الحج إلى “لالش”.. عيد “الجماعية” يجمع شمل الإيزيديين

يبدأ الإيزيديون احتفالهم اليوم الخميس، بـ”عيد جما”، أو “عيد الجماعية”، الذي يستمر 7 أيام، حيث…

يبدأ الإيزيديون احتفالهم اليوم الخميس، بـ”عيد جما”، أو “عيد الجماعية”، الذي يستمر 7 أيام، حيث يتوجهون من كل بقاع العالم إلى معبد لالش في دهوك، لتأدية الطقوس الدينية، وفيما استذكر أبناء المكون بألم توقف هذا العيد خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على موطنهم الأساسي سنجار قبل سنوات، أكدوا أن الأعوام التي تلت التحرير شهدت عودة هذا الطقس لطبيعته.

ويقول مدير ناحية الشمال في سنجار خديدا جوكي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “عيد الجماعية سنوي، وفيه يتم منح عطلة رسمية للإيزيديين حتى في زمن النظام السابق، حيث يجتمع الإيزيديون في مزار الشيخ عدي بن مسافر الذي يقع في محافظة نينوى”.

ويضيف جوكي، أن “الإيزيديين يتجمعون من كل مناطق العالم في هذا العيد، كما يحصل في موسم حج المسلمين، باستثناء سنوات الاحتلال الداعشي والأحداث التي حصلت في سنجار”، مبينا أن “الإيزيديين يأتون من كندا وألمانيا ومختلف الدول لإحياء هذا العيد في سنجار”.

وتم منح الموظفين الإيزيديين في نينوى وإقليم كردستان عطلة رسمية، وهو قرار سار منذ النظام السابق ولغاية اليوم، حيث يمنح أبناء المكون عطلة في هذا العيد.

ويعتبر عيد الجماعية، من الأعياد الرئيسة لدى أبناء الديانة الإيزيدية، حيث يتوافد فيه أبناء المكون إلى معبد لالش من داخل وخارج العراق وفيه يتم تعميد الأطفال في نبع “كاني سبي”.

ويعد معبد لالش من أقدس المعابد لدى الإيزيديين، ويمارسون فيه طقوسهم وشعائرهم الدينية في أغلب أعيادهم، ويقع المعبد في واد محاط بجبال وتلال مليئة بالأشجار قرب قضاء الشيخان شمال غرب مدينة الموصل، وفيه يقع ضريح الشيخ عدي بن مسافر.

من جانبه، يذكر الناشط الإيزيدي سيدو الأحمدي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عيد الجماعية يتمثل بزيارة مزار لالش، حيث يبدأ هذا العيد من يوم 6 إلى 13 من تشرين الأول من كل عام، أي يستمر لمدة أسبوع، وتبدأ المراسم بتزاور الأهالي وتبادل المعايدات والتهاني، وفي كل يوم هناك مراسم مختلفة من طقوس دينية ومعلقات لرجال الدين وتعميد الأطفال الذين يزورون مزار لالش لأول مرة وطقوس الطهارة، أما في آخر أيام العيد فتبدأ المراسم المتعلقة برجال الدين الذين يتواجدون أو يخدمون في مزار لالش”.

ويلفت الأحمدي، إلى أن “الإخوة المكائية الذين يخدمون في المزار، يقومون في اليوم الأخير بعد انتهاء المراسم والطقوس بتنظيف مزار لالش بأكمله”، مضيفا أن “من عادات وتقاليد عيد جما، توزيع الخيرات على العوائل من قبل المعابد، وأيضا ارتداء الزي الإيزيدي الذي يتعلق بالتراث، وارتداء رجال الدين الزي الديني أثناء تواجدهم في هذه الأيام، والبابا الشيخ والبابا شاويش يتواجدون في هذه الأيام في معبد لالش”.

ومن أعياد الإيزيديين، هو رأس السنة، الذي يصادف في بداية شهر نيسان بالتقويم الميلادي، ويسمى الأربعاء الأحمر، ويعتقد الإيزيديون أن الملك طاووس قد نزل إلى الأرض التي كانت سرابا ليحولها إلى أرض حية من ماء وتراب كما هي وينبت فيها الربيع بألوانه.

وفي هذا اليوم يذوب العالم المتجمد، وبتعبير ديني آخر بدأ الرب بخلق الكون، أي بدء بخلق الكون في يوم الجمعة وانتهى منه في يوم الأربعاء، الذي يسمى الأربعاء الأحمر، وفقا للمعتقدات الإيزيدية.

ويتبع الإيزيديون التقويم الشرقي لتحديد رأس السنة الإيزيدية، والذي تعتمده الكنيسة الأرثودوكيسة ويختلف عن التقويم الميلادي بـ13 يوما.

وفي السياق ذاته، يوضح ميسر الأداني، الناشط الإيزيدي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الإيزيدية ديانة قديمة ويعتنقها أكثر من مليون شخص يعيشون في العراق، ولدينا معبد واحد في العراق في دهوك هو معبد لالش”.

ويشير الأداني، إلى أن “عيد جما أو الجماعية يمتد لسبعة أيام، وفيه يجتمع الإيزيديون من كل أنحاء العالم في معبد لالش وتجري طقوس دينية متعلقة بالديانة ومنها التعميد”، لافتا إلى أن “الأعداد الكبيرة التي كانت تجتمع في المعبد قبل الإبادة الجماعية في سنجار وبقية الأحداث في السنوات الماضية، عادت من جديد، وفي جميع أيام العيد يأتي أكثر من 200 ألف إيزيدي من داخل العراق وخارجه”.

وتعرض المكون الإيزيدي إلى محاولة للإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش، عندما سيطر على قضاء سنجار في آب أغسطس 2014، حيث عمد إلى خطف النساء والأطفال وقتل الرجال، ومن ثم عمل على بيع النساء الإيزيديات في ما يسمى “سوق النخاسة”، حيث تعامل معهن كـ”سبايا”.

يشار إلى أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، أعلن العام الماضي، وفي إحاطة له حول اجتياح داعش للعراق، إنه وجد “أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الإيزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية”، ونجح الفريق أيضا في تحديد 1444 من الجناة المحتمل تورطهم في جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الإيزيدي.

ومنذ سنوات حاولت الحكومة العراقية البدء ببرنامج لإعادة النازحين الإيزديين إلى مدينة سنجار وإغلاق مخيمات النزوح، وفتحت باب العودة الطوعية، لكن المقومات والبنى التحتية لم تكن متوفرة في المدينة، خاصة بعد دخولها في الصراع الدائر بين أطراف عدة، داخلية وخارجية، إذ وقعت الحكومة الاتحادية في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، مع حكومة إقليم كردستان اتفاقا وصف بـ”التاريخي” حول سنجار، تضمن إخراج كافة الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني منه، وإخضاعه لسيطرة القوات الأمنية الاتحادية، لكن هذا الاتفاق لم يطبق على أرض الواقع بسبب فشل بغداد وأربيل في تنفيذه بذريعة التحديات التي واجهتهما على أرض الواقع.

وكان مجلس النواب قد صوت على قانون الناجيات الإيزيديات في الأول من آذار مارس 2021، وأصبح نافذا بعد مصادقة رئيس الجمهورية عليه في الثامن من الشهر ذاته، ومن المفترض أن يقدم القانون الدعم الكامل للناجيات، فضلا عن البحث عن المختطفات.

إقرأ أيضا