بلاسخارت والعراق.. توقعات بتقرير “إيجابي” واستبعاد للتدخل الدولي

توقع محللون سياسيون، أن تقدم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت تقريرا…

توقع محللون سياسيون، أن تقدم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت تقريرا إيجابيا عن البلاد، وتطالب باستقرار الأوضاع ودعم تشكيل حكومة جديدة، وذلك خلال إحاطتها المرتقبة في مجلس الأمن الدولي، فيما استبعد خبير قانوني ظهور بوادر أي تدخل من قبل المجلس في الشأن العراقي، لأن ذلك مرهون بانحدار الوضع إلى مرحلة تهديد السلم والأمن الدوليين، وهو ما لم يصل إليه العراق حتى اللحظة.

ويقول المحلل السياسي غالب الدعمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مجلس الأمن لن يصدر أي قرارات بشأن العراق، وبلاسخارت دائما ما كانت تعرض وجهة نظرها إزاء المشهد العراقي”.

ويتوقع الدعمي، أن “تطلب بلاسخارت العمل على أن يكون العراق مستقرا بعيدا عن الفوضى، وتعبر عن دعمها لتشكيل حكومة عراقية تحترم التظاهرات، وتشير إلى السلاح المنفلت وخلافات إقليم كردستان والتيار الصدري”.

ويلفت بالقول “لن يكون هناك أي قرار حاسم بالنسبة للعراق أو ضد الجهات التي يُنظر إليها على أنها غير ملتزمة بالقانون، وستكون هناك مجرد إدانات”.

وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” أعلنت أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم الثلاثاء جلسة بشأن الوضع في العراق، وأن بلاسخارت ستقدم إحاطة في الجلسة بشأن التطورات في البلد.

يشار إلى أن بلاسخارت، قدمت إحاطة في مجلس الأمن الدولي في أيار مايو الماضي، وقالت فيها إن العراقيين ما زالوا بانتظار طبقة سياسية تسعى بدلا من الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن إلى أن تشمر عن سواعدها لإحراز تقدم بتحقيق القائمة الطويلة من الأولويات المحلية المعلقة في العراق، مؤكدة أن العملية السياسية العراقية دخلت مرحلة “الغالب والمغلوب”، وأن السياسيين لا يريدون التوصل لحل وسط وتغليب المصلحة الوطنية.

ولم تتوقف بلاسخارت عن عقد الاجتماعات مع مختلف القادة السياسيين في البلد، وكان آخرها يوم أمس حيث التقت رئيس تيار الحكومة عمار الحكيم، فيما حضرت سابقا كافة المؤتمرات التي عقدت، ومنها الحوار الوطني الذي أطلقه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، كما زارت أطراف الأزمة بشكل منفرد، سواء على مستوى قادة الإطار التنسيقي أو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

يذكر أن “العالم الجديد” تناولت في تقرير سابق مدى القبول الدولي لحكومة يشكلها الإطار التنسيقي، حيث أكد مراقب دولي عدم تعامل الاتحاد الأوروبي مع هكذا حكومة، وأشار إلى أنها ستكون معزولة، فيما قلل الإطار التنسيقي من خطورة هذا الطرح، وأن لا حاجة لاعتراف كل الدول بالحكومة التي يشكلها.

من جهته، يوضح المحلل السياسي جاسم الغرابي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “تقرير بلاسخارت قد يتطرق إلى إحراز تقدم سياسي في العراق بعد التئام مجلس النواب وانتخابه النائب الأول، إضافة إلى حراك تشرين وخلوه من الانفعالات والضحايا وتجاوب الحكومة والأحزاب معها”.

ويشير الغرابي إلى أن “بلاسخارت ستنقل واقعا أفضل مما نقلته في الإحاطة السابقة، ولاسيما في ظل اجتماع القيادات في إقليم كردستان واللقاءات المستمرة بين الفواعل السياسية بما ينبئ بوجود انفراج قريب للأزمة السياسية”.

ويتابع الغرابي أنه “لا يمكن لمجلس الأمن التدخل في وضع العراق الداخلي، وقد رأينا ما حصل في سوريا وليبيا من معارك طاحنة ووضع أشد تعقيدا ودموية من الوضع العراقي، ومع ذلك لم يتدخل المجلس، ويترك الأمر لممثليه الذين يعملون على تقريب وجهات النظر بين الأطراف العراقية”.

يشار إلى أن الأسبوع الماضي، شهد توترا كبيرا خلال عقد مجلس النواب جلسته للتصويت على استقالة رئيسه وانتخاب نائب الرئيس، والتي انتهت برفض استقالة محمد الحلبوسي وانتخاب محسن المندولاي نائبا له، حيث خرج أنصار التيار الصدري بتظاهرات في ساحة التحرير رفضا لعقد الجلسة.

ويصر الإطار التنسيقي، على أن مرشحه الوحيد لرئاسة الحكومة هو محمد شياع السوداني، وجدد تأكيده في أكثر من بيان رسمي، ولاسيما أن السوداني كان قد زار مجلس النواب الشهر الماضي، وعقد اجتماعا مع عدد من النواب وناقش معهم برنامجه الحكومي.

جدير بالذكر، أن قادة في التيار الصدري، أكدوا بشكل مستمر خلال أحاديثهم لـ”العالم الجديد”، أن التيار سيتجه للتصعيد وعود التظاهرات بشكل كبير، في حال أقدم الإطار التنسيقي على تمرير الحكومة الجديدة.

إلى ذلك، يفيد الخبير القانوني علي التميمي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “الأمم المتحدة تتدخل في شؤون الدول إذا عجزت عن حل مشاكلها الداخلية كما حصل في الصومال وهاييتي وراوندا، حيث أن التدخل يكون بقرار من مجلس الأمن، خصوصا إذا أخلت الدول بحقوق الإنسان”.

ويبين التميمي، أن “مجلس الأمن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول إلا في حال وجود تهديد للسلم والأمن الدوليين، وهو يهتم بالصدامات والنزاعات المسلحة، وليس من صلاحياته التدخل في تشكيل حكومة دولة ما أو ما إلى ذلك”.

كما لعبت بلاسخارت دورا في الأزمة الكردية، وتقريب وجهات النظر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وحضرت اجتماعا موسعا في أربيل بشأن انتخابات برلمان الإقليم، وأكدت أهمية التوصل لتفاهم بخصوص مسألة الانتخابات وتحديد موعد إجرائها، وعبرت عن دعم الأمم المتحدة الكامل لإنجاح العملية.

إقرأ أيضا