بينها الفصل السابع.. هل يملك العراق أدوات لردع إيران عن قصفها المتكرر؟

أكد خبير في القانون الدولي حق العراق في مطالبة المجتمع الدولي بإدراج إيران تحت طائلة…

أكد خبير في القانون الدولي حق العراق في مطالبة المجتمع الدولي بإدراج إيران تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن حقه في الرد العسكري على قصفها المتواصل لمناطق بإقليم كردستان، لكن مراقبين شككوا في جرأة السلطات العراقية على اتخاذ أيٍّ من تلك الإجراءات، بسبب “ضعف” الدولة ونفوذ جهات مقربة من طهران على العديد من مفاصلها”.

ويقول المحلل السياسي علي البيدر، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “على الحكومة أن تصعد دبلوماسيا إزاء القصف الإيراني على الأراضي العراقية، أو تعمل على تدويل القضية، أو تستخدم أوراق ضغط اقتصادية، فإيران تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى المنطقة وإلى العراق تحديدا، ولن يوقفها عن ذلك إلا المعاملة بالمثل، ولكن العراق لا يستطيع التعامل معها بالمثل”.

ويضيف البيدر أن “بإمكان الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات لردع إيران لو أرادت ذلك، ولكن المنظومة السياسية القائمة لا تهتم للسيادة العراقية، وهناك جهات في المشهد السياسي العراقي تدافع عن إيران ضد العراق”، مبينا أن “بعض الأطراف العراقية سمحت لدول الجوار والدول الأخرى بالتمادي على الأراضي العراقية”.

ويشير البيدر إلى أن “كل دولة تريد تصدير أزماتها إلى خارج حدودها عندما تجد دولة أخرى سهلة المنال وغير مهتمة بموضوع السيادة، لذلك نتوقع تكرار القصف الإيراني واستمراره على غرار القصف التركي، مع أن تركيا تتذرع بوجود معارضة مسلحة يجب أن تقاتلها، بينما الأحزاب الإيرانية المعارضة الموجودة في كردستان غير مسلحة وتعمل سياسيا فقط”.

وكان إقليم كردستان تعرض إلى قصف صاروخي وبالطائرات المسيرة، من قبل إيران، استهدف، بحسب الإعلان الإيراني، مقار الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة.

وبحسب وكالة أنباء “مهر” الإيرانية شبه الرسمية، فأن قاعدة “حمزة سيد الشهداء” التابعة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني استهدفت مقار الأحزاب بصواريخ دقيقة وطائرات مسيرة مدمرة.

ومن بين المناطق التي استهدفت هو قضاء كويسنجق التابع لمحافظة أربيل، حيث سقطت فيه ستة صواريخ، وعلى إثر ذلك قررت مديرية التربية في القضاء تعليق دوام المدارس بسبب القصف الإيراني، بعد أن أظهرت صور تلاميذ المدارس وهم مختبئون هلعا من شدة القصف.

وكشف حزب “حرية كردستان” الإيراني المعارض، أن القصف الإيراني الذي استهدف مقارهم في قضاء كويسنجق أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجروح.

وكان قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، العميد محمد باكبور، أعلن يوم أمس عن إطلاق 73 صاروخا باليستيا على مقار حزب “حرية كردستان” المعارض، في إقليم كردستان، إلى جانب القصف المدفعي والطائرات المسيرة الانتحارية.

وزارة الخارجية العراقية، دانت من جانبها القصف الإيراني لأربع مناطق في كردستان، وفيما هددت باللجوء إلى “أعلى المواقف الدبلوماسية” لعدم تكرار القصف، وصفت القصف بأنه تطور خطر يهدد أمن العراق وسيادته، ويضاعف آثار الخوف والرعب على الآمنين من المدنيين.

ولاحقا، أعلن المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف أنه سيتم استدعاء السفير الإيراني في بغداد بشكل عاجل، لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة جراء عمليات القصف المستمرة.

من جهته، يوضح الخبير القانوني علي التميمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “العهد الدولي في المواد 1 و2 و3 أوجب احترام سيادة الدول، وكذلك المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة نصت على أنه في حال قيام دولة بتهديد السلم والأمن الدوليين يجوز مقاضاتها في مجلس الأمن الدولي”.

ويبين التميمي، أنه “يحق للعراق أولا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي وتقديم شكوى ضد إيران لأنها ترتكب مجازر وإبادة جماعية، وأيضا يطلب وضع إيران تحت طائلة الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة كونها تهدد السلم الدولي، كما يحق للعراق وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة أن يقوم بالرد العسكري وفق مبدأ حق الدفاع الشرعي”، لافتا إلى أن “إقليم كردستان جزء من العراق، وبموجب اتفاقية 2008 بين العراق وأمريكا، يستطيع العراق، وفق المادة 27 من الاتفاقية، الاستعانة بقوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية لدرء أي خطر أو تهديد أمني يتعرض له”.

كما نددت رئاسة حكومة إقليم كردستان بالقصف الذي استهدف مقار الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في محافظتي أربيل والسليمانية، وأكدت أن هذا القصف وتحت أي ذريعة، يعد موقفا غير صحيح، وحرفا لمجرى الأحداث ويجب وضع حد له.

بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) دعت من جانبها السلطات الإيرانية إلى إيقاف القصف الذي يستهدف الإقليم، مبينة أن العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، يرفض فكرة أنه يمكن معاملته على أنه “الفناء الخلفي” للمنطقة حيث ينتهك الجوار سيادته بشكل روتيني ومن دون عقاب.

وكانت رئاسة إقليم كردستان، قد دانت القصف الإيراني وطالبت الحكومة الاتحادية بحماية السيادة والأراضي العراقية، فيما شجب مقر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بشدة، القصف واعتبره جريمة ليس لها أي عذر.

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي الكردي شاهو، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذا القصف هو الأشمل والأوسع في تاريخ الاستهدافات الإيرانية لكردستان، ويتزامن مع الحراك الشعبي داخل إيران، حيث تشعر السلطات الإيرانية بأن الأحزاب المعارضة الموجودة في كردستان هي من تحرك الاحتجاجات داخل إيران، ولهذا استهدف القصف 3 مقرات رئيسة”.

ويلفت شاهو، إلى أن “الخطر لا يكمن في استمرار هذه الاستهدافات، وإنما هناك مؤشرات وتهديدات بأن يقع هجوم بري إذا لم يتحرك العراق”، معربا عن أسفه لـ”عدم قدرة العراق على وضع حد لإيران لأنه دولة ضعيفة مثقلة بالمشاكل الداخلية، وكذلك الحال بالنسبة للإقليم، حيث لا يستطيع هو الآخر التصدي للضربات الإيرانية”.

ويتعرض إقليم كردستان لعمليات عسكرية متعددة، منها العمليات التركية التي انطلقت داخل مدن الإقليم، بهدف مطاردة حزب العمال الكردستاني، وشملت هذه العمليات طلعات جوية وتوغلا بريا وإنشاء قواعد عسكرية جديدة، واستهدافا مستمرا للقرى والغابات.

وبالتزامن مع العمليات العسكرية التركية، نفذت الفصائل المسلحة استهدافات عدة لمطار أربيل الدولي، عبر صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، ولأكثر من مرة، وكانت تستهدف مواقع التحالف الدولي في المطار، ما دفع واشنطن إلى الرد على كل ضربة صاروخية، باستهداف مواقع تابعة للفصائل عند الحدود العراقية-السورية.

ومنذ فترة قريبة، دخلت إيران على خط العمليات العسكرية بشكل رسمي، حيث استهدفت مقار الأحزاب الإيرانية المعارضة في الإقليم بالصواريخ والطائرات المسيرة، حيث سبق وأن استهدفت مقار حزب الحياة الحرة “بيجاك”، وهو حزب كردي إيراني معارض.

إقرأ أيضا