نشاط “الإطار” يتزايد.. و”التيار” يفصح عن سر صمته

اجتماعات كثيرة أجراها الإطار التنسيقي في اليومين الماضيين، كان أبرزها اجتماع مرشحه لرئاسة الوزراء محمد…

اجتماعات كثيرة أجراها الإطار التنسيقي في اليومين الماضيين، كان أبرزها اجتماع مرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني مع مجموعة من النواب في البرلمان لشرح برنامجه الوزاري، بينما التيار الصدري صامت إزاء كل ذلك، وقد عزا صمته إلى عدم وجود حراك “حقيقي” لتشكيل الحكومة، ووسط استمرار خلافات الكرد على منصب رئيس الجمهورية، يتوقع متخصص في الشأن السياسي أن يطول أمد الأزمة.

ويقول النائب عن ائتلاف دولة القانون عارف الحمامي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اجتماع مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني مع عدد من النواب في البرلمان يؤكد ويدل على أننا ماضون بعملية تشكيل الحكومة الجديدة ولا تراجع عن هذا الأمر”.

ويضيف الحمامي، أن “البرنامج والمنهاج الوزاري الذي قدمه السوداني للنواب نال إعجابهم، خصوصا أنه يعد برنامجا كاملا لمواجهة كافة الأزمات والتحديات التي يواجهها العراق على مختلف الأصعدة، ولهذا كان هناك دعم برلماني كبير لما طرحه السوداني من بعض منهاجه الحكومي خلال الفترة المقبلة”.

ويشير إلى أن “ما يؤخر تكليف السوداني بشكل رسمي هو الخلاف الكردي- الكردي على مرشح رئاسة الجمهورية، ولذا فعلى هذه القوى الإسراع بحسم هذا الملف، إضافة إلى استمرار تعطيل جلسات البرلمان من قبل رئيسه محمد الحلبوسي من دون أي مبرر، ونحن نعمل على عودة عقد الجلسات خلال الأيام القليلة المقبلة”.

ويتابع النائب عن ائتلاف دولة القانون، أن “محاولات فتح قنوات الحوار والتفاوض مع التيار الصدري ما زالت قائمة ومستمرة، وهناك لقاء مرتقب خلال الأيام المقبلة يجمع وفدا سياسيا يضم شخصيات من كتل مختلفة مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للوصول إلى تفاهمات تسرع من عملية تشكيل الحكومة من دون أي عراقيل”.

وكان السوداني، اجتمع يوم أمس في مجلس النواب مع عشرات النواب، وطرح برنامجه الحكومي وناقش فقراته معهم.

وقد نشر السوداني تغريدة بعد اجتماعه مع النواب قال فيها “لبينا دعوة نيابية من مختلف الكتل، لتبادل الرؤى والمقترحات حول المنهاج الوزاري والشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقة بين مجلس النواب والحكومة المقبلة.. اجتماع اليوم تناول قضايا مهمة تتعلق بالجوانب الخدمية والمعيشية التي تواجه المواطنين وتفعيل الاقتصاد”.

يذكر أن لغطا جرى داخل حركة “امتداد”، بشأن مشاركة أحد نواب الحركة حميد الشبلاوي، في الاجتماع مع السوداني في البرلمان، ووفقا لبعض المصادر، فإن الحركة ستتجه لفصل النائب منها، وهذا إلى جانب التغريدات الحادة التي صدرت عن أعضاء الحركة بحق الشبلاوي.

إلى ذلك، يبين القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السروجي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “لا يوجد اتفاق نهائي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن مرشح رئاسة الجمهورية، والاتحاد ما زال مصرا على مرشحه برهم صالح لهذا المنصب، كما أن الديمقراطي مصرّ على موقفه السابق، ولهذا لا نتائج لحسم هذا الملف”.

ويبين السروجي، أن “الحوارات ما زالت مستمرة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ولم تتوقف أو تنقطع، بهدف الوصول إلى حلول لحسم قضية منصب رئيس الجمهورية ترضي الطرفين”.

ويلفت إلى أن “اجتماعات رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في العاصمة بغداد بعد الاجتماع مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، تهدف إلى شرح نتائج هذا الاجتماع لحلفاء الاتحاد في الإطار التنسيقي، من أجل تنسيق المواقف ما بين الأطراف، خصوصا أن الإطار أكد أكثر من مرة أنه سيدعم أي خيار يذهب إليه الاتحاد”.

وكان يوم أمس الأول، شهد حراكا كبيرا، حيث عقد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، اجتماعا مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في أربيل.

ومن ضمن سلسلة الاجتماعات، هو ما جمع أمين عام منظمة بدر ورئيس تحالف الفتح هادي العامري مع بافل طالباني في بغداد.

وإلى جانب هذه الاجتماعات، عقد الإطار التنسيقي يوم أمس الأول، اجتماعا بحضور كامل قياداته، وفقا للبيان الذي صدر عنه، وأكد فيه أنه متمسك بمرشحه الوحيد لرئاسة الوزراء وهو محمد شياع السوداني، فيما نفى كل ما يشاع غير هذا الأمر.

من جهته، يفيد قيادي بارز في التيار الصدري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “موقف التيار ثابت ولا تغيير فيه، فهو ما زال رافضا لأي حوار وتفاوض ومصرا على حل مجلس النواب وتحديد موعد للانتخابات المبكرة ويرفض بشكل قاطع تشكيل أي حكومة من قبل الإطار التنسيقي”.

ويضيف القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “التيار الصدري لن يسمح للإطار بتشكيل أي حكومة يرأسها السوداني أو أي شخصية إطارية غيره، وسيكون للتيار تصعيد شعبي في حال أقدم الإطار بشكل حقيقي على عقد جلسة للبرلمان، فهو ما زال يدرك جيدا صعوبة عقد أي جلسة في ظل الرفض الصدري لها”.

ويبين أن “غياب الموقف الإعلامي للتيار الصدري خلال الأيام الماضية لا يعني موافقته على ما يجري من تحركات سياسية لقوى الإطار، لكنه يدرك جيدا عدم وجود حراك حقيقي لتشكيل الحكومة، وما يفعله الإطار من اجتماع للسوداني في البرلمان وغير ذلك من المواقف هي إعلامية ليس إلا، وسيكون للصدريين موقف في الشارع العراقي إزاء أي تحرك حقيقي من الإطار لتشكيل الحكومة”.

وشهدت المنطقة الخضراء غربي بغداد، في 29 آب أغسطس الماضي، اشتباكات مسلحة كان أنصار التيار الصدري أحد أطرافها، بعد تصعيد احتجاجهم داخل المنطقة واقتحامهم قصر رئيس الجمهورية والقصر الحكومي، ومقتل عدد منهم بنيران اختلفت الروايات بشأن مصدرها، ما دفع مئات المسلحين من عناصر التيار إلى اقتحام المنطقة والاشتباك مع القوات الموجودة بداخلها حتى صباح اليوم التالي، حيث أوعز زعيم التيار مقتدى الصدر إلى أتباعه بالانسحاب في غضون 60 دقيقة، وهو ما قاد إلى إنهاء الاشتباكات وعودة الهدوء إلى العاصمة.

وفي السياق ذاته، يرى المحلل السياسي أحمد الشريفي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “على الرغم من كل الاجتماعات التي حصلت خلال اليومين الماضيين بين مختلف القيادات السياسية، لكن لا يوجد مؤشر على وجود أي حلول قريبة للأزمة السياسية في العراق وقرب تشكيل أي حكومة جديدة”.

ويواصل الشريفي، أن “أي حوارات تجري من دون مشاركة التيار الصدري فيها، يعني أنها حوارات بلا نتائج حقيقية، ولهذا يجب إشراك التيار في أي حوار، من أجل الوصول إلى حلول حقيقية للأزمة الحالية، وأي اتفاق سياسي يتم من دون الصدريين، ممكن أن يعمق الأزمة ويدفع أنصار الصدر إلى التصعيد الشعبي من جديد في الشارع”.

ويشير إلى أنه “وفق المعطيات الحالية، فإن الأزمة السياسية في العراق سوف تطول ولا حلول قريبة، خصوصا أن الخلاف ليس بين التيار والإطار فقط، بل هناك خلاف بين الكرد على رئاسة الجمهورية، وحتى القوى السنية تشهد خلافات في ما بينها على بعض المناصب في الحكومة المؤمل تشكيلها”.

يذكر أن مقرر البرلمان غريب عسكر، أكد لـ”العالم الجديد” في 19 أيلول سبتمبر الحالي، وجود طلبات نيابية لإعادة تفعيل عمل مجلس النواب وعقد جلسة خلال أيام، لكن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لم يوافق على أي طلب نيابي، على الرغم من أن بعضها موقع من قبل 200 نائب.

إقرأ أيضا