من التكهنات في ظل توتر سياسي قائم، غير أن مصدرا أمنيا رفيعا كشف لـ”العالم الجديد”، عن حقيقة تلك التحركات ومددها الزمنية وغاياتها، وإمكانية تكرارها، نافية قطع طريق المطار.

إذ يقول مصدر وهو ضابط رفيع رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ما جرى هو عبارة عن ممارسة أمنية حدودها منطقة الرصافة، حيث تم قطع معظم الجسور الواصلة بالكرخ، بالإضافة إلى غلق الساحات الرئيسة”.

ويسود القلق معظم الطبقة السياسية في بغداد من التظاهرات المرتقبة في الأول من تشرين الأول أكتوبر المقبل، في ظل استمرار الانسداد السياسي وغياب خريطة طريق للحل.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من مقاطع الفيديو والصور التي توثق انتشار القطعات في الساحات والشوارع والجسور الرئيسة في العاصمة بغداد.

ويوضح المصدر، أن “هذه الممارسة الأمنية محاولة لإثبات وجود القوات الأمنية واستعدادها لأي طارئ”، مبينا أنها “شملت قطع جسور الجمهورية والسنك والمعلق والطابقين وملعب الشعب والأمين وسريع الدورة، فضلا عن غلق ساحات التحرير والحرية وقرطبة والطيران وغيرها بشكل تام أو جزئي”.

ويلفت إلى أن “هذه الممارسة الأمنية تستمر من الثانية وحتى السادسة صباحا، فيما نبدأ بتخفيف الإجراءات والقيود عند الرابعة”، لافتا إلى أن “الأمر سيتكرر صباح الغد في جهة الكرخ، حيث سيكون الانتشار أكثر كثافة، ومن المحتمل أن يشمل طريق شارع مطار بغداد (الواقع في الكرخ)”.

وينفي “صحة الأنباء التي تحدثت عن قطع طريق المطار خلال هذه الممارسة، منوها إلى أن “جميع الجسور والتقاطعات والساحات والأماكن المحتملة لمسير العجلات ستغلق جميعها”.

ومنذ ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في تشرين الأول أكتوبر 2021، يمر البلاد بانسداد سياسي غير مسبوق، وتوترات أمنية أدت إلى اشتباكات مسلحة.

إلى ذلك، شهد فجر اليوم اجتماع القيادات الأمنية والعسكرية الرفيعة، فقد أظهر مقطع فيديو تقاطر عدد منهم إلى القصر الحكومي، حيث يظهر كل من رئيس جهاز الخابرات رائد جوحي، ووكيل وزارة الداخلية ورئيس وكالة الاستخبارات في الوزارة الفريق أحمد أبو رغيف، بالإضافة إلى قائد العمليات المشتركة الفريق عبدالأمير الشمري، وسكرتير القائد العام للقوات المسلحة الفريق محمد البياتي.

وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته، مصطفى الكاظمي، قد جدد دعوته القوى الوطنية والسياسية للتحلّي بالهدوء والصبر، و”الركون إلى لغة الحوار والعقل، والتسلح بإرادة صلبة، وروح وطنية عالية، لنعبر ببلدنا من هذه المرحلة إلى بر الأمان في هذه اللحظة التاريخية، عبر حوارنا الوطني القادر على إنتاج حلول تنهي هذه الأزمة الراهنة”.

وشهدت المنطقة الخضراء غربي بغداد، في 29 آب أغسطس الماضي، اشتباكات مسلحة كان أنصار التيار الصدري أحد أطرافها، بعد تصعيد احتجاجهم داخل المنطقة واقتحامهم قصر رئيس الجمهورية والقصر الحكومي، ومقتل عدد منهم بنيران اختلفت الروايات بشأن مصدرها، ما دفع مئات المسلحين من عناصر التيار إلى اقتحام المنطقة والاشتباك مع القوات الموجودة بداخلها حتى صباح اليوم التالي، حيث أوعز زعيم التيار مقتدى الصدر إلى أتباعه بالانسحاب في غضون 60 دقيقة، وهو ما قاد إلى إنهاء الاشتباكات وعودة الهدوء إلى العاصمة.

ونشبت هذه الأزمة السياسية، منذ إجراء الانتخابات في تشرين الأول أكتوبر الماضي، ما حال دون تشكيل حكومة جديدة، إذ تمسك الصدر في حينها، إلى جانب تحالفي السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، بموقفه حول تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، فيما أصر الإطار التنسيقي إلى جانب الاتحاد الوطني الكردستاني على تمرير حكومة “توافقية”، وذلك إلى جانب الخلافات والصراعات بين كتل كل طرف من هذه الأطراف، ورفض التحالف فيما بينها للخروج برؤية موحدة تسمح باستكمال تمرير رئاستي الجمهورية والوزراء.

 

إقرأ أيضا